عملية تطوير التعليم لا تتوقف، فعبر الزمان والمكان، يبقى التعليم الشغل الشاغل لدى مختلف الأمم والشعوب التي تنشد الرقي والتقدم، في كافة مجالات التنمية. فبدون التعليم لا تستطيع الأمم أن ترتقي بمستويات التنمية بمختلف مظاهرها ومعطياتها الحياتية التي تخدم البشرية في المجالات كافة. وسعي دول العالم إلى تسخير العلم والمعرفة، في خدمة البشرية، يبدو واضحاً من خلال تضافر الجهود الإقليمية والدولية التي تسعى إلى إيجاد منظومة من العمل المشترك بين مختلف الدول، وعلى شكل اتفاقيات ثنائية، في مجال التطوير التعليم. في ظل سباق المعرفة، ما أحوجنا إلى التطوير المستمر للتعليم، والبحث الدائم في كافة مجالاته، فبهذا البحث نستطيع أن نكشف أسرار الكون الفسيح والذي هو مصدر الإلهام والتفكر، والغوص في أعماق المعرفة. وفي هذا الإطار، وحول ضرورة ابتكار المهارات الجديدة التي تحتاج إليها القطاعات المختلفة في المستقبل، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مؤتمر القمة العالمية للحكومات: «نحن بحاجة إلى التخلي عن مهارات معينة وإلى اكتساب مهارات مختلفة كالتفكير الناقد؛ والقدرة على التكيف والصمود؛ وتكريس مفهوم التعلم مدى الحياة؛ وتوسيع الآفاق والسعي للتميز؛ ومهارات حل المشكلات؛ والذكاء العاطفي».
ولقد نجحت الإمارات في إرساء قاعدة قوية في مظلة الابتكار ورعايته الرعاية المتكاملة، وبالتأكيد في تكريس مفهوم «التعلم مدى الحياة» والتميّز فيه، هو المطلب الضروري الذي يجب أن يكون «منهج حياة» نتبعه ونسير عليه، وفق منظومة متكاملة، من الأنشطة والفعاليات، وعلى المستويات كافة، وخاصة المستوى الفردي، ويعني هذا أن كل فردٍ منا، مطالب على تطوير نفسه وقدراته، من خلال القراءة المستمرة، والإطلاع على مختلف المعارف، وبهذا يكتسب الإنسان المهارات والخبرات المتنوعة التي تؤهله خوض تجارب حياتية مفيدة ومثمرة ومتعددة الجوانب. وهكذا التعليم هو الأساس في البناء والتقدم الحضاري، كما أنه دائماً هو الوسيلة التي ترتقي بالبحثُ عن الابتكار والتجديد المستمر في الإبداع. والعقل البشري باستطاعته أن يبتكر كل ما هو جديد في مهارات المعرفة والتعليم، ومن تلك الابتكارات ما يطلق عليه: (الذكاء الاصطناعي) الذي يسابق الزمن في إنجازاته ومؤثراته، التي سهلت علينا الكثير من أمور الحياة.
همسة قصيرة: البحث عن المعرفة، أساس التطور والتقدم.
عدد اليوم
