الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسلحة واشنطن الجديدة: إشعاعات ونبضات

أسلحة واشنطن الجديدة: إشعاعات ونبضات
21 مايو 2009 03:13
صدر مؤخّرا في بيروت كتاب «الاستراتيجيّة الفضائيّة الأميركيّة وشبكة معالجة التّحوّلات العسكريّة» للكاتب اللّبنانيّ كمال مساعد، وهو ينطلق من توقيع الرّئيس الأميركيّ السّابق جورج بوش على وثيقة السّياسة الفضائيّة الجديدة للولايات المتّحدة التي تضع الدّفاع في الأولويّة الاستراتيجيّة، وترفض أيّة اتّفاقيّات أو مفاوضات مستقبليّة للحدّ من التّسلّح، أو من شأنها تقييد المرونة الأميركيّة في الفضاء، وتؤكّد على حقّ الولايات المتّحدة في رفض استخدام الفضاء من قبل أطراف معادية للمصالح الأميركيّة، كما توصي الوثيقة المذكورة بتطوير القدرات والخطط والخيارات لضمان حرّيّة العمل في الفضاء وحرمان الخصوم منها. يتألّف الكتاب الذي يقع في مئة وسبع وأربعين صفحة من مقدّمة وأربعة فصول، تحاول رصد معالم الاستراتيجيّة الفضائيّة الأميركيّة التي تعتمد على وسائل حربيّة متطوّرة، تبني حساباتها على حروب افتراضيّة ومعارك محتملة في السّنوات القادمة من القرن الحادي والعشرين. الفصل الأوّل يعنى بقيادة الدّفاع الفضائيّة وفقا لأربعة عناوين: ـ إنشاء أوّل قيادة فضائيّة ـ حرب الشّبكة المركزيّة ـ شبكة سواتل أميركيّة حول العالم ـ أقمار اصطناعيّة لمعالجة التّحوّلات العسكرية في هذا الفصل نجد أنفسنا أمام خطط سلاح الجوّ الأميركيّ للسّنوات المقبلة مع إطلاق مجموعة من الأقمار الاصطناعيّة والصّواريخ الدّافعة أو العابرة للقارّات. والهدف النّهائيّ من هذه الخطّة: إنشاء قيادة فضائيّة قتاليّة تتولّى إدارة المركبات الفضائيّة المعتمدة للعمليّات القتاليّة، على أن يتمّ تنظيم هذه القيادة على شاكلة قيادة القتال الجوّيّ التي تدير عمليّات الطّائرات المقاتلة والقاذفة لدى سلاح الجوّ الأميركيّ. كما أنّ سلاح الجوّ يأمل بنشر أنظمة أرضيّة مضادّة للأقمار الاصطناعيّة المعادية، والقدرة على تحييدها بصورة مؤقّتة، وذلك في الفترة بين 2008 و2011 كمرحلة أولى و2012 و2017 كمرحلة لاحقة. انّ هذه الخطّة تتطلّب حتما تطوير أسلحة وتكنولوجيا جديدة تحقّق للقوّات سيطرة على نطاق شامل، منها تزويد الأقمار بأجهزة تشويش الكترونيّة، وإطلاق صواريخ بالستيّة نوويّة ومركبات على مراحل تمتدّ حتى العام 2024؛ وهي تشمل أحداث ثورة في تنظيم القوّات المسلّحة وتنفيذ العمليّات، عبر ما يعرف بالشّبكة المركزيّة للتّقصّي وتبادل المعلومات. والقيادة الأميركيّة تضع في الحسبان تعرّض أميركا لهجوم معلوماتيّ من قراصنة المعلومات، لهذا وضعت برنامجا خاصّا للحرب المعلوماتيّة. كما أنّ سلاح الجوّ يعمل على رصد التّحوّلات العسكريّة حول الكرة الأرضيّة عبر إطلاق منظومة أقمار اصطناعيّة قادرة على الوفاء بأغراض البحث العلميّ والتّجسّس. الحرب الافتراضيّة والفصل الثّاني من الكتاب يتناول الحرب الافتراضيّة موزّعة على أربعة أقسام: ـ سيناريوهات الحرب الافتراضيّة ـ نظام إنذار صاروخيّ لمواجهة التّهديدات الاستراتيجيّة ـ منظومة الإنذار المبكّر ـ منظومة الدّفاع ضدّ الصّواريخ الجوّالة يؤكّد الكاتب أنّ الحرب الافتراضيّة ليس لها وجود مادّي ملموس على أرض الواقع، لكنّها تحاكي هذا الواقع تماما، وهي حرب بلا دماء لكونها صراعا بين الموجات والالكترونيّات والبرمجيّات فقط، وجنودها يعملون في لوحات المفاتيح، وأزرار الحاسبات، وميادين القتال فيها هي الأسلاك والفضاء الالكترونيّ وربّما الهواء، وأسلحتها فيروسات الكمبيوتر، والنّبضات الالكترونيّة أو إشارات اللّيزر، إضافة