قليلاً أكثر جديد المغربي محمد بن طلحة

صدر عن دار الثقافة المغربية حديثا ديوان شعر للشاعر المغربي محمد بن طلحة بعنوان'' قليلا أكثر'' وجاء في مائة صفحة من الحجم المتوسط، وتوزعت قصائده على خمسة أبواب هي: ''قدر إغريقي''، ''ماذا سأخسر''، ''المرحلة الزرقاء''، ''جنيالوجيا''، ''نجوم في النهار''· أما لوحة الغلاف فهي من تصميم الفنان المغربي حسن العلوي· ويأتي هذا الديوان بعد سلسلة مجموعات شعرية هي: ''نشيد البجع'' (1989)، ''غيمة أو حجر'' (1990)، ''سدوم'' (1992)، ''بعكس الماء'' (2000)، ''ليتني أعمى'' (2002)· وأغلب دواوين الشاعر محمد بن طلحة طبعت أكثر من طبعة ومنها ما نفد من المكتبات، حيث يعد محمد بن طلحة صانعا ماهرا للنص الشعري العربي الحديث، تتحول اللغة لديه إلى أداة طيعة لتعبر عن أفكار شاعر يفلسف اللحظة والمعيش اليومي، وفي مجموعته الشعرية ''قليلا أكثر'' تستوقفنا اشياء كثيرة منها، كثافة الصور الشعرية ومعان عميقة تجعلك تفتتن وتنظر بذهول إلى عالم بن طلحة الشعري، عالم يأخذك من بياض اليومي وقلقه إلى قلق الحياة بكل تجلياتها· ففي نصه ''أنا سليل الهمج'' نقرأ: في مقبرة ولدت/ وفي حانة أموت/ حكيم كالرماد/ وحيثما حللت، كألوان الطيف/ لا أستريح/ أتجدد/ صبرا علي/ هنيهة واخرق ما أريد:/ قبالة شواطئ اللغة، ناقلة بترول/ تحت أجفان العائلة، رداء الغطس/ وتحت أجفاني، معاهدة شنغن/ وقانون الصحافة/ ماذا سأخسر؟/ كائن هيروغليفي، أنا/ في أوقات الفراغ/ أبيع الخمور/ للموتى/ وفي أوقات الشدة/ أقول للحضارة:/ لست أمي/ أيضا،/ أغامر/ وأسرق التعويذة/ من تحت رأس كل مومياء/ وجدتها في طريقي· أما في نصه ''قرأت صافو'' نقرأ: النهر يجري/ وأقدامي/ فيه·/ ما العمل؟/ كل موجة هادرة علامة ترقيم/ وكل صفحة مبتورة، لورانس داريل سوف يستشهد بها/ على قوة العباب/ الطوفان على الأبواب/ وصافو،/ كلما تقدمت في السن/ تطلعت إلى أشياء كثيرة، من بينها:/ الخط الجميل/ والعبارات المسروقة· محمد بن طلحة مفتون باللوحة ومهووس بقامات الرسم التي عرفها تاريخ البشرية، فهو يستحضر أعمال بيكاسو في نصه الشعري كأنه يقرأ اللوحة بلغته الخاصة، نراه يقول في قصيدة ''حمامة بيكاسو'': باب محروق/ عند اليقظة، سرب من الهلكوبتيرات فوق الكتف·/ قبور تمحي· وهدهد بألسن متعددة:/ سرة بلقيس؟/ هيهات·/ في اليوم السادس،/ بيكاسو يرسم· ومن حوله ظله وشخص آخر·/ ظله يمزج الألوان· والشخص الآخر، سيد الذباب·/ للتو: الكرة الحديدية هي النص الموازي·/ ومن بعد، كلما نفخ في أجنحة من غبار/ تنهد،/ وقال: ذروة اليأس، الاستعارة/ للأسف،/ العنوان عن الحمامة/ وليس عن الهدهد·