الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أيام الشندغة».. أبواب مفتوحة على روح التاريخ

«أيام الشندغة».. أبواب مفتوحة على روح التاريخ
12 يناير 2020 01:58

نوف الموسى (دبي)

تشرّع «أيام الشندغة» أبوابها من جديد لاستقبال الزوار يوم غد الاثنين.
وكانت فعاليات النسخة الأولى، التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، انطلقت الخميس الماضي، وتوقفت يومي الجمعة والسبت، كما تتوقف اليوم الأحد، نظراً لعدم استقرار الحالة الجوية.
وانطلاق «أيام الشندغة»، في حي الشندغة التاريخي، على امتداد خور مدينة دبي، تأكيد مستمر من القائمين على «دبي للثقافة»، على أهمية التجربة الثقافية، ببعدها التراثي ونسقها الترفيهي الذي من شأنه أن يحفظ ذاكرة الموروث الاجتماعي والتاريخي لدولة الإمارات، إلى جانب أن الموقع الاستراتيجي لحي الشندغة التاريخي، يعد ضمن أبرز المنصات السياحية في الدولة، لبناء حوار حيوي مع مختلف ثقافات العالم.
واللافت أن «أيام الشندغة» افتتحت فعالياتها المتنوعة عبر معرض الأبواب الفني، تم الاحتفاء من خلاله بأبواب بيوت الشندغة التي تصل أعمارها ما بين 80 إلى 120 سنة، مشكلةً ممراً بديعاً نحو عوالم المتاحف المعرفية الدائمة في حي الشندغة التاريخي، وهما «متحف الشندغة» و«بيت العطور»، و«مركز الوثائق التاريخية»، و«متحف ساروق الحديد».
وعززت الهيئة الموقع التاريخي بأنشطة ترفيهية اتسمت بروح الكرنفال الموسيقي للفنون المحلية الشعبية، من مثل مشاركة مبادرة «البقشة» و«ستوديو قماش» ومبادرة «زي».
رمز اجتماعيوفي سياق الحديث عن معرض الأبواب الفني، والرؤية الجمالية للحدث الثقافي في «أيام الشندغة»، أوضح ناصر جمعة بن سليمان، مدير حي الفهيدي التاريخي، أن الأبواب المعروضة في المعرض الفني، تعد مدخلاً روحياً واجتماعياً وثقافياً لتفاصيل الحياة القديمة للمجتمع المحلي بإرثها المتأصل في الحضارة الإنسانية على امتداد قرون طويلة، فالأبواب هي رمز اجتماعي، يسرد من خلفه قصص كثيرة، قائلاً حول ذلك: «توصلنا من خلال الكثير من الأبحاث المستفيضة، أن لكل باب قصته المتفردة، التي تعكس طبيعة أهل البيت، فهناك أبواب الحصون والقلاع والمربعات، وأبواب الأسر المقتدرة والأسر ميسورة الحال، إضافة إلى أن المعرض يقدم تعريفاً مختزلاً لأنواع الأبواب، منه الباب «المسماري» ذو الأضلاع الخشبية، وباب «المقطّع»، وباب «بوفرخة»، ولا يمكننا الحديث عن أبواب الشندغة، دون المرور إلى تلك الأشكال الهندسية والرسومات النباتية المحفورة على الأبواب، والنقوش الخشبية ذات الدلالات والمعاني المتعارف عليها من قبل الحرفيين من مثل: «نقشة مفروضة»، «نجمة»، «شمسية»، «وردة» وغيرها».
مرت أبواب الشندغة، بعمليات معالجة وترميم طويلة، كما أشار ناصر جمعة بن سليمان، إلا أنهم حرصوا أن تبقى بعض الأبواب على حالتها الأولية، دون طلاء، أو تعديل للشروخات العامة في الباب، للإبقاء على روح الحالة في الباب نفسه، فالأخير جاء أيضاً من خلال مشاركة فنانين معاصرين بأعمال فنية، استلهموها من الأبواب من مثل عمل الفنانة فاطمة العوضي بعنوان «الريح تطرق»، قدمت من خلاله القطع المعدنية المستخدمة في الأبواب التقليدية للمنازل القديمة في دبي، وتحديداً مطرقة الباب «المدق»، فالقطع في العمل تعطي نغمات مع نسمات الريح تسمح لها أن تطرق لتعيد الزوار إلى لحظة تاريخية في الإمارات قديماً.

ستوديو قماش
المصممة عزة الشريف من المشاركين في الفعاليات، عبر «ستوديو قماش»، الهادف إلى الاشتغال على منتجات معاصرة مستوحاة من التراث العربي والحرف اليدوية، مقدمةً مجموعة السبته، وهو حزام نسائي، مستوحى من حزام الخنجر المستخدم من قبل الرجال في الإمارات، مبينة أنها أرادت أن تهدي النساء تجربة ارتدائه، بتصميم يتناسب معهن، مؤكدة أنه من الجميل اليوم أن نرتدي مشغولات مستلهمة من التراث المحلي وثقافة الشرق، يوازي حضور «ستوديو قماش»، تنظم لمجموعة من الفعاليات الحيّة من مثل مشاركة الفنان ضياء علام، في تجسيد حروف اللغة العربية على مجسم محارة في الفضاء المفتوح للحدث الثقافي، المتضمن ورش عمل يقدمها «استديو ميداف»، و«ايربن سكتشرز» و«تماشي» و«الجليلة لثقافة الطفل» و«مبادرة البقشة»، إلى جانب مشاركة الفنان شان سيث من خلال ورش الرسم على ضفة الخور.

سيرة اللؤلؤ
تضمنت الفعاليات إعادة اكتشاف سيرة اللؤلؤ وصناعة السفن الإماراتية، وبرنامجاً خاصاً بالمسرح يتخلله الأداء الإماراتي التقليدي والعروض الموسيقية الضوئية وتصميم تجارب ثقافية وليلة المكرفون المفتوح بمشاركة الجمهور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©