دراسة بعنوان «زايد الكبير» بمناسبة مرور مائة عام على رحيله

أصدر المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان دراسة حول الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان المعروف « بزايد الكبير» وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لرحيله. وتناولت الدراسة مسيرة وجهود الشيخ زايد الأول المهمة والمؤثرة في تاريخ إمارة أبوظبي بصفة خاصة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة. واستهلت الدراسة بكلمة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان جاء فيها : بكل إجلالٍ وإكبار نقف اليوم عند ذكرى مرور مائة عامٍ على رحيل المغفور له الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان المعروف بـ «زايد الكبير» - رحمه الله - حاكـــــــم أبوظبي الأســـــبق ( 1855 - 1909) .. وفي هذه الذكرى المباركة نستلهم العزيمة الصادقة والإخلاص الكبير للقائد المؤسس والوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله وطيب ثراه» الذي أنجز ما طمح إليه جده زايد الكبير بتشكيل إمارات موحّدة تلتحم في الخيار والمصير والهدف إيمانا منه بأصالة الانتماء وعراقته فرفع «رحمه الله» بمعيَّة إخوانه أصحاب السّمو أعضاء المجلس الأعلى حكّام الإمارات بُنيان هذا الوطن عالياً وبنى صروحه الشامخة بحكمة واقتدار وأعطى دروسا للإنسانية كلها في القيادة السديدة والعمل الدؤوب. وحمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله ورعاه» راية تعزيز المسيرة الحضارية وانطلق بالوطن عالياً في فضاء العزة والشموخ، غايته من ذلك متابعة نهج أجداده والارتقاء في البناء والتنمية، لتمكين الأجيال من امتلاك مفاتيح المستقبل بما يوفر لها حياة كريمة ونحن نضع هذا الكتاب آملين أن يكون ذخرا وتاريخا فإننا بذلك نضيف لَبِنةً جديدةً إلى صرح الذَّاكرة الوطنيّة الجماعية لأبناء الوطن الواحد .. وهو مخزون ثريّ ومتنوّع وممتد في عمقه يرسم ملامحَ الثّقافة والهويّة للأجيال الحاضرة والمُقبلة من أبناء الإمارات لكي يواكب ركب الحضارة الإنسانية. وذكرت الدراسة أن فترة حكم الشيخ زايد بن خليفة كانت حافلة بالإنجازات الكبيرة والمهمة حيث قدم تجربة ناجحة في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما شهدت أبوظبي ازدهارا باهرا كقوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة خاصة في مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ ونشطت فيها حركة ثقافية واعدة وترسخ الاستقرار والسلم في ربوع المنطقة، فقد أكسبته نشاطاته المتعددة وصفاته المميزة مكانة خالدة في تاريخ الأجيال. وبينت الدراسة أن تجربة حكم الشيخ زايد بن خليفة كانت نموذجا واقعيا للإرادة القوية، فقد انبثق معها هدف توحيد إمارات الساحل المتهادن إلا أن الأحوال المحلية والإقليمية لم تكن مواتية لتحقيق هذا الهدف. وذكرت الدراسة التي أصدرها المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان إلى انه مثلما قيض الله لأولئك الأجداد الشيخ زايد بن خليفة الذي حكم بينهم بالعدل والرحمة .. فقد هيأ الله لشعب الإمارات بعد ردح من الزمن حفيده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» زعيما كريما عادلا فرعاً طيباً من تلك الشجرة الكريمة شجرة آل نهيان. تميز كما جده بالمواصفات القيادية وتشبع بحلم الوحدة الذي راود الشيخ زايد الكبير وسكان هذه الأرض الطيبة فحمل لواء الاتحاد الذي نعيشه اليوم واقعاً حضاريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وأشارت الدراسة إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله ورعاه» يسير على درب الآباء والأجداد ويقدم رؤية كاملة في البناء وناضجة في التصور وعميقة في التوجه تنبع من شخصية عايشت مراحل بناء الوطن والإنسان بكل دقائقها ولحظاتها.