الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بين المسؤولية والمهنية

19 فبراير 2013 22:50
ليس هذا درساً في أبجديات العمل الإعلامي، وليس درساً في أخلاقيات المهنة، وإنما عنوان للجلسة الأولى للملتقى الإعلامي الإماراتي الكويتي الذي استضافته جمعية الصحفيين بالدولة في اليومين الماضيين، برعاية وحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، تأكيداً لتواصل مؤسسات الخدمة المدنية في الدولتين بصفة خاصة، وبين دول مجلس التعاون بشكل عام. ولأن الموضوع كان عاماً وشمل جوانب كثيرة في مسيرتنا الإعلامية، ونقل إنجازاتنا في المجالات المختلفة، باعتبار الإعلام مرآة لنهضتنا المباركة التي نعيش ملحمتها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الذي كان حاضراً في كل جلسات الملتقى، ولا ننسى حديثه في القمة الحكومية التي اختتمت الأسبوع الماضي بحضور كبير وعالي المستوى، حيث حظي بإشادة كل من حضرها وتابعها عبر الوسائل المختلفة، وأحدث ردود فعل من كل أرجاء العالم، خاصة حينما قال إن السلطة لخدمة الناس لا عليهم، مؤكداً أسرار التطور المستقبلي بالتمكين والتعليم والتوطين. ونظراً لمشاركة الإعلامي الكويتي الكبير فيصل القناعي أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية، وأحد رموز الإعلام الرياضي العربي والقاري والدولي، بوصفه رئيساً للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وعضواً في الاتحاد الدولي، كان لا بد من تناول الجوانب الرياضية التي تشغل الرأي العام العالمي، ودور الإعلام بشتى أنواعه فيها، باعتبارها صناعة وعصب الاقتصاد، بعد أن كانت مجالاً للمتعة والإبداع. ولأن المتحدث إعلامي رياضي في المقام الأول، ومدير الجلسة راشد الزعابي أيضاً من الوسط نفسه، فقد كانت المداخلات ساخنة في هذا المسار، خاصة حينما أشار إلى التقارير الصحفية لبعض الصحف البريطانية التي اتهمت «الفيفا» بالرشى والفساد قبل أيام قليلة من التصويت على استضافة بريطانيا لكأس العالم 2018 التي بموجبها ذهبت لروسيا، بعد نشر هذا التقرير، وكأن عنوان الجلسة الأولى للندوة تجسد في ذلك التقرير، وهو أمر يضع الصحفي في صراع دائم بين مسؤولياته الوطنية ومهنيته، حيث يسعى للسبق على حساب مسؤولياته وأخلاقيات المهنية التي يجب الالتزام بها، ورقابته الذاتية في كل خطواته. وهذا ما دعا القناعي إلى التوقف عند هذا المعيار كثيراً، وأوضح أن الحريات تنتهي حينما تبدأ حريات الآخرين، أي تتوقف حين يرتبط الأمر بمصالح وطنية ومصالح عليا وأعم، ومراعاة الصحفي لهذا المعيار ليس انتقاصاً من مهنيته أو جبناً أو خوفاً، وإنما التزام أخلاقي في أحيان كثيرة، والتمسك به ليس شجاعة وإنما التزام مهني وأخلاقي ووطني قبل ذلك. حسناً فعلت جمعية الصحفيين برئاسة الإعلامي القدير محمد يوسف رئيس الجمعية نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب باختيار مواضع الملتقى، خاصة الممارسة الصحفية بين المهنية والمسؤولية الوطنية، والشكر موصول للمتحدثين وليد النصف وأحمد المنصوري، وآخرين تحدثوا في اليوم الثاني للملتقى، أمثال مشعل النامي ونواف الفزيع والدكتور عبد الله العوضي وعامر التميمي والدكتور محمد العسومي. ولأننا مقبلون على برنامج لتأهيل صحفيين جدد في مجال الصحافة الرياضية في الأسابيع القليلة القادمة، فقد جاءت الندوة متوافقة مع توجهاتنا في بناء إعلامي يستطيع التفريق بين المسؤولية الوطنية والواجب المهني. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©