الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديمقراطية في باكستان··· وشبح رأس الإرهاب

الديمقراطية في باكستان··· وشبح رأس الإرهاب
15 ابريل 2008 00:00
الشرائط الصوتية والمرئية التي يذيعها ''أسامة بن لادن'' بين حين وآخر، تبين بوضوح أنه يعيش وسط أنصاره، ويتابع نشرات الأخبار على شاشات التلفاز، أو على شبكة الإنترنت، ويقرأ الكتب عن السياسة الخارجية الأميركية، ويتابع مجريات الأمور الدولية، ونظرا لإلمامه المعقول بالأحداث الجارية، فإن ''بن لادن'' يدرك جيدا ما لا يدركه الكثير من الأميركيين، وهو أن احتمالات تعرضه للأسر أو القتل خلال العام القادم أو نحوه، أكبر مما كان عليه في أي وقت مضى منذ 2001 عندما هرب من قصف الطائرات الأميركية في ''تورا بورا'' في شرق أفغانستان· والسبب في هذا التغير في احتمالات القبض على'' بن لادن'' لا يرجع إلى أي تغير في استراتيجية ''بوش'' المناهضة للإرهاب، وإنما يرجع في الأساس إلى التغيرات السياسية الدراماتيكية في باكستان التي يعتقد أنه يختبئ فيها، والتي تضافرت الأخطاء التي ارتكبتها القاعدة فيها، مع استردادها للديمقراطية المدنية، كي تجعل من هذا البلد أقل أمانا بالنسبة له عما كان عليه من قبل، وتشير استطلاعات الرأي التي أجرتها مجموعة من المؤسسات الدولية إلى تقلص نسبة تأييد ''أسامة بن لادن'' في باكستان، وذلك بعد أن بدأت ''القاعدة'' في دعم موجة غير مسبوقة من الهجمات الانتحارية على الأراضي الباكستانية، توجت باغتيال رئيسة وزراء باكستان سابقا لمرتين ''بينظير بوتو'' في ديسمبر، وأسفرت عن مصرع مئات الباكستانيين الأبرياء، ويشير الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة ''تيرور فري تومورو'' أو ''غد خال من الإرهاب'' أن نسبة تأييد بن لادن قد هبطت بمقدار النصف تقريبا على مدى 6 شهور لتصل حاليا إلى 24 في المائة فقط، وأن تلك النسبة قد هبطت في إقليم شمال غرب باكستان الذي تشير أغلب الترجيحات إلى أنه يختبئ فيه إلى ما دون العشرة في المائة· هذا التغير في مشاعر الباكستانيين مهم، وخصوصا إذا ما أدركنا أن معظم عمليات القبض السابقة على إرهابيين ممن كانوا يختبئون في باكستان، كانت تتم بموجب معلومات يقدمها السكان المحليون عن المطلوبين مقابل الحصول على مكافأة مالية، وهو ما حدث في حالة ''مير أمل قاسي'' المتهم باغتيال اثنين من عملاء الوكالة خارج مقر الوكالة عام ،1993 وفي حالة ''رمزي أحمد يوسف'' المتهم بتفجير مبنى المركز التجاري، إلى ذلك، تتزايد احتمالات تحرك الحكومة الباكستانية الجديدة للقبض عليه بناء على أي معلومات تتوافر عنه، وهو ما لم يكن متوافرا في ظل نظام الحكم العسكري للجنرال ''برويز مشرف'' والذي أدى الدعم الأميركي اللامحدود له -على الرغم من عدم شعبيته- إلى تقويض عملية البحث عن ''أسامة بن لادن''· ويشار إلى أن''عاصف زرداري'' زوج ''بينظير بوتو'' وزعيم حزب الشعب الباكستاني، والذي يعتقد أنه يقود الحكومة الباكستانية من وراء الستار، قد تعهد قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن استعادة ديمقراطية في باكستان، قد تكون وسيلة أكثر موثوقية في هزيمة الإرهاب في باكستان من الاعتماد الأميركي المطلق على مشرف، والحكومة الباكستانية الحالية مطالبة الآن بالتحرك لتنفيذ هذا التعهد، وخصوصا وأن العديد من الدوائر في البنتاجون، وداخل مجتمع الاستخبارات الأميركي، ينظرون إلى قدرتها على تنفيذ تعهدها بقدر كبير من التشكك· ليس هناك شك في أن العثور على ''إسامة بن لادن'' الآن أو قريبا، سوف يكون ضربة ذات أصداء عالمية إيجابيـــة بالنسبة لقادة باكستان الديمقراطيين الجدد لأنهم سيثبتون من خلال ذلك أنهم يمكن أن يكونوا شريكا موثوقا به للولايـــات المتحـــدة في مواجهة الإرهاب مثل الجيش تماما، بل وربما أفضل منه· والسؤال الآن: أين يمكن البحث عن ''بن لادن''؛ طبعا لا يمكن استبعاد أنه يختبئ في إحدى المدن، خصوصا وأن بعضا من كبار قادة القاعدة مثل ''أبوزبيدة''، و''خالد شيخ محمد'' تم العثور عليهم في مدن باكستانية، ولكن ''أسامة بن لادن'' حتى لو تنكر جيدا، وحلق لحيته، وارتدى بنطلون جينز، فإنه لن يكون صعبا التعرف عليه إذا ما قرر الاختباء في شقة أو بيت من بيوت ''كراتشي'' و''روالبندي''، والمناطق القبلية في ''وزيرستان'' و''بيشاور'' وهي المناطق التي يرجح أكثر من غيرها أن تكون مخبأً للرجل، غير أن الاحتمال الأكثر ترجيحا حتى الآن، كما أشار المسؤولون إلى ذلك كثيرا، أن ''بن لادن'' قد يكون مختبئا في أحد منازل التجمعات القبلية المنعزلة التي تبنى من الطين عادة، وتقع على امتداد الحدود مع أفغانستان، وهي مناطق يندر فيها تواجد ممثلي الحكومة الباكستانية بل وقد ينعدم تماما· هل هناك فرق في أن يُقُتل ''بن لادن'' أو يقبض عليه؟ لقد نما تنظيم القاعدة، وتمدد إلى الدرجة التي لم يعد قطع رأس قيادتها كافيا لإيقافها عن العمل، لكن إذا ما أخذنا في اعتبارنا أن ''بن لادن'' شخصية كاريزمية، فإن قتله قد يؤدي إلى صراع بين الأشخاص القياديين الذين سيسعون إلى الحلول محله، وهو ما يمكن أن يتسبب في مشكلات عديدة للتنظيم، غير أن السبب الذي يدعو للعثور عليه الآن، هو نفس السبب الذي كان موجودا منذ نوفمبر ،2001 ففي شريط الفيديو الذي أذيع هذا الشهر، ظهر ''بن لادن'' وقد لاحت على وجهه علامات الرضا وارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة، وهو يشرح كيف استطاع من خلال دراسات هندسية دقيقة أن يعرف أن النار والانفجارات التي ستنتج عن اصطدام الطائرتين ببرجي مركز التجارة ستؤدي إلى سقوط بعض الطوابق الداخلية، مما يؤدي إلى سحق الموجودين بداخلها وأنه قد فوجئ - تغيرت نبرة صوته دلالة على الابتهاج وهو يقول ذلك- عندما رأى البرجين وهما ينهاران تماما، إن أي أحد يطالع هذا الشريط سوف يدرك أنه لا زال هناك ما يكفي من الأسباب التي تدعونا -تطبيقا لأبسط مبادئ العدالة- إلى القصاص من هذا الرجل· ستيف كول رئيس مؤسسة نيو أميركا فاونديشين ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©