الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متشدد ينافس روحاني!

9 ابريل 2017 22:37
أدى إعلان رجل دين محافظ بارز، نيته خوض سباق الرئاسة في إيران الشهر المقبل، إلى تغيير الشكل العام للسباق، ويحتمل أن يؤدي لتوحيد خصوم الرئيس حسن روحاني في جبهة واحدة، ما يشكل تهديداً لفرص إعادة انتخابه مجدداً. وكان رجل الدين المحافظ «إبراهيم الرئيسي» قد أعلن ترشحه، الخميس الماضي، بحسب وكالة «تسنيم» للأنباء، وذلك بعد يوم واحد من إعلان شخصيتين محافظتين، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وعمدة طهران إبراهيم باقر قاليباف، انسحابهما من السباق. وبروز معارض واحد قوي، يمكن أن يؤدي، ليس فقط لتضييق فرص روحاني في كسب الانتخابات المقررة يوم 19 مايو القادم، وإنما أيضاً لجعل الرئيسي هو المرشح الأوفر حظاً، لخلافة المرشد الأعلى للجمهورية خامنئي، البالغ من العمر 77 عاماً، في حالة وفاته. وقرار الترشح يوفر فرصاً، ويمثل في الوقت نفسه مخاطر للرئيسي، ومؤيديه المحافظين. ففوزه بالانتخابات سيضمن له صلاحيات الرئاسة، كما سيؤدي في الآن ذاته لزيادة فرصه في خلافة خامنئي. أما إخفاقه فيمكن أن يفرغ الزخم من مسيرته السياسية، ويدمر فرصه في الفوز بالمنصب الإيراني الأعلى. يقول «سانام وكيل» الزميل المشارك في تشانتام هاوس، معلقاً على ترشح الرئيسي: «النظام الإيراني لن يسمح لشخص مثل الرئيسي بخوض السباق، من دون أن يكون راغباً في فوزه». وكان خامنئي قد عين الرئيسي (56 عاماً) لإدارة جمعية «آستان قدس رضوى»، وهي جمعية خيرية إسلامية، تتحكم في أصول تبلغ مليارات الدولارات، وتشرف على المزارات الدينية في مدينة مشهد. والتعيين يؤشر على ثقة خامنئي في الرئيسي، ويثير تكهنات بشأن ما إذا كان يريد تهيئته لخلافته في منصبه. وفي حين أن الرئيسي يقوم بعدد من الأدوار القضائية والدينية، فإنه يفتقر إلى الخبرة السياسية التي اكتسبها روحاني. فالأخير، خلال فترة ولايته، نجح في تطبيع علاقات إيران مع الغرب، وفتح إيران أمام التجارة والاستثمار الدولي. وإذا ما فقد السلطة، فإن المحافظين يمكن أن يدفعوا إيران مجدداً إلى حالة العداء المكشوف مع الولايات المتحدة وحلفائها، ما يؤدي إلى إخافة المستثمرين، وزيادة احتمالات فرض عقوبات أميركية جديدة، أو حتى حدوث مواجهة عسكرية. وروحاني هو الذي تصدى أيضاً لعقد اتفاق نووي عام 2015 مع القوى الدولية، وليس من الواضح حالياً ما إذا كان فوز المحافظين بالانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة، سيؤدي إلى الانسحاب من هذا الاتفاق الذي حظي بموافقة خامنئي. ويذكر أن المحافظين عقدوا الخميس الماضي اجتماعاً، قدموا في نهايته قائمة مختصرة للمرشحين للرئاسة، تضمن خمسة أسماء على رأسهم «الرئيسي»، بحسب وكالة تسنيم. ومنذ ذلك الحين، عمل المحافظون على غمر موقع الرسائل الشهير (Telegram) بشعارات الحملة ومقاطع الفيديو للترويج لمرشحيهم. في هذا السياق، أعلن عزت الله زارجمي، الرئيس السابق للإذاعة، والذي ترشح مراراً في السابق، أنه سيكون المنافس الرئيس لروحاني. أما سعيد جليلي، السياسي المتشدد الذي قاد المفاوضات النووية الإيرانية في عهد أحمدي نجاد، فيبدو مستعداً لخوض حملة انتخابية كاملة، لكنه لم يعلن ترشحه بعد. في الوقت نفسه أعلن قائد فيلق القدس قاسم سليماني أنه لن يخوض السباق، أو لا يستطيع خوضه. وليس من الواضح ما إذا كان باقي المحافظين الذين كانوا يأملون الترشح، سوف يخلون الساحة للرئيسي أم لا. ومع ذلك يظل روحاني مرشحاً قوياً للفوز في الانتخابات القادمة، أما في حالة خسارته فسيكون أول رئيس في تاريخ الجمهورية الإسلامية يحكم لفترة رئاسية واحدة. يقول الاقتصاديون إن روحاني حقق إنجازاً مثيراً للإعجاب عندما نجح في خفض مستوى التضخم إلى ما دون 10? بعد أن وصل 30?، وأنه نجح في إخراج الاقتصاد من حالة الركود التي كان يعانيها، علاوة على أن الاتفاق النووي قد سمح لإيران بزيادة إنتاجها من النفط ليصل 3.8 مليون برميل يومياً، بعد أن انخفض إلى 2.5 مليون فقط عام 2013. وإذا ما قرر المتشددون في إيران توحيد جبهتهم، فسيكون لديهم من الأسباب ما يدعوهم للأمل في الفوز، وهي أسباب ستتعزز بحقيقة أن الاقتصاد مازال متعثراً، وأن الاتفاق النووي فشل في تحقيق المستويات الموعود بها من الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى المخاوف الإيرانية المتزايدة بعد دخول رئيس يحبذ تبني نهج متشدد ضد إيران إلى البيت الأبيض. *كاتبة بريطانية من أصل إيراني **كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©