الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

3 قتلى بمواجهات بين الأمن و «الحراك» جنوب اليمن

3 قتلى بمواجهات بين الأمن و «الحراك» جنوب اليمن
24 فبراير 2013 14:21
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب آخرون، بعضهم في حالة حرجة، أمس السبت، بمواجهات بين قوات الأمن وعناصر من “الحراك الجنوبي” الانفصالي في محافظتي عدن وحضرموت جنوبي اليمن، حيث شهدت بعض بلداته “عصيانا مدنيا” احتجاجا على سقوط عشرات القتلى والجرحى الخميس الماضي في صدامات بين التيارين المؤيد والمعارض للوحدة اليمنية. وكان المجلس الأعلى للحراك السلمي، الذي يتزعم الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب اليمني منذ 2007، دعا، أمس الأول، إلى “عصيان مدني” السبت في المدن الجنوبية للتنديد بسقوط قتلى “جنوبيين” برصاص قوات الشرطة في عدن والضالع أواخر الأسبوع الماضي. وذكر سكان وشهود عيان لـ”الاتحاد” أن عناصر الحراك الجنوبي “أغلقوا” في وقت مبكر السبت، بالحجارة والإطارات التالفة المحترقة طرقا رئيسية وفرعية في مدينة عدن، خصوصا في أحياء “المعلا”، “المنصورة”، و”خور مكسر”، وذلك بهدف “فرض العصيان المدني”. وقال شهود إن عناصر من الحراك “كانوا مسلحين” تمركزوا في بعض شوارع حي “المنصورة”، وسط المدينة، “لمنع الشرطة والسكان من إزالة الحجارة والإطارات”. وبثت قناة تلفزيونية موالية للتيار الجنوبي الانفصالي مشاهد لمحتجين مدنيين، يتمركزون خلف حاجز مستحدث بأحد شوارع عدن، وهم يهتفون “برع يا استعمار”، “ماشي وحدة بالقوة.. ماشي وحدة يا شمالي”، “ثورة ثورة حتى النصر”، و”بالروح بالدم نفديك يا جنوب”. وقال الناشط في “الحراك الجنوبي” علي سعيد، لـ”الاتحاد”، إن الدعوة إلى العصيان “لاقت استجابة متفاوتة من منطقة إلى أخرى في عدن”، مشيرا إلى أن العصيان المدني تم تنفيذه أيضا في بلدات جنوبية أخرى. وذكر أن هدف الدعوة للعصيان المدني “التنديد بقتل الجنوبيين” برصاص من أسماها بـ “قوات الاحتلال اليمني ومليشيات حزب الإصلاح” الإسلامي، الشريك في الحكومة الانتقالية، والذي يمثل الغطاء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وقالت مصادر محلية إن اشتباكات اندلعت بين مسلحين انفصاليين، تمركزوا في ساحة الشهداء وسط حي المنصورة، وقوات أمنية حاولت التدخل لفتح الطريق هناك، ما أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى. وقال سعيد: “حاولت قوات الأمن اقتحام ساحة الشهداء وأطلقت الرصاص الحي من عدة جهات”. إلا أن مصدرا أمنيا ذكر لوكالة فرانس برس أن “مؤيدي الحراك الجنوبي قاموا بقطع الطرقات وعندما حاول الجيش التدخل اطلق مسلحون منهم منتشرون في المباني المجاورة النار عليه ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات” التي أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وقالت مصادر طبية ومحلية لـ”الاتحاد”، إن شخصين مدنيين، أحدهما في العقد الخامس من عمره، “قتلا برصاص قوات الأمن” في الاشتباكات التي اندلعت في حي “المنصورة”. وذكر مصدر طبي في مستشفى النقيب الأهلي بعدن أن المستشفى استقبل أربعة جرحى “اثنان منهم في حالة حرجة بسبب إصابتهما في الرأس”. وفي محافظة حضرموت، قتل مدني باشتباكات بين قوات الأمن وعناصر مسلحة من الحراك الجنوبي” أقدمت على إغلاق الطرق الرئيسية في بلدة “غيل باوزير”، القريبة من مدينة المكلا، عاصمة المحافظة. وقال مسؤول محلي لـ “الاتحاد” إن اشتباكات اندلعت في بلدة “غيل باوزير” بين قوات الأمن ومسلحين ما أدى إلى سقوط قتيل واحد. وينتمي المسلحون إلى فصيل متشدد داخل “الحراك الجنوبي” بقيادة علي سالم البيض، نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، والذي يقيم في المنفى منذ عام 1994، ويرفض بشدة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيبدأ في 18 مارس المقبل. وأقدم مسلحون من هذا الفصيل على إغلاق الطرق الرئيسية في مدينة المكلا، لفرض العصيان المدني بالقوة. وقال المسؤول السابق الذي يقيم في المكلا، “أُغلقت الطرق منذ الصباح الباكر. لم نتمكن من التحرك والانتقال”، لافتا إلى أن عناصر من الحراك اقتحمت مقرين تابعين لحزب “الإصلاح”، وأحرقت بعض محتوياتهما. وكان حزب “الإصلاح”، الذي ساند بقوة انتفاضة 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، تبنى الخميس احتفالا شعبيا كبيرا في عدن بمناسبة مرور عام على انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا انتقاليا لليمن، ما أثار انتقادات واسعة ضده كون الاحتفال شكل “استفزازا” قويا لشرائح جنوبية واسعة تتهم هذا الحزب بالتواطؤ مع صالح في قمع محاولة انفصالية في صيف عام 1994. وذكرت صحيفة “الصحوة”، لسان حال حزب الإصلاح، أن “العشرات من مسلحي الحراك الجنوبي” اقتحموا مقرين للحزب في مدينة المكلا “وقاموا بإحراق محتوياتهما”، كما حاصروا المقر الرئيسي لـ”الإصلاح” في المكلا. وقالت إن المسلحين ينتمون لتيار تابع لعلي سالم البيض، المدعوم من إيران، حسب تصريحات أطلقها السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين قبل أسابيع. واتهم حزب الإصلاح الأجهزة الأمنية في حضرموت بالتواطؤ مع المسلحين لنشر الفوضى في المحافظة، داعيا الرئيس هادي والحكومة الانتقالية والدول الراعية لاتفاق نقل السلطة إلى “استنكار” عمليات اقتحام وإحراق محتويات مقاره في حضرموت. وحمل الحزب “الحراك المسلح” المسؤولية القانونية لاقتحام وإحراق مقاره، مطالبا الجميع “بعدم التزام الصمت” إزاء ذلك. كما اتهم فرع حزب “الإصلاح” في عدن، في بلاغ صحفي، “عناصر من الحراك المسلح” بمهاجمة مقر تابع له في حي “خور مكسر” بقنبلتين يومي الجمعة والسبت. بدوره، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس الأول، أطراف الصراع في هذا البلد إلى “التحلي بضبط النفس والحكمة ونبذ العنف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©