غوثية تثأر من السياسيين في قالب كوميدي

عرضت في الجزائر مؤخرا مسرحية جديدة بعنوان ''غوثية''، من تأليف الكاتب المسرحي الجزائري حسين طويلب وإخراج الجزائري محمد عباس وأداء 5 ممثلين شباب· تبدأ أحداث المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح الوطني الجزائري''محيي الدين باشطارزي''، حينما تعود ''غوثية''، الراقصة الفاتنة اللعوب، إلى بيتها وهي منهارة نفسياً بعد أن سُجنت مدة 5 سنوات بسبب تهمة لفقها لها سياسيون لإزاحتها من طريقهم بعد أن ترشحوا للانتخابات واكتشفوا طموحاتها في منافستهم · وفي البيت تخطط''غوثية'' للانتقام من السياسيين الذين ظلموها ولا تتردد في فضحهم حينما يزورها صحفيٌ قناص فرص للظفر بأول حوار معها بعد خروجها من السجن، وفي الجزء الأول من الحوار تكشف''غوثية'' عن جانب من فضائح المسؤولين الذين ظلموها والليالي الحمراء التي قضوها في بيتها، فتثير رعبهم وسخطهم في آن واحد ويقومون بزيارتها واحداً تلو الآخر ليعرضوا عليها مبالغ مالية ضخمة كرشوة مقابل سكوتها عن بقية الفضائح الخاصة بالفساد السياسي، لا سيما وأنهم مقبلون على الترشح لانتخابات جديدة وهي ستنسف كل ما بنوه باعترافاتها، لكن''غوثية'' تقرر مواصلة التصريح لتلك الصحيفة، فيلجأون إلى تهديدها باستعمال نفوذهم لـ''إعادتها'' إلى السجن بتهم أخرى ملفقة، ثم فيتصاعد التوتر بين اثنين من أبرز المسؤولين ويتبادلان الاتهامات بشأن التورط في الفساد( رشاوى، عمولات، شراء ذمم، صفقات مشبوهة، تهريب ممنوعات····) فيتبادلان إطلاق النار ويقتل كل منهما الآخر، فتثأر''غوثية'' بذلك دون أن تعود إلى السجن· موضوع المسرحية غير مسبوق في الجزائر باعتباره يتطرق إلى تابوهات عديدة،كالفساد السياسي والأخلاقي ويتناولها بجرأة وبطريقة مباشرة أحياناً وباللجوء إلى الإيحاءات والرمزية أحايين أخرى، لكن لغة الحوار بدت أحياناً صريحة جدا إلى درجة خدش آذان الجمهور فتصاعدت الهمسات بعد أن صدمته بعض العبارات المعبِّرة عن خفايا حياة الملاهي،وكان بإمكان المخرج استعمال الرمزية في هذا الموضوع الحساس لتجنب إحراج العائلات· عدا ذلك كان أداءُ الممثلين الخمسة قوياًّ ورائعاً وبخاصة غوثية ''منيرة نوارة'' التي أبدعت في حديثها عن شعورها بالمرارة من معيشتها الذليلة في الملاهي حيث تحول جسدها إلى سلعة، وأبدعت في صمتها لتعبِّر به عن إحباطها ومرارتها وغضبها مما لحق بها من أذى على يد سياسيين انتهازيين· المسرحية كوميدية هادفة مليئة بالمشاهد الطريفة لاسيما مشهد نفاق أحد السياسيين وانتهازيته الفاضحة بعد أن تحوَّل من التيار العلماني إلى التيار الإسلامي حينما لاحظ مدى اتساع حجم شعبيته، وقد مرَّرت المسرحية رسائل عديدة وعُدَّت من أفضل العروض التي قدِّمت في السنة الجارية