الى طلقات معلوماتيّة معدّة بشكل يمكّنها من إحداث تدمير جوهريّ في مظاهر البنية الأساسيّة للعدوّ. هذه الحرب الافتراضيّة تحتاج الى نظام إنذار صاروخيّ جديد لمواجهة تهديدات الصّواريخ الاستراتيجيّة والتّكتيكيّة الموجّهة ضدّ الولايات المتّحدة وكندا؛ وتترافق مع السّعي لإيجاد نظام إنذار مبكّر محمول جوّا لمراقبة مسرح العمليّات، والتعرّف بدقّة الى قدرات العدوّ، والتّواصل مع القادة الميدانيّين، ثمّ معالجة ما يعرف بالصّواريخ الجوّالة اعتمادا على: الإنذار المبكّر والتّتبّع والصّاروخ الاعتراضيّ ونظام القيادة والسّيطرة. الحرب الكهرو مغناطيسيّة وتشمل الاستراتيجيّة الفضائيّة الأميركيّة ـ حسب المؤلّف ـ الحرب الكهرومغناطيسيّة فيحدّثنا عنها بأربعة محاور في الفصل الثّالث: ـ تقنيّات الحرب الكهرومغناطيسيّة ـ فرضيّة الأطباق الطّائرة ـ قاذفات القنابل الفضائيّة ـ أنظمة جديدة للمتطلّبات الفضائيّة الاستراتيجيّة ومع تطوّر حرب المعلومات وتوقّع المعارك المستقبليّة، يرى الخبراء أنّ الفيروسات والنّبضات الكهرومغناطيسيّة يمكن استخدامها في إتلاف أجهزة الطّائرات مثل أجهزة الملاحة والاتّصالات والأمن والحاسبات والهبوط والاقلاع الالكترونيّة. وتمضي الاستراتيجيّة الأميركيّة في تخيّلاتها فتضع تصاميم مطوّرة لمركبات عسكريّة عبارة عن طائرات مثلّثة كبيرة سوداء، تطير بدفع كهروحركيّ أو بمفاعلات نوويّة متنقّلة. وتدرس وزارة الدّفاع الأميركيّة إمكانيّة تحويل مكّوك الفضاء الأميركيّ الى قاذفة قنابل استراتيجيّة، بوسعها إطلاق صواريخ موجّهة ذات دقّة فائقة في أهداف على الأرض من ارتفاع يصل الى 60 ميلا تقريبا. وهذه الفكرة تفتح مجال تصنيع قاذفات قنابل فضائيّة سرعتها تفوق 15 مرّة القاذفات العاديّة، وارتفاعها يبلغ عشرة أضعاف ما تستطيعه الطّائرات العاملة حاليّا؛ على أن يجري إنتاج صاروخ باستطاعته الانطلاق من مدرج عاديّ في الولايات المتّحدة لضرب هدف على بعد 16700 كلم، على أن يكون الهدف النّهائيّ المعلن لسنة 2025. الصّواريخ الفضائية يتناول الكاتب في الفصل الرّابع ركيزة استراتيجيّة اخرى تعمل على تطويرها وزارة الدّفاع الأميركيّة بالتّعاقد مع الشّركات الأميركيّة المختصّة وهي تسمّى: الصّواريخ الاعتراضيّة في الفضاء. تنقسم هذه الرّكيزة أربعة أقسام: ـ منظومة الصّواريخ الاعتراضيّة في الفضاء. ـ أسلحة ليزريّة لحروب الفضاء. ـ أسلحة ليزريّة لمواجهة الصّواريخ وحماية القواعد الاستراتيجيّة. ـ التّخطيط الاستراتيجيّ في الولايات المتّحدة. ويذكر المؤلّف أنّه استكمال لسيطرتها المطلقة على العالم، تبنّت وزارة الدّفاع الأميركيّة البنتاغون مشروعا يشكّل خطرا على الأرض بإقامة مملكة للصّواريخ النّوويّة الاعتراضيّة في الفضاء، وإعادة الاعتبار إلى فكرة إيجاد صواريخ نوويّة تتعقّب الصّواريخ، وتتصدّى لها، وهي الفكرة التي تخلّت عنها الولايات المتّحدة سابقا. هذا الأمر سيفتح الباب لأنظمة صاروخيّة جديدة تعتمد الطّاقات الكامنة والحركيّة والإشعاعيّة، وسوف تتمّ الاستعانة بأسلحة ليزريّة مطوّرة لمواجهة الصّواريخ، وحماية المطارات والقواعد العسكريّة. يبقى القول: إنّ الاستراتيجيّة الفضائيّة الأميركيّة ارتبطت بعقيدة التّفوّق عند الإدارة الأميركيّة السّابقة، والتي تعني الحروب الاستباقيّة والتّمركز في مواضع الملاحة الأساسيّة، والتحلّي بدرجة عالية من الاستعداد، وخفّة الحركة، والمرونة لمواجهة المواقف الطّارئة. الكتاب: الاستراتيجيّة الفضائيّة الأميركيّة وشبكة معالجة التّحوّلات العسكريّة المؤلف: كمال مساعد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©