الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلال لقمان: بعد صير بني ياس الرحلة القادمة في أعماق البحار

جلال لقمان: بعد صير بني ياس الرحلة القادمة في أعماق البحار
19 ابريل 2010 21:14
رحلة فنية وفكرية قادها الفنان الإماراتي جلال لقمان لعمق جزر الصحراء، اختار أن يشارك المبتدئين خطواتهم الأولى نحو الاحتراف الفني والإبداعي، سافر بهم برعاية شركة التطوير والاستثمار السياحي TDIC المطور الرئيسي لمشروع جزر الصحراء حيث عملت على دعم هذه الرحلة، هي رحلة كانت مصدر الإلهام لكثير من الفنانين في مختلف مجالات الفنون، لمقاربة الطبيعة وملامسة مشاعرها، رحلة قادها لقمان على مدى ستة أسابيع، تلتها ورش العمل لتطوير مهاراتهم، وشملت الرحلة أكثر من 15 طالباً من مختلف مجالات الفنون الجميلة، ومن جنسيات مختلفة، شكلت الجنسية الإماراتية أغلبهم بثمانية مشاركين، واستغرقت الرحلة يوماً واحداً في رحاب جزيرة صير بني ياس، تلتها بعد ذلك الورش الفنية بإشراف الفنان جلال لقمان لتزويد المشاركين بعصارة تجارب غنية من الإبداع والخبرة، لتتشكل لوحات فنية يضمها الجاف جاليري ابتداء من 11 أبريل وتستمر لغاية 21 منه. بعد مرور ستة أسابيع على الرحلة الإبداعية والفنية التي قادها جلال لقمان لعمق جزر الصحراء، وتابعها عن كثب، عاملاً خلالها، بالتعاون مع عدد من الفنانين الكبار، على تلقين مبادئ التشكيلية الفنية للمشاركين في الورشة من الطاقات الواعدة، وساعياً إلى تقريب المشاهد من قلب وروح الفنان ليخطوا معهم الخطوات الأولى نحو الاحتراف، أثمرت الرحلة نقلة نوعية بالنسبة لهؤلاء الفنانين الذين كانوا بالأمس القريب لا يعرفون السير في اتجاه الاحتراف، حيث تبلوت الرؤى في 40 لوحة عرضت منذ 11 يناير في معرض الغاف جاليري شملت مختلف الفنون الإبداعية، وبعد أن اكتملت الرحلة، اختمرت فكرة في أعماق جلال لقمان فكرة جديدة ينوي تنفيذها في المرحلة المقبلة، حيث بدأ التفكير في خوض تجربة من نوع مختلف، وفي هذا الإطار يقول لقمان: «أولا أنا سعيد بما وصل إليه المشاركون الثلاثة عشر، مع العلم أنه تم انسحاب اثنين منهم، حيث اعتبر الانضباط وحسن المتابعة والالتزام من أهم معايير نجاح العمل، ويتم اليوم عرض أربعين لوحة من انتاج الورشة، وبعد نجاح هذه الرحلة، راودتني فكرة جديدة هي القيام برحلة في أعماق البحر، وهناك شخص متحمس جدا للموضوع وطرح علي التعاون، وتمويل الرحلة البحرية، حيث يمتلك هذا الشخص مركز غوص». يضيف لقمان في السياق نفسه: «هذه الرحلة لن تكون سهلة، فالأمر يستدعي تخطيطاً كبيراً، ويجب أن يوفر هذا العمق البحري مواصفات معينة للخلق والإبداع، وستكون هذه الرحلة تعبر عن موروثنا الحضاري والثقافي، حيث يشكل البحر جزءا من حياتنا، وأريد أن أقارب طبيعة البحر لتأخذ تفسيرا بعين الفنان». ويتحدث لقمان عن نتيجة الرحلة في لوحات ويقول: أظن أن كل المشاركين اليوم بهذا المعرض بدأوا على خط الاحتراف. شغف التعلم يوصل للاحتراف الفنان محمد مندي شارك في الرحلة الفكرية لجزر صير بني ياس، وذلك عبر ورشة الخط العربي التي قدمها للمشاركين، وفي هذا السياق يقول: إن هذا الجيل الذي يعيش معنا اليوم، أكثرهم يجهل أنواع الخطوط وتاريخ الكتابة والخط، وهذا يحفزنا للعمل في هذا الإطار لتقريب هذا الفن العريق لذهن الطلبة والعمل على صقل مواهبهم، وقد شاركت في هذه الرحلة الفكرية، وقدمت شرحا عن تاريخ الخط، وكيفية قص القلم وشرح الحرف، تحدثت عن أنواع الخطوط، وذكرت دائما أن من يريد أن يمارس فن الخط يجب أن يلتزم بثلاث حاجات أساسية منها الصبر والاستمرارية وحب الخط. وفي نفس السياق يقول مندي: بالنسبة لي أنا مثلا، فالخط أوكسجين حياتي، لا يمكن أن يمر يومي دون أن أجالسه، وأعتبره كجهاز التنفس، فإذا ابتعدت عنه أو ابتعد عني تخنقني الحياة