الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولايات المتحدة الأميركية في عيون العالم

الولايات المتحدة الأميركية في عيون العالم
16 يونيو 2008 02:10
هناك أخبار جيدة عن أميركا أثناء الجولة الختامية التي قام بها الرئيس ''بوش'' في أوروبا خلال الأسبوع الماضي، فوفقاً لنتائج استطلاع الرأي العالمي الذي أجراه مشروع ''بيو'' الدولي لاستطلاعات الرأي، هناك ما يشير إلى تحسن نسبي لصورة أميركا في الكثير من بلدان العالم خلال العام الماضي، غير أن ذلك التفاؤل يعود بدرجة كبيرة إلى قرب مغادرة الرئيس الحالي لمنصبه بنهاية العام الجاري، ورغم ذلك -وفي الوقت نفسه- أشارت نتائج استطلاعات الرأي، إلى إلقاء الكثيرين باللائمة على الولايات المتحدة الأميركية في عدد من القضايا الدولية، أهمها إيذاء اقتصادات الدول وإبطاء نموها، وكذلك دور أميركا في مشكلة الاحتباس الحراري· فمن جانبه قال ''أندرو كوهت'' -رئيس مركز ''بيو'' للأبحاث الدولية- إنه لم يحدث تغير جوهري في اتجاهات الرأي العالمي وسلوكياته إزاء الولايات المتحدة، استناداً إلى نتائج آخر استطلاع للرأي نشرت يوم الخميس الماضي، ومضى السيد ''كوهت'' مستطرداً: ''الأوروبيون لا يزالون على سلبية موقفهم إزاء أميركا، بما لا يقل عن سلبيتهم التي عرفوا بها منذ بداية العقد الحالي، وبالقدر نفسه بل وأكثر، تسود المشاعر السلبية إزاء الولايات المتحدة على امتداد العالم الإسلامي، غير أن مؤشرات نتائج الاستطلاع الأخير تشير إلى تفاؤل العالم باحتمالات حدوث تغيير في أميركا بوصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض''· هذا وتشير نتائج الاستطلاع الأخير، الذي ضم 24 دولة وتم إجراؤه في شهري مارس وإبريل من العام الحالي، إلى ارتفاع ثقة الكثير من الأمم والشعوب التي تابعت أخبار وتطورات الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية بالمرشح الديمقراطي ''باراك أوباما'' مقارنة بمنافسه الجمهوري السيناتور ''جون ماكين''، وتعود هذه الثقة في ''أوباما'' إلى اعتقادهم بأنه البديل القادر على اتخاذ السياسات والمواقف الصحيحة فيما يتصل بالشؤون الدولية، ويبدو هذا الشعور أقوى من غيره في كل من أوروبا وأستراليا واليابان وتنزانيا المجاورة لكينيا مسقط رأس ''أوباما''· وضمن النتائج التي أشار إليها استطلاع الرأي، شعور الكثيرين بتنامي الدور الصيني في المسرح الدولي، بل إن هناك عدداً كبيراً ممن شملهم الاستطلاع يعتقد -بنسبة 3 بين كل 10 تقريباً من الأميركيين- أن الصين سوف تحل محل الولايات المتحدة في قيادة العالم، بعد أن تصبح قوة عظمى بدلاً عن أميركا في نهاية المطاف· مع ذلك وجهت الانتقادات للصين فيما يتعلق بعدد من القضايا، ووفقاً لاستطلاعات الرأي المذكورة التي جرت بعد الاضطرابات الأخيرة التي شهدها إقليم التبت في موسم الربيع الماضي، تراجعت شعبية الصين بدرجة ملحوظة خلال العام الماضي، بينما شاع انطباع الكثيرين أن الصين تتجاهل مصالح الدول الأخرى حرصاً منها على تحقيق مصالحها هي، خاصة فيما يتصل بالقضايا ذات الصلة بحقوق الإنسان وحماية البيئة· وأشارت النتائج إجمالاً إلى اتساع القلق الشعبي على الأداء الاقتصادي، ففي ثلاثة أرباع البلدان التي غطاها استطلاع الرأي الذي أجراه مشروع ''بيو'' -وهي 24 دولة- أكدت الأغلبية سوء أداء اقتصادها الوطني، وقالت إن الأداء الاقتصادي تدهور هذا العام إلى أسوأ بكثير مما كان عليه في العام الماضي، إذ تشير الأغلبية في 18 دولة من مجموع الـ24 دولة التي شملها الاستطلاع، عدم رضاها عن سير الأحوال في بلدانها، وهنا أيضاً تستثنى الهند والصين· أما في الولايات المتحدة حيث تبلغ نسبة غير الراضين عن الأوضـــاع في بلدانهــم 70 في المائــــة، فقـــد تخطـــت المشاعــر التشاؤميــة حدود الأداء الاقتصادