العتاب يزيح كثيرًا من شكوى القلب، وبه تفرج هموم الظن وتنجلي حقيقة الفعل، ولكن يجب ان يتحلى المعاتب بقواعد أو ما يمكن ان نطلق عليه «برتوكول العتاب» ومن هذه القواعد : إن كنت معاتبا فاقتصد ولا تزد في اللوم فإنما كان العتاب وصلا لما انقطع، ورأبا لصدع الخطأ بتصحيح المفاهيم.
فهذه همسة عتاب لمن جحد حق أمه و أبيه واستسلم لهوى النفس وإنقاد لرغبات زوجة طامعة، وجف في معاملتهما وحرم نفسه من متعة نظرة البر إليهما فأساء الأدب وبخل معهما .علينا أن نفيق من ظلمة الهوى وجبروت المال والزوجة قبل أن تأتيك طامة تعصف بك في عالم النسيان لأن الله يؤجل مايشاء من الذنوب إلا عقوق الوالدين ولمن باع آخرته ليشتري حطام الدنيا فغش الناس وقبل الرشوة وجعل ضميره في سبات عميق. وهمسة لمن خاصم الحق وشهد بالباطل واطمأن به فلما انقلب عليه ذاق مرارته وعادى البساطة ليغرق في بحر من الديون وإغراءات المظهر الاجتماعي، ولمن خاصم الآخر فلم يكتف بثلاث ليال ومضى في ظلمة الخصام سنوات طوال ألم تكتف أم ستظل أسير وهم الكبرياء ولا تجعل سوط الغرور يلجمك فليس عيباً أن تصلح خطأك أو تبادر بصلح يقوم اعوجاج الآخر فتكتسب رفعة الموقف وحسن الأجر وهمسة عتاب لمن تهاون في أداء صلاته فلا يتم أركانها بخشوع، أو تقاعس في إخراج زكاة ماله فيجنى الخسارة أو تهاون في أداء عمله ولم يعلم أن العمل أمانة سيسأل عنها يوم القيامة، أو تباطأ في رد الظلمة عن المظلوم بحجج واهية كالمجاملة وتبادل المنافع متناسيا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. على المرء أن ينتبه قبل أن يكون عبرة لغيره وأكتفي بمقولة أرسطو «اعتبر بمن مضى قبلك ولاتكن عبرة لمن يأتي بعدك»
محمد زكريا النجار
عدد اليوم
