الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الظاهر بيبرس.. أنقذ الخلافة العباسية.. قضى على الصليبيين.. وهزم المغول

الظاهر بيبرس.. أنقذ الخلافة العباسية.. قضى على الصليبيين.. وهزم المغول
10 يونيو 2016 18:29
قضى بيبرس على إمارة أنطاكية الصليبية أثناء حكمه، وحكم مصر بعد مقتل السلطان سيف الدين قطز. قاد بيبرس جيش المماليك البحرية في معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان عام 647 هـ- 1249م، بعد مقتل قائد الجيش فخر الدين بن الشيخ، وقاد الهجوم المضاد في المعركة، وتم أسر الملك الفرنسي لويس التاسع، وحبسه في دار ابن لقمان. وبعد وفاة السلطان الصالح أيوب استدعت شجر الدر ابنه توران شاه من حيفا، ونصبته سلطانًا على مصر، ليقود الجيش وبعد الحرب، بدأ توران شاه بمضايقة شجر الدر، وهدد مماليك أبيه، واستبعدهم من المناصب، مما حدا بالمماليك بقتله. ونصب المماليك شجر الدر سلطانة، فرفض الأيوبيون في الشام هذا التنصيب، ولم يوافق أيضاً الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد، الذي اعترض على ولاية امرأة، فتسلم السلطنة عز الدين أيبك، الذي تزوج شجر الدر، واعترض الأيوبيون مرة أخرى وتم إرسال جيش إلى مصر بقيادة صاحب حلب ودمشق الناصر يوسف لتحريرها من المماليك، ولكنهم هُزموا، وفروا للشام، وتمكن المماليك من تثبيت حكمهم في مصر. استتب الأمر للمماليك في مصر، وبعد فترة أحس السلطان عز الدين أيبك بزيادة نفوذ أقطاي فقرر قتله بالتعاون مع مملوكه سيف الدين قطز، فاستدرجه إلى قلعة الجبل واغتاله، ففر المماليك من مصر إلى سورية والكرك وسلطنة الروم السلاجقة وغيرها، وكان في مقدمتهم بيبرس، وقلاوون الألفي، وبلبان الرشيدي، وسنقر الأشقر، الذين فروا إلى دمشق. تحالف بيبرس مع سيف الدين قطز لصد المغول، وعاد إلى مصر بعد أن ولاه قطز منصب الوزارة، وكان المغول في طريقهم إلى مصر بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي، وإسقاطهم الدولة العباسية ببغداد. بدأت المعركة عام 658هـ -1260م والتي تم التخطيط لها بعناية فائقة، وقامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم، ثم انسحبت متظاهرة بالانهزام، لسحب خيالة المغول إلى الكمين، وانطلت الحيلة على كتبغا، فهجم على مقدمة الجيش، وبدأت المقدمة في التراجع إلى الداخل، وأثناء ذلك خرج قطز وبقية المشاة والفرسان، وحاصروا قوات كتبغا، واشتدت المعركة، وهُزم الجيش المغولي، وقُتل قائدهم كتبغا، وأعلن قطز توحيد مصر والشام. أثناء عودة الجيش إلى مصر، فكَّر السلطان قطز في التخلي عن السلطنة والتفرغ للزهد وطلب العلم، وترك قيادة البلاد لقائد جيوشه ركن الدين بيبرس، وكان قطز قد وعد بيبرس بمنحه حكم حلب بعد انتهاء الحرب، وبعد ذلك تراجع بما أنه سيصبح ملكا للبلاد كلها، فاعتقد بيبرس أن قطز خدعه ، وأتفق بيبرس مع المماليك البحرية على أن يغتالوه في طريقهم‏ إلى مصر، وتم قتله، وبعثوا بالخبر إلى مقر الحكم بالقلعة في مصر، ودخلها بيبرس وتم تنصيبه سلطانا على مصر. من أعظم أعمال بيبرس إنقاذ الخلافة الإسلامية من الانهيار بعد مقتل الخليفة على يد التتار عقب سقوط بغداد عاصمة الخلافة، وتمكن من استقدام أحد أمراء الأسرة العباسية إلى القاهرة وبايعه بالخلافة في احتفال كبير، رغم ان السلطة الفعلية كانت في يد الظاهر بيبرس والمماليك من بعده.اطمأن بيبرس إلى تماسك جبهته الداخلية فتوجه للقضاء على بقية الوجود الصليبي في الشام للدفاع عن الإسلام، فسعى بذكاء إلى التحالف مع الإمبراطورية البيزنطية، وعقد معاهدات مع إمبراطور الدولة الرومانية، وأقام علاقات ودية مع ملك قشتالة الإسباني، واتَّبع نفس السياسة في الجبهة المغولية. وأعد في الوقت نفسه جيشًا قويًّا، وأسطولاً ضخما، وأعاد تحصين القلاع والحصون، وأفسد الطرق والوديان المؤدية إلى الشام، حتى لا يجد المغول أثناء زحفهم ما يحتاجون إليه من أقوات أو أعلاف لدوابهم. وتوفي بيبرس عام 676هـ -1277م عن 54 عامًا، بعد رجوعه من معركة أبلستين ودفن في المكتبة الظاهرية في دمشق بعد حُكم دام 17 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©