بدأت قوات الأمن العراقية عملية أمنية أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة في محافظات عراقية عدة، من ضمنها العاصمة بغداد، لمطاردة تنظيم “القاعدة” إثر تفجيرات دامية الأسبوع الماضي، وأسفرت عن سقوط أكثر 60 قتيلاً ومئات الجرحى. واعتقلت قوات مشتركة أميركية عراقية 18 متهماً بالإرهاب في بغداد وديالى وكركوك، فيما قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون في البصرة ونينوى باعتداءات.
وقال مصدر أمني إن القوات الأمنية انتشرت بصورة مكثفة أمس في شوارع بغداد، مع تشديد الإجراءات عند نقاط التفتيش، وخصوصاً في محيط مواقع الانفجارات قرب السفارات التي استهدفت أمس الأول. وقامت قوات عراقية من مختلف الأجهزة الأمنية بحملة دهم في بعض مناطق حي المنصور، حيث السفارات المصرية والألمانية والإسبانية والسورية، بعد تطويقها ومنع الاقتراب منها.
وأفاد بيان للجيش الأميركي بأن قوات عراقية اعتقلت أحد “مسؤولي القاعدة خلال عملية في غرب بغداد” أمس. كما بدأت قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية مشددة أمس في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى، والأقضية المجاورة لمطاردة تنظيم “القاعدة”. وقال مصدر أمني في شرطة ديالى إن “قواتنا وعددها حوالي 39 ألفاً من الشرطة والجيش انتشرت في بعقوبة والأقضية المحيطة وأقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسية والفرعية”، مشيراً إلى أن الخطة “تتضمن قطع عدد من الطرق المؤدية إلى الأحياء والإبقاء على منفذ واحد لكل منها”.
ووزعت السلطات أسماء مطلوبين على جميع الحواجز الثابتة والمتحركة. وأكد مصدر في غرفة عمليات ديالى اعتقال 11 شخصاً بتهمة الإرهاب. وأضاف أن “الهدف من تطبيق هذه الإجراءات هو فرض الأمن، واعتقال عدد من المطلوبين داخل بعقوبة والأقضية، بحسب معلومات استخباراتية”.
وتابع أن “المعلومات تؤكد محاولة المسلحين تنفيد تفجيرات دامية مشابهة لتلك التي وقعت في الخالص” في إشارة إلى التفجيرات التي أوقعت 52 قتيلاً، وأقيل على أثرها مدير شرطة ديالى اللواء عبد الحسين الشمري في حين أحيل عدد من الضباط إلى التحقيق.
يذكر أن القوات الأميركية والعراقية شنت حملات عسكرية عدة في ديالى منذ عام 2007 للقضاء على التنظيمات المتطرفة. ولا تزال “القاعدة” تنشط في بعض جيوب هذه المحافظة التي تعتبر نسخة مصغرة عن العراق نظراً لتركيبتها السكانية، وهي خليط متعدد من القوميات يضم العرب سنة وشيعة، والأكراد سنة وفيليين، والتركمان.
وفي السياق ذكرت مصادر أمنية عراقية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت فجر أمس ستة مطلوبين للقضاء العراقي في ناحية الرياض غرب كركوك. وقال مصدر أمني إن عملية الاعتقال تمت بناء على معلومات استخباراتية حول مكان وجود الستة مطلوبين لتورطهم في عمليات زرع العبوات الناسفة قرب الأنابيب الناقلة للنفط الخام الممتدة بين مدينتي كركوك والموصل.
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عقد في أعقاب تفجيرات أمس الأول اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني الذي لم يحدد أي تدابير سيتم اتخاذها.
إلى ذلك أصدر السفير الأميركي كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو بياناً “يدين بشدة” الهجمات، ويعبر عن “التضامن مع الزملاء الدبلوماسيين”.
من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين عن “تأثرها الشديد” إثر انفجارات الأحد، فيما نددت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بالهجمات ودعت في بيان “الأحزاب السياسية في العراق والقادة إلى مواصلة تعزيز المؤسسات الديمقراطية”. إلى ذلك تسبب انفجار قنبلة مزروعة على الطريق في محافظة البصرة بمقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة شط العرب شرق المحافظة. وفي الموصل بمحافظة نينوى قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا مدنياً أمام منزله في شمال المدينة.
العراق ينضم إلى اتفاقية قمع الإرهاب النووي
بغداد (الاتحاد)- أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس، أن مجلس الوزراء قرر الموافقة على مشروع قانون انضمام جمهورية العراق إلى الاتفاقية الدولية لقمع أعمال الإرهاب النووي المعتمدة من قبل الأمم المتحدة وإحالتها إلى مجلس النواب المقبل. وأشار الدباغ في بيان تلقت "الاتحاد" نسخة منه إلى أن قرار الموافقة على الانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية يأتي انسجاماً مع توجه الحكومة في احتواء ما قد يتسبب من أضرار جراء الإرهاب النووي وتبعاته.
عدد اليوم
