الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنات ينجحن في إعادة إحياء البيئة البحرية بمناطق متفرقة بالمنطقة الغربية

مواطنات ينجحن في إعادة إحياء البيئة البحرية بمناطق متفرقة بالمنطقة الغربية
3 مارس 2012
نجحت ثماني مواطنات في إعادة إحياء البيئة البحرية في مناطق متفرقة بين الرديم وجزيرة أبو الأبيض بالمنطقة الغربية التي تتعرض إلى الصيد الجائر وممارسات مضرة بالبيئة البحرية، بحسب ما قالت المواطنات الثماني الحائزات على شهادات في الغوص. وأكدت المواطنات اللواتي أطلقن على أنفسهن اسم “مجموعة أبوظبي لحماية الحياة البحرية” أن ذكرياتهن في سن الصغر تؤكد وجود العديد من الحيوانات البحرية كالدلافين وأبقار البحر والسلاحف البحرية، إلى جانب عدد كبير من الأسماك لا سيما الهامور الذي يعد أحد الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن الصيد الجائر ومخلفات الصيد ورواد البحر في هذه المنطقة كانوا السبب في قلة أعداد هذه الكائنات وعدم رؤيتها في الوقت الحالي. وتحاول الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و25 عاماً من خلال تأسيس صفحة لهن في موقع التواصل الاجتماعي “التويتر” استقطاب كل من هم في أعمارهن لمساعدتهن في إنقاذ الحياة البحرية، والحد من الصيد الجائر الذي يهدد العديد من أنواع الأسماك، إضافة إلى توجيهن دعوات بأن يتحمل كل فرد يعيش على أرض الإمارات مسؤولية المحافظة على نظافة البحر. ولفتت ميثاء الهاملي إحدى عضوات المجموعة إلى أن تدهور الحياة البحرية في منطقة الرديم دفعتهن إلى البحث منذ ثلاث سنوات عن حلول لإعادة إحياء المنطقة، معتمدات في ذلك على التقنيات البسيطة من الفخار لتكون بمثابة ملجأ للأسماك، إلى جانب بناء ملاجئ للأسماك باستخدام الطابوق في أكثر من موقع ممتد على مسافة أربعة أميال بحرية بين منطقة الرديم وجزيرة أبوالأبيض. وأشارت مريم المزروعي إحدى العضوات إلى أنهن نجحن مؤخراً في إرساء هيكل سيارة قديمة في قاع البحر لتكون بمثابة ملجأ لأسماك الهامور التي تتعرض للصيد الجائر. وقالت المزروعي، التي أبدت استعدادها لتقديم خدمة تعليم الغوص للفتيات مجاناً نظراً لحصولها على شهادة مشرف في الغوص، “إن إرساء السيارة تم بعد أخذ رأي مختصين في التنوع البحري من هيئة البيئة في أبوظبي ممن أفادونا بأنه لا ضير من إنزال السيارة ولكن بعد تفريغها من الزيوت ومن الماكينة”، لافتة إلى أن “سبع سمكات من الهامور اتخذت من هيكل السيارة ملجأ لها”. وأوضحت أن إنزال السيارة أخذ من المجموعة يومين، حيث استلزم اليوم الأول تفريغ السيارة من الزيون والمحرك، فيما اليوم الثاني تم تحميل السيارة على عوامة وتم إرساؤها في قاع البحر. وقالت ميثاء الهاملي: “راعينا أن يتم وضع هيكل السيارة في مكان بعيد عن الصيادين وقريب من خفر السواحل بما يسمح بإقامة ملجأ للأسماك دون أن تكون فريسة سهلة للصيادين”. وعن جولاتهن البحرية في منطقة الرديم لتنظيفها، قالت شمسة الهاملي، وهي طالبة في جامعة الإمارات، إنهن اعتدن التوجه إلى منزلهن في منطقة الرديم كل نهاية أسبوع لإتمام ما بدأنه من عمليات تنظيف للبحر، مفيدة بأن جولاتهن في البحر قد تستمر لأكثر من 14 ساعة يقضينها في الغوص وتنظيف البحر من الأكياس البلاستيكية التي تتسبب بموت الأسماك والسلاحف وأبقار البحر، ومن أدوت الصيد المترسبة في قاع البحر. وأكدت الهاملي أنهن كثيراً ما يلاحظن وجود القراقير القديمة المخالفة للتعليمات مترسبة في قاع البحر وهو ما يتسبب بموت الأسماك نتيجة لاحتجازها داخلها، إضافة إلى وجود الأعمدة التي تستخدم من قبل الصيادين الآسيويين الموجودين في المنطقة والتي تتسبب بنفوق العديد من الأسماك. ونجحت المجموعة خلال الفترة الماضية من إنقاذ العديد من السلاحف البحرية عبر تنظيفها من المواد العالقة بها وإعادتها إلى مياه البحر من جديد، حيث أكدت الهاملي أنهن طالما وجدن سلاحف تغطيها الرواسب التي تعوق حركتها وقد تؤدي إلى نفوقها. وأكدت ميثاء الهاملي أن البيئة الإماراتية غنية بالمخلوقات البحرية، التي تذهل الناظر إليها وهو ما يتطلب إيلاء مزيد من الرعاية لها، مشيرة إلى أنهن كثيرا ما لاحظن تجمعات من أبقار البحر، لافتة إلى أن أبقار البحر تعتبر من أكثر الحيوانات خجلاً. وحذرت الهاملي من وجود العديد من قناديل البحر التي تعتبر ضارة بالنسبة للإنسان، لافتة إلى أن قناديل البحر يزداد عددها في المناطق التي يكثر فيها الصيد. وأكدت العنود الهاملي طالبة الهندسة المعمارية أن الفرصة متاحة أمام جميع الفتيات المهتمات بالبيئة ليكونن ضمن المجموعة وليساهمن في تنظيف قاع البحر من المخلفات غير الطافية مثل الأكياس البلاستيكية، وشباك الصيد، ومواد غذائية، وملابس، ونفايات إلكترونية وكهربائية نظراً للضرر الذي تسببه هذه المخلفات على البيئة وبما يوفر بيئة مائية نظيفة خالية من الملوثات بشكل يضمن التنوع البيولوجي للأسماك وزيادتها، ونقاوة وجودة المياه. وعن خطط الحماية المستقبلية التي ستنفذها المجموعة التي تضم كلا من مريم وميرا القبيسي ونورة الهاملي، وهن طالبات في المرحلة المدرسية. أوضحت ميثاء الهاملي أنهن ستقمن ببناء أعشاش للعقاب النساري في بحر منطقة الرديم، لافتة إلى أنهن أسسن صندوقا يجمعن من خلاله الأموال لتوفير احتياجاتهن من مواد وتقنيات لتوفير الحماية للبيئة البحرية. ولفتت العنود الهاملي إلى أهمية توعية أفراد المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية المحلية بما يزيد إحساسهن بالمسؤولية تجاه البيئة التي يعشن فيها. وخاطبت العنود الشباب الإماراتي أن لا يكون صيد السمك أمراً يستدعي التفاخر، داعية كل من لديه هواية الصيد أن يكتفي بصيد احتياجاته فقط، وأن يبتعدوا عن صيد الأنواع المهددة بالانقراض بما في ذلك أسماك الهامور وسمكة القرش الصغيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©