وتفاصيلها. ويضيف: يختلف الفنان عن الآخر، وكل هذه الأمور حاولت تفسيرها للمشاركين في الورشة، فالفنان يعيش يومه بتكوينات يبحث عن تقديم أشياء جديدة، والأفكار المبدعة قد تزورك لحظة فجائية، مما يستدعي جهوزية تامة ودائمة للقبض عليها وعدم إفلاتها في حينها، وهكذا يجب الاهتمام بالخط العربي، وتدريسه في المدارس كما تدرس الموسيقى والفنون الأخرى، ويجب أن يوكل لمختصين وليس لمدرس عادي، إذ أدركت وأنا أدرس في اسنطبول أن هذا الشعب يتنفس عشقا للخط العربي، لهذا يجب توسيع دائرة الاهتمام بهذا الفن، لأنه يشكل هويتنا وثقافتنا، ويجب أن نعتز به كقيمة ثقافية، وبالعكس نجده دائما في متاحف الغرب إذ يولونه اهتماما واسعا. إرث القائد تشارك نورة المنصوري في المعرض بخمس لوحات مختلفة، رسومات ورموز ومشاعر إنسانية وأحداث رأت أن تؤرخها في قالب مغاير، وتقول عن ذلك: من خلال لوحاتي أريد أن أعطي تفسيرات مختلفة لبعض المواضيع، أريد تحفيز ذاكرة أو خيال المتلقي، والموضوع يحتمل تفسيرات مختلفة، ففي كل حضارة هناك دائما روح حكيمة، روح تنمي أمة وتغذي ثقافة، وتنشر السلام بين الناس، وقد جسدت هذا المفهوم في 5 لوحات تحت عنوان «إرث القائد»، وهي تنقل بكل حرص إلى الأجيال القادمة إرث قائد عظيم، فكل رسمة تعبر عن مرحلة معينة من الوقت، إحداها تمثل صير بني ياس، وأخرى الجيل القديم وقصر الحصن والبراجيل، والثالثة برج خليفة وأبراج الإمارات وقصر الإمارات والبرج المائل، وواحدة تمثل جزر السعديات، ورأيت تشكيل هذه اللوحات بشكل مختلف، في زجاجات كرمز لحفظ التراث. وتضيف نورة متحدثة عن الرحلة: يعتبر هذا المعرض الأول بالنسبة لي، حيث تعلمنا جزئيات مهمة في إطار الفن، اكتسبنا من خلالها الثقة بالنفس، وعرفنا خطواتنا القادمة، حيث تعلمنا طريقة عرض اللوحات وطريقة تعليقها، كيفية إجراء التعاقدات، كيف نحافظ على العمل، لم تكن رحلة ولكنها ورشة عمل طويلة. سأشارك في الرحلة البحرية شاركت منال بن عبود بأربع لوحات فنية في هذا المعرض الجماعي وقالت: شاركت بأربع لوحات، منهما 2 إكريليك، و2 باستيك، أمارس الفن وأُدرّسه منذ أكثر من 13 سنة، وكنت طوال هذه المدة أحاول الظهور بشكل احترافي لكن لم يحالفني الحظ، وهذه الرحلة شكلت فرصة بالنسبة لي، بحيث لم أكن لأحصل على هذا الكم الهائل من المعلومات الفنية دون المشاركة في هذه الرحلة، وأقول سأشارك بإذن الله في الرحلة القادمة، وقد أكون بدأت متأخرة، لكن أنا هنا أستفيد من هذه التجارب العميقة، ويجب أن تتكرر هذه التجارب، وتهتم بها جهات أخرى حتى لا ينتظر الطلبة 13 سنة ليكونوا على خط الاحتراف. تعلمت رسم المشاعر تتحدث إحدى المشاركات في الرحلة خلود محمد الصابري، فتقول عن تجربتها: أقدم 3 مشاركات، واستفدت من هذه التجربة وهي جديدة بالنسبة لي، وتعلمت أن ليس كل شيء تراه عيني أرسمه كما هو، ولكن أضفي عليه مشاعري وأحاسيسي، وليس مهما أن يكون بنفس الطريقة، ولوحاتي عبارة عن تشكيلات من صلصال، وهذا يعتبر أول تجربة لي مع الصلصال، فأنا في الأصل أدرس تصميم الكرافيك آخر سنة في الإعلام، وهذه بداية جديدة لمشروع ثان، وهو تشكيل أقنعة صيقيلية من السراميك على شكل البرقع. عطشى رذاذ أما عائشة الهاملي التي شاركت بلوحتين في المعرض الجماعي، فتقول: شاركت بلوحتين أسميت إحداهما عطشى رذاذ، وهي عبارة عن أرض مشققة تحتاج قطرات ماء أو رذاذ الماء، وهي تكوينات خيالية ومشاعر، أكثر منها تعبير عن واقع اللوحة المنظور، أما اللوحة الثانية فهي عبارة عن نورس، وهي من وحي خيالي، كأنها تعبر عن سعادة اللحظة نفس الحلم الجميل الذي يأتي ويغادر قبل أن نشعر به، فاللوحة تعتمد على خلفية الشخص وثقافته وتكوين ذكرياته البعيدة، هكذا وجدت نفسي على خط البداية من خلال هذه الرحلة العميقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©