لنشاركْ الليلة في إنقاذ كوكبنا خلال «ساعة الأرض»

هذا المساء سيكون مختلفاً، للنور في جنباته غياب خاص، غياب مقصود، فأبوظبي ودبي ستغرقان الليلة في الظلمة الرائقة، ظلام من أجل الكوكب الحي الذي نعيش به، فالليلة يدق ناقوس “ساعة الأرض”. 110 دول مختلفة ستنطفئ مصابيحها الرئيسية في الميادين والشوارع والمعالم الكبرى من أجل كوكب الأرض، فهذا الإطفاء البسيط للإضاءة والأدوات الكهربائية غير الضرورية لساعة واحدة يمثل حدثاً بيئياً عالمياً، يشارك فيه الأفراد والشركات ليس لترشيد استهلاك الكهرباء، بل لإظهار مدى قدرة البشرية على تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري. الليلة يحتاج الكوكب الجميل إلى مساهمتك، يداً بيد.. نستطيع أن نخفض الانبعاثات الضارة، وبكبسة الزر التي تطفئ بها الإضاءة تحث حكومات العالم على التوصل إلى اتفاق واضح وحلول جذرية توقف تمدد كارثة الاحتباس الحراري التي صارت تزلزل العالم وتعصف به وتذيب جليده. الليلة، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف مساء ستغرق معظم دول العالم في الظلام الشاعري الجميل، وتعود صورة كوكب الأرض الليلية قرناً وأكثر إلى الوراء، قبل أن يخترع أديسون الكهرباء وتتمدد كابلاتها لتخنق هواء الأرض. نحتاج هذا المساء إلى مساهمتكم وجهودكم، يمكنكم إطفاء الأضواء الخارجية للمنازل، وأضواء الغرف التي لن تحتاجوها، وربما الأضواء في المجالس وغرف الضيوف إن كانت خالية. تستطيعون أيضاً الاستمتاع بالهواء العليل البارد عبر إطفاء المكيفات وفتح الشبابيك، ويمكنكم أن تستمتعوا بجلسة عائلية جميلة خارج المنزل إن كانت ظروفكم تسمح بذلك، إنها ساعة واحدة لا أكثر تسهمون عبر إطفاء الكهرباء غير الضرورية خلالها في دعم رؤية الإمارات البيئية، ومساندة توجهاتها الرامية إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه. هذه الوقفة الثابتة التي سنعيشها الليلة ستشاركنا فيها نحو 2500 مدينة مهمة حول العالم، فالأنوار ستنطفئ من الخليج والشرق الأوسط وأستراليا إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا إلى آسيا وإفريقيا، كما ستعيش أهم المعالم حول العالم، مثل برج خليفة و دار الأوبرا في سيدني وبرج تايبيه 10 وأهرامات الجيزة المصرية وبرج إيفل في باريس وعين لندن وميدان بيكاديللي في لندن ومبنى امباير ستيت في نيويورك ولاس فيجاس، في الظلام لمدة ساعة من أجل كوكب الأرض. وستشارك مبان شهيرة مثل رويال البرت هول، ومركز مانشستر يونايتد وستورمونت وانفيرنيس وويلز استاد الألفية وبرج الشراع وشركة كوكاكولا وإيكيا فى ساعة الأرض هذا العام. ورغم أن عمر “ساعة الأرض” لا يزيد على ثلاثة أعوام، وبدأت بمبادرة وحيدة من مدينة سيدني الأسترالية، إلا أنها انتشرت بسرعة لتشارك فيها معظم عواصم ومدن العالم الرئيسية، فلا أسهل من إطفاء الأنوار ساعة واحدة لإنقاذ الأرض. وبخلاف إطفاء الأنوار يمكن أن يكون للقراء دور أكبر في حماية الأرض، إن المشي لقضاء المشاوير الصغيرة عوضاً عن استعمال السيارة، وتجديد الأجهزة المنزلية التي زاد عمرها على عشر سنوات يخفف انبعاثات الكربون، كذلك يسهم تجميع الورق وإرساله إلى جمعية أصدقاء البيئة في أبوظبي إعادة تدويره واستعماله في حماية البيئة، ومحاولة إعادة استعمال المناشف عوضاً عن غسلها كل مرة، وإطفاء الأضواء المنزلية نهاراً مع فتح الشبابيك، ما يسهم في تجديد هواء المنازل والشقق وتخفيف انبعاثات الكربون.