الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دبلوماسية استجداء الحلول الخارجية فشلت

27 مارس 2018 00:50
عمار يوسف، ساسي جبيل (الرياض، تونس) أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن أزمة قطر «خليجية وحلها خليجي» تعبر بالفعل عن قناعة الرباعية العربية المقاطعة لنظام الحمدين بعدم جدوى المساعي القطرية لتسويق أزمتها دولياً وقيام أميرها ومسؤوليها بعشرات الزيارات الخارجية والتي جاءت محصلتها «صفر» لتؤكد من جديد فشل دبلوماسيتها. وفي هذا الإطار أوضح الباحث والخبير الاستراتيجي د. سعيد بن علي الغامدي أن النظام القطري أصبح يدرك أن العالم لا يهتم بأزمته، وأنه لا حل أمام الدوحة سوى البحث عن مداخل جدية لإقناع السعودية، مشيرا في هذا السياق الى فشل الدبلوماسية القائمة على خطاب المظلومية والتماس الحماية الأجنبية من عدو افتراضي لا وجود له سوى في أذهان المسؤولين القطريين، فضلا عن دبلوماسية تقوم على عرض الصفقات الكبرى لشراء مواقف ملتبسة ومجاملة. وأضاف أن نظام الحمدين توهم أن صفقات التسلح التي وقعها مع مختلف الدول ستشتري نفوذ تلك الدول لتضغط بها على الرباعية، ولكنه ادرك فشل تلك الجهود التي تبددت من خلالها ثروات الشعب القطري الذي يدرك ان الحل في الرياض. وقال عبد العزيز بن سعيد أستاذ العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي إن تصريحات وزير الخارجية السعودي من أن حل الأزمة القطرية خليجي ومكانه في الرياض، رسالة التقطتها كل دول العالم باستثناء قطر نفسها التي لا زالت تصر على البحث عن حلول خارجية. واضاف ان الدبلوماسية القطرية برغم تفرغها التام لمعالجة أزمة النظام مع الرباعية الداعية لمكافحة الارهاب إلا أنها فشلت تماما في فتح ولو نافذة صغيرة في طريق الحل بسبب عدم قدرتها على تنفيذ الشروط المطلوبة لارتباطها البنيوي مع الجماعات المتطرفة، وعدم سهولة إنهاء تلك العلاقة. وأوضح أن قطر بنظامها السياسي لا تشكل أهمية أمام ملفات المنطقة الشائكة لذلك فإنها لم تكن جزءا من أجندة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى لندن وواشنطن، مشيرا الى ان القيادة السعودية بقدر احساسها بضآلة النظام القطري وصغر مشكلته الا انها تستشعر بكبر شعب قطر الشقيق واهميته لأشقائه السعوديين. ومن جهته اعتبر الباحث في العلاقات الدولية د منيف عبد الله عسيري ان الدبلوماسية القطرية فشلت في حل أزمة النظام لأنه اتبع سياسة المراوغة والقفز فوق الحقائق ومحاولة تسويق البكائيات، واستمرار البحث عن حلول خارجية رغم إدراكه بأن الحل في الرياض، مشيراً الى ان الدول الأربع المقاطعة لقطر والمكافحة للإرهاب حددت لنظام الحمدين طلباتها المشروعة واكدت تمسكها بها، إلا أن النظام القطري لا يتوقف عن مساعيه لتدويل قضيته وتصويرها على أنها أزمة كبيرة. وأضاف عسيري أن السياسة القطرية لم تدرك عواقب ما تمارسه من عبث في المنطقة ولم تع خطورة المرحلة التي تعيشها المنطقة وحجم التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل صوب ولم تفق بعد من غفلتها لتدرك خطورة الاطماع الايرانية التي تتربص بالمنطقة ككل. ومن جهته قال المحلل السياسي محمد بن عبدالله عسيري إن العالم لا يثق في الدبلوماسية القطرية التي تجمع كل تناقضات المواقف السياسية، كعلاقات الدوحة مع إسرائيل ومع الأطراف الفلسطينية إلى جانب التنسيق مع إيران، وفي نفس الوقت إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، وغير ذلك من تناقضات، تعززها بخطاب اعلامي تخريبي من خلال قناة «الجزيرة» وعشرات المنصات والمواقع الإلكترونية الإعلامية، التي ارتبطت بجهاز الأمن القطري. من جانبه يرى الباحث والناشط الحقوقي نصير بن عثمان التميمي، أن الحل للأزمة القطرية يكمن في الرجوع إلى الرياض والاستجابة للمطالب الـ 13 لدول المقاطعة دون البحث عن حلول وهمية في أوروبا أو أميركا أو في أي بلد آخر. أما الباحث والكاتب الليبي المقيم بتونس، عبد الجليل خليل الطرابلسي، فقد أكد أن تنظيم الحمدين لا يؤتمن ولا يمكن لأي طرف ان يثق به ومهما يكون قد فهم أحد الشروط بعد مرور أكثر من 290 يوماً على الأزمة والمقاطعة، فإنه قد لا يستوعب الدرس، وعليه أولا وأخيراً ان يتحول إلى الرياض ويقوم بتنفيذ كل المطالب والاعتذار إلى الشعوب المتضررة من ظلمه ودعمه للإرهاب وزرع الإرهابيين في أراضيها وخلق الفتن. مناورات أكد الصحافي والكاتب التونسي علي الخميلي أن المكان الطبيعي الذي يوجد فيه الحل، هو الرياض، مشيراً إلى أن التطور الأخير المتمثل في إعلان قطر إصدار قائمة الإرهاب التي تضم 19 شخصاً و8 كيانات، وإن كان منقوصاً فإنه يكشف نجاح الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في إزاحة الستار عن الوجه القبيح لسياسات الدوحة كما أن النظام القطري يسعى لاتخاذ أولى الخطوات في طريق الإذعان للمطالب، مؤكداً في الوقت نفسه بضرورة استمرار المقاطعة على قطر التي أهدرت وقتاً طويلاً قبيل الاعتراف بأن جوهر أزمتها هو بالفعل دعمها للإرهاب، حتى تتم التلبية الكاملة من جانب النظام القطري للمطالب الـ 13. وشدد الخميلي على أن المطلوب من الدوحة ليس ما قامت به مؤخرا من تصنيف لقائمة الشخصيات والكيانات الإرهابية فقط، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قامت بها العديد من الجهات وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن الدوحة مطالبة بخطوات عملية تجاه تلك الكيانات والشخصيات الموضوعة على قوائم الإرهاب العالمية، من خلال تسليمها أو تقديمها لمحاكمات لتلقى جزاء ما ارتكبته من جرائم في حق الإنسانية، وإلا فإن العملية تبقى مناورة تسعى من خلالها الدوحة لتبرئة ساحتها قبل زيارة أميرها تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومحاولة لامتصاص النجاح الذي حققته زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة في ملف مكافحة الإرهاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©