الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشي رياضة هادئة وافرة الفوائد

المشي رياضة هادئة وافرة الفوائد
2 يونيو 2009 01:21
رياضة لا تحتاج لأن ترهق ميزانيتك جراءها، تقيك من أمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان، تحافظ على نضارة الشباب، أو تساعدك على استعادته. تمنع انغلاق الشرايين، وتقلل من الكوليسترول، وتحد من ارتفاع ضغط الدم، وتحسن استقبال الأنسولين في الخلايا، وتسهل تدفقه إلى خلايا الجسم. هي رياضة المشي التي تكفيك ممارستها ل 30 دقيقة يومياً بشكل منتظم، ليكون بوسعك الحد من زيادة وزنك، والاحتفاظ برشاقتك، بغض النظر عن كمية الطعام التي تتولى التهامها كلَّ يوم، هي تتكفل بإعادتك إلى زمن ما قبل السيارات، وتعفيك من الالتزام ببرامج الحمية التي ينتهي مفعولها بانتهاء مدتها. تمارس علياء الجسمي رياضة المشي يومياً ما بعد المغرب، والسبب كما تقول هو الوزن الزائد، من وجهة نظرها، تمثل الرياضة مطلباً ملحاً للوقاية من أمراض كثيرة، خاصة أنَّ رياضة المشي لا تحتاج ممارستها إلى مجهود كبير، بحسب الجسمي، كما «أنَّها لا تتطلب مهارات معينة، هي رياضة تعد من الرياضات النافعة والمفيدة جداً للجسم، وتناسب جميع الأعمار وجميع الأشخاص». فوائد المشي يتفق طبيب أمراض النساء الدكتور عاطف منير الذي يمارس الرياضة كل صباح قبل الذهاب إلى عمله مع علياء الجسمي في كون الفوائد الصحية التي يمكن لرياضة المشي أن تحققها وافرة جداً، كما يشير إلى أهميتها سواء بالنسبة للأشخاص العاديين، أو للمرضى الذين يعانون من مشاكل السمنة أو من بعض المشاكل الخاصة بالقلب أو الضغط أو غيرها من الامراض العصرية، التي أصبحت من بين أهم السمات المواكبة لظروف الحياة الحديثة. ويؤكد د. منير إنَّ هذه الفوائد ليست مقصورة على من يعانون أمراض السمنة ومضاعفاتها، بل تمتد فوائدها، كما يوضح، إلى السيدات الحوامل، حيث يعد المشي لفترات طويلة من بين أهم العوامل التي تسهل عملية الولادة، وتساعد على نزول رأس الجنين إلى حوض الأم، تمهيدا لعملية الولادة الطبيعية. ندرة المواقف أكثر ما يعكر مزاج سمية الحوسني، أثناء ممارسة رياضة المشي على كورنيش أبوظبي، ظاهرة ازدحام مواقف السيارات التي تزداد حدتها أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع، وهي فترة الإجازات الأسبوعية، لذلك فإنَّ عدداً كبيراً من الراغبين في ممارسة رياضة المشي، يلجأ، كما تؤكد الحوسني، إلى ركن سيارته بعيداً عن الكورنيش، ويقوم بعبور الشارع المزدحم بالسيارات، وهو ما يعرضه دوماً لخطر السيارات العابرة، وهي لذلك تشدد على ضرورة إيجاد مواقف كافية للسيارات، وإقامة جسور مشاة علوية يمكنها أن تخدم الناس، وتكفيهم شر الوقوع ضحايا أمام السيارات. رياضة غير مكلفة بدوره سلطان العمودي، أحد محبي ممارسة هذه الرياضة، يشير إلى أنَّ الجميع بدأ يلجأ في الفترة الأخيرة إلى المشي، كرياضة تمنحه اعتدال وزن الجسم، وتقيه من الكثير من أمراض السمنة، كما توفر، وفقاً لقوله، اللياقة الصحية لممارسيها، ولا تحتاج إلى مجهود كبير أو تدريب معين لممارستها. وعن سبب لجوئه إلى ممارسة المشي يقول العمودي: «ازداد وزني بضعة كيلو جرامات مؤخراً بعد الزواج، وكان علّي ممارسة هذه الرياضة البسيطة والمفيدة للجسم التي لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة، أو إلى ناد أو مركز صحي، ولكن أكثر ما يعرقل ممارسة هذه الرياضة بحسب العمودي «عدم توافر مواقف كافية للسيارات»، حتى يتمكن الناس من الوصول إلى منطقة الكورنيش نظرا لأن المواقف الموجودة لا تكفي سيارات الناس الذاهبين إلى ممارسة الرياضة في الكورنيش. ثقافة الرياضة أمَّا أحمد محمد السيد فيقول: نحتاج إلى تعزيز ثقافة الرياضة، خاصة المشي بعد أن أصبحت جميع تحركاتنا بواسطة السيارة، ولم نعد نلجأ للمشي إلا قليلاً جداً، وهو ما أدى إلي زيادة الامراض الخاصة بالسمنة، ومنها السكر وأمراض القلب مثل الضغط وغيرها من الامراض التي نتجت عن مظاهر الحياة الحديثة وهي لم تعد تعتمد على المجهود العضلي كما كان الامر في السابق. ويلاحظ طارق عزيز أنَّ المشي من الرياضات التي يقبل عليها أبناء الجنسيات الأجنبية من كل الأعمار، مضيفاً: من خلال ممارستي لرياضة المشي أجد بينهم الكبير في السن، والمرأة الحامل والشاب في نفس الوقت، وذلك لكون المشي من الرياضات السهلة، التي تتلاءم مع جميع الأعمار والأشخاص إضافة إلى فائدتها الكبيرة للصحة العامة، ولكل أجهزة الجسم. عيون متطفلة تصف شادية يونس نفسها بأنَّها من النوع المحب لممارسة رياضة المشي، الا أن أكثر ما يزعجها كما تقول، تعرض بعض النساء الراغبات في ممارسة هذه الرياضة، وخاصة الحوامل، للحرج بفعل «العيون الفضولية والمتطفلة» التي تراقب سيرهن، فضلاً عن بعض المعاكسات التي يتعرضن لها أثناء ممارستهن هذه الرياضة وحدهن على الكورنيش، خاصة في الأوقات المسائية أو الصباحية. وتتفق مريم عبدالله مع شادية مؤكدة أنها تلجأ أثناء ممارستها لهذه الرياضة إلى تغطية وجهها، والسبب كما توضح مريم، أعين الشباب المتواجدين على الكورنيش، وهناك الكثير من المتطفلين الذين يحبون التعرف على شخصية السيدة أو الفتاة التي تمارس الرياضة، وهو ما يسبب كثيرا من الإزعاج. الجو المعتدل تداوم ليلى الزرعوني يومياً على ممارسة رياضة المشي، وتؤكد أنَّ أوقات ممارسة تلك الرياضة لا تقتصر على ساعات معينة دون الاخرى، بل هي تشمل معظم أوقات النهار، وكثيراً من ساعات الليل، إلا أن الجو المعتدل يبقى، بالنسبة لها، المعيار الرئيسي الذي يجعلها تفضل أوقاتاً معينة على أخرى، فكلما كان الجو معتدلاً، ودرجات الحرارة منخفضة، كلما زادت أعداد ممارسي تلك الرياضة، نظرا لكون اعتدال درجة حرارة الجو من الأمور التي تساعد الانسان على ممارسة الرياضة، وتخفف عنه الشعور بالإجهاد أو التعب السريع. فوائد لا تحصى الدكتور مرعي توفيق، استشاري أمراض الباطنة والقلب، يشير إلى أنَّ المشي من أقل التمارين الرياضية ضرراً على المفاصل، وهو من الرياضات التي يحرق فيها الأوكسيجين مما يجعلها مفيدة للقلب والرئتين، ومساعدة على تنشيط الدورة الدموية. ويشدد د. توفيق على كون المشي من الرياضات المتوسطة الإجهاد، التي تساعد الناس على المحافظة على لياقتهم ورشاقتهم بحرق الطاقة الزائدة، وتقوي العضلات، وتحسن من استخدام الأكسجين والطاقة في الجسم. ولذلك فهي تقلل من المخاطر المرتبطة بالسمنة والسكري وسرطان الثدي وسرطان القولون وأمراض القلب. كما يعتبر الدكتور توفيق المشي مشابهاً لتمارين حمل الأثقال، فالمشي بقامة مستقيمة متزنة يقوي العضلات في الأرجل والبطن والظهر، ويقوي العظام ويقلل من إصابتها بالهشاشة. كما يخلِّص الانسان من الضغوط النفسية والقلق والإجهاد اليومي، ويحسن من الوضع النفسي ومن تجاوب الجهاز العصبي، وهذا ناتج من المركبات التي يفرزها الجسم خلال المشي. وهو يساعد المشي على التخلص من الوزن الزائد، وهذا بالطبع يعتمد على مدة المشي وسرعته (مقدار الجهد المبذول). فالشخص الذي يمشي بمعدل 4 كم/ ساعة يحرق ما بين 200 – 250 سعراً حرارياً في الساعة (22 – 28 جراماً من الدهون) سمة الإنسان المشي هو من أقدم الرياضات البشرية، وهو أول نشاط قام به الإنسان على الأرض، فإذا كانت للثعابين الزحف، وللطيور التحليق في السماء وللسمك الغوص في الماء، فإنَّ المشي صفة ملاصقة للإنسان. وهو يزيد في قوة دفع الدم من القلب، ويحسن أداءه، كما أنَّه يقي من الذبحات الصدرية وانسداد الشرايين التاجية، إذا واظب الإنسان عليه، حتى إنَّه يشكل جزءاً من جدول التأهيل للمصابين بجلطات شرايين القلب. والمشي يزيد من سعة الرئتين وقدرتهما على استخلاص المزيد من الأكسجين، وينشط الدورة الدموية في الأطراف، ويمنع دوالي الساقين وأورام القدمين، ويحسن من دخول الجلوكوز إلي العضلات، وبذلك يحفز أداء الأنسولين، ويقلل من السكر في الدم لمرضى السكري، وهو علاج فعال لمرض البول السكري، بل يكاد يكون أحد أساليب الوقاية من السكري للأفراد الذين لديهم استعداد وقابلية للإصابة بهذا المرض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©