الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعيد الحداد يستعرض سيرة أحمد بن ماجد في الشعر والبحر

سعيد الحداد يستعرض سيرة أحمد بن ماجد في الشعر والبحر
11 مارس 2013 23:35
الشارقة (الاتحاد)- استضاف منتدى الأحد الثقافي الذي ينظمه قسم الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول الدكتور سعيد الحداد الباحث والمتخصص في مجال التراث الشعبي، في محاضرة بعنوان «ابن ماجد خمسون عاما من الإبداع» وذلك بمقر مجلس معهد الشارقة للفنون المسرحية بالشارقة القديمة. وبدأ الحداد حديثه مستعرضاً موطن أحمد بن ماجد واسمه وكناه وألقابه الدينية والعلمية، وأوضح أنه كان هناك خلاف على موطنه، ولكن تكراره لذكر «جلفار» في ثلاث من قصائده وأراجيزه باعتبارها موطنه ومسقط رأسه، قطع الشك باليقين، وهو يصف «جلفار» رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تربى وعاش بها، البلد والموطن الذي نشأ به أسود البحر وفرسانه المجربون. ثم انتقل الحداد إلى استعراض نتاج ابن ماجد الفكري من قصائد ومؤلفات نثرية من أشهرها، كتاب «الفوائد في أصول علم البحر والقواعد»، ولم يعرف حتى الآن كتاب له غيره، وله كتاب لا يزال مجهولاً ، ذكره في كتاب «الفوائد» شرح فيه منظومته البائية المسماة بالذهبية، وكان قبل كتاب الفوائد قد ألف في علم الملاحة كتاباً، أو موسوعة، من عشرة أجزاء. وأسهب الحداد في شرح أهمية كتاب الفوائد وتأثيره في علم الملاحة وإعجاب العلماء الغربيين به، فقد أورد فيه معارف وعلوم ذات أهمية بالغة، تضمن أصول الملاحة وحجر المغناطيس ومنازل القمر والنجوم، التي تقابل أقسام الإبرة المغناطيسية، الاثنين والثلاثين، كما تعرض من خلاله لبعض الثغور الموجودة على المحيط الهندي والبحر الصيني، ومراحل ساحل الهند الغربية، والجزر العشر الكبرى المشهورة وهي: جزيرة العرب، جزيرة القمر، وزنجبار، وجزيرة البحرين...، وتعرض كذلك لذكر الرياح الموسمية في المحيط الهندي، إلى جانب وصفه للبحر الأحمر بالتفصيل، ذاكراً مراسيه وأعماقه وصخوره الظاهرة والخفية. أما الجزء الأخير من اللقاء فقد ركز فيه الحداد على جانب آخر من حياة ابن ماجد وهو إتقانه لأكثر من لغة واهتمام الغربيين والشرقيين بأعماله وإرثه الملاحي، فقال بأنه لا شك أن أحمد بن ماجد كان يتقن أكثر من لغة إلى جانب اللغة العربية، فكان يتقن لغة الشول (التاملية) ويقرؤها نظماً ونثراً، ويعرف كذلك اللغة السواحلية (الزنج) والفارسية، بالإضافة إلى لغة جاوة والسنسكريتية، وقد ساهمت أسفاره الكثيرة وارتياده لبلاد مختلفة في إتقانه للغات أهل تلك البلاد. أما اهتمام الغربيين والشرقيين بأعمال ابن ماجد وإرثه الملاحي الخالد، فقد أغنى ابن ماجد ملاّحي القرن الخامس عشر الميلادي، بثروة علمية ملاحية كبيرة، وخاصة ملاحو المحيط الهندي من العرب والزنج والهنود الغربيين والشولهات والأندونيسييين وحتى الصينيين، ومن العلماء الذين أذهلتهم وحيرتهم أعمال أحمد بن ماجد العالم المستعرب الروسي «أجناطيوس كراتشكوفسكي « و»جبرائيل فران». و ختم الحداد اللقاء بملاحظة أن ابن ماجد ظل منسياً خمسة قرون، ولم ينشر إلا النذر القليل عنه وعن عمله حتى القرن العشرين، ومن مآثره أنه ذكر في كتابه الفوائد: «خمسون سنة ما تركت فيها صاحب السكان (الدفة) لحظة واحدة، إلا أن أكون على رأسه أو من يقوم مقامي» ، وقد ظل اسم ابن ماجد على ألسنة البحارة في خليج عمان والخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي قروناً بعد وفاته «ويذكر الرحالة الإنجليزي السير ريتشارد بيرتون في كتابه عن شرق إفريقية، عند رحيله من بندر «المكلى» في عدن عام 1854م، أن ملاحي عدن كانوا إلى منتصف القرن التاسع عشر ينسبون اختراع البوصلة إلى شخص يدعى الشيخ ماجد، وكانوا يقرؤون الفاتحة على روحه كلما أبحروا من ذلك البندر، اعترافا ًبفضله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©