الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«داعش» ذراع إسرائيل

23 فبراير 2015 23:10
من المستفيد مما يحدث في عالمنا العربي اليوم؟ سؤال يطرح نفسه كل يوم، ونحن نرى تنظيم داعش الإرهابي يفتت الدول العربية تحت ذرائع دينية، ولا يحرك ساكناً باتجاه الصهاينة في إسرائيل، فهل هي مصادفة ألا يوجد إسرائيلي يستحق القتل على يد داعش؟ بالطبع لا، فداعش هو إسرائيل وإسرائيل هي داعش، والمرء لا يقتل نفسه. والمستفيد الوحيد من داعش هو الصهيونية الإسرائيلية التي امتهنت، واسترخصت الدماء العربية الغالية. إن ما قام ويقوم به داعش اليوم، هو تنفيذ على أرض الواقع لقول الصهيوني ديفيد بن غوريون: «إن قوتنا ليست في سلاحنا النووي، قوتنا في تفتيت ثلاث دول كبيرة من حولنا، العراق وسورية ومصر، وبهذا الترتيب، إلى دويلات متناحرة على أسس طائفية ودينية، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر». * بالنسبة للعراق، فقد حاربت إسرائيل جميع الأنظمة التي تولت الحكم فيه حتى استطاعت التغلغل وتحطيم قدراته العسكرية المشهود لها. وبعد سقوط نظام صدام، ودخول العراق في نفق التفرقة الدينية المظلم، عملت على استقطاب الإرهابي المعروف بأبي بكر البغدادي الذي كان أحد قادة تنظيم القاعدة، ودفعته إلى الانشقاق عن القاعدة لقاء مغريات كبيرة، فكان تنظيم داعش. أما الخطة المرسومة له، فهي اختراق التحصينات العسكرية والأمنية للدول التي تشكل تهديداً لأمن إسرائيل وتدميرها لاجتياحها لاحقاً، بغية التوسع وتأسيس إسرائيل الكبرى. ولاحظنا كيف نما «داعش» وتوسع بشكل سريع وملحوظ، وحصل على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي المزعوم ضد السنة العراقيين العرب الذي غذته إسرائيل. * وبالنسبة لسوريا (الثانية على جدول التفتيت الإسرائيلي)، فبعد نشوب الحرب الداخلية التي كان لإسرائيل، بلا شك، دور كبير في توقيت اندلاعها، وسع داعش/إسرائيل نشاطه ليصبح له وجود كبير في المحافظات السورية، مثل الرقة ،وإدلب، ودير الزور وحلب. وحصل من إسرائيل على أسلحة حديثة ومعلومات استخباراتية لا تتوافر إلا لتنظيمات على مستوى دولي. * أما مصر، فكان لها مخطط آخر، ابتدأ بتنفيذ التصريح التالي لموشي دايان، وزير الحرب الإسرائيلي عام 1968 ابان فترة حكم الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر «إذا استطعنا إسقاط عسكر عبد الناصر، وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر...فسنشم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أراضي مصر. فلتكن تلك غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأميركيين»،وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية، قامت إسرائيل بدعم الإخوان في مصر ضد الرئيس عبدالناصر، وساعدتهم في عملية اغتيال السادات وحتى الوصول إلى الحكم، بعد تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عام 2011. وأعقبتها اليوم بتدخل عناصر داعش إلى سيناء عن طريق العريش المتاخمة لحدودها، ثم عن طريق ليبيا والحبل على الجرار... امتدت ذراع داعش/إسرائيل الأخطبوطية بعد ذلك لتطال دولاً غربية بدأت بتغيير نظرتها إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مدركة لحق الشعب الفلسطيني في العيش في أرضه التي اغتصبها الصهاينة، حيث اعترف كثير من هذه الدول بالسلطة الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني. ونواة للدولة الفلسطينية القادمة، حيث بلغ عدد دول العالم المعترفة بدولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية حتى يومنا هذا 153. لنصحُ أيها العرب فقد تمكنت إسرائيل حتى الآن من تفتيتنا معتمدة على جهلنا وغبائنا، فنحن بحاجة إلى صحوة جماعية نثبت فيها للعالم أننا على حق، وأن إسرائيل على باطل. ورحم الله الشاعر والأديب والسفير والدبلوماسي والوزير السعودي الراحل غازي القصيبي عندما قال مقولته الشهيرة في كتاباته الأدبية الساخرة مخاطباً مخترع الفياغرا «سيدي المخترع العظيم، يا من صنعت بلسماً قضى على مواجع الكهولة وأيقظ الفحولة، أما لديك بلسم يعيد في أمتنا الرجولة»؟ نصّار وديع نصّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©