الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاقات الباكستانية الأميركية·· وصفقات طالبان

العلاقات الباكستانية الأميركية·· وصفقات طالبان
9 يونيو 2008 01:03
تدهورت العلاقات بين الجيش الأميركي ونظيره الباكستاني -الذي يعد حليفه الرئيسي في الحرب على الإرهاب- إلى أسوأ مستوياتها منذ هجمات 11 سبتمبر، على حد قول مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين غربيين، بسبب انسحاب الجيش الباكستاني من العديد من مناطق القبائل المتاخمة لأفغانستان، والتي يعتقد أنها مخبأ لقادة حركة طالبان وتنظيم القاعدة الهاربين، إلى جانب كونها ملاذاً آمناً للآلاف من مقاتلي التنظيميْن، هذا وقد أكد الجنرال ''أشفق كياني'' لمسؤولين عسكريين من الجيش الأميركي وحلف الناتو، أنه لن يواصل تجهيز قواته لغرض الاستمرار في محاربة المتمردين في المناطق الجبلية الوعرة الواقعة غرب باكستان، وهو ما تطالبه به الولايات المتحدة الأميركية· وبدلاً من مواصلة تلك المهمة، أكد أن نشر قواته سوف يتمركز في الخط الحدودي الشرقي من باكستان، تحسباً لنشوب نزاع تقليدي جديد مع الجارة الهند، وهي الحروب التي طالما دارت رحاها دائماً في سهول البنجاب· يذكر أن ما يزيد على نسبة 80 في المائة من جملة 10 مليارات دولارات مقدمة في شكل مساعدات أمنية لباكستان من قبل واشنطن منذ هجمات 11 سبتمبر، قد خُصِّص للجيش الباكستاني، واستغل الجزء الأكبر من هذه النسبة في شراء أسلحة باهظة التكلفة تم نشرها على الحدود المشتركة مع الهند، أكثر من أن تستغل في محاربة مقاتلي تنظيم القاعدة وطالبان، وهناك من المؤشرات ما يدل على عرقلة واشنطن تسليم باكستان لنظم متطورة من الأسلحة مقرر نشرها على الخط الحدودي الشرقي من باكستان، إلى جانب بذل واشنطن مساعيَ شبيهة لإقناع حليفاتها من الدول الغربية للحذو حذوها· يذكر أن المقاتلين المتطرفين في إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند، قد استأنفوا عملياتهم العسكرية التي تستهدف أفراد الجيش الباكستاني، خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولقي فيها ما يزيد على 80 شخصاً مصرعهم في انفجار قنابل في ''جيبور'' الهندية في الرابع عشر من شهر مايو المنصرم، وعلى رغم التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات الباكستانية-الهندية خلال الأعوام الماضية، إلا أنه يمكن للتوترات أن تتصاعد بين الجانبين في أي وقت· وقال مسؤولون عسكريون باكستانيون لواشنطن إن ''إسلام أباد'' سوف تواصل نشرها لقوات خفر الحدود وغيرها من الوحدات العسكرية على امتداد الخط الحدودي الجبلي الوعر المشترك مع أفغانستان، غير أن الملاحظ أن هذه الوحدات التي تحدث عنها المسؤولون العسكريون الباكستانيون، ضعيفة الإعداد والتدريب، إلى حد أفقدها القدرة على التصدي لمقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة الذين يتسللون من مخابئهم في تلك المناطق إلى أفغانستان؛ وعلى رغم أن الجيش الأميركي لا يزال يواصل تدريب وتسليح ما يقارب مائة ألف من هذه الوحدات والقوات، إلا أنه رفض طلباً من باكستان بإضافة خمس إلى ست وحدات جديدة إلى العدد المذكور· هذا وتشير التقارير إلى سيطرة طالبان عملياً على المناطق القبلية السبع، التي تدار فيدرالياً من قبل ''إسلام أباد''، وقد دفعت مشاعر الإحباط المتنامية لدى القوات الأميركية وقوات حلف الناتو إلى إطلاق عدد من النداءات من قبل مسؤولي واشنطن وكابول والأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية، إلى باكستان بهدف إقناعها بمواصلة دورها في دعم المجهود الحربي ضد المتطرفين الذين يطلقون عملياتهم العدوانية للجارة أفغانستان من داخل المناطق القبلية· غير أن المعضلة أن الجيش الباكستاني نفسه قد اهتزت أركانه مؤخراً، ذلك أنه فقد ما يزيد على ألف جندي من جنوده منذ شنِّه أول هجوم ضد مقاتلي حركة طالبان في عام 2004؛ وبالنتيجة توصل الجيش الباكستاني إلى إبرام صفقات سلام غير رسمية مع قادة طالبان من الأفغان والباكستانيين المقيمين في منطقة القبائل، بناءً على تعهدهم بعدم مهاجمة قوات الجيش الباكستاني· والمشكلة أن هذه الصفقات لا توقف مقاتلي طالبان عن شن الهجمات على قوات الجيش الأميركي وحلف الناتو المرابطة في أفغانستان، بل تصاعدت هذه الهجمات موسم ربيع العام الحالي، وتشير المعلومات إلى تصاعدها الحاد منذ شهر أبريل الماضي لتصل إلى معدل 100 هجوم أسبوعي، بدلاً من نحو 60 هجوماً في شهر مارس من العام نفسه، مع العلم أنها تنطلق جميعاً من باكستان· وفي شهر مايو المنصرم بدا واضحاً أثر الصفقات السلمية التي عقدها الجيش الباكستاني مع قادة طالبان في مناطق القبائل المذكورة، عندها كان قد دعي حوالي 30 من الصحفيين الباكستانيين لحضور مؤتمر صحفي غير مسبوق عقده ''بيت الله محسود'' -زعيم حركة طالبان الباكستانية- بمنطقة ''وزيرستان'' التي تعد معقلاً لقادة ''طالبان'' و''تنظيم القاعدة'' في جنوب المناطق القبلية، وهناك لم ير الصحفيون المدعوون لحضور المؤتمر سوى وجود ضئيل لعناصر من جنود الجيش الباكستاني، مقابل الحضور العسكري الكثيف لمقاتلي طالبان، على أن أهم رسالة وجّهها ذلك المؤتمر هي تعهد ''بيت الله محسود'' بتواصل ما أسماه بـ''الجهاد الأفغاني''، مصحوباً بتأكيده أن ''الإسلام لا يعترف بأي حدود أو عوائق وضعها البشر أمام انتشاره في جميع أنحاء الأرض·'' إلى ذلك، دعا موقع إلكتروني تابع لحركة طالبان إلى تنظيم انتفاضة شعبية عامة في أفغانستان، والاستمرار في الاحتجاج الشعبي حتى ينسحب آخر جندي من جنود ما وصف بالحملة الصليبية على أفغانستان· أحمد رشيد مؤلف كتاب الانحدار إلى الفوضى: أميركا وفشل بناء الأمة في باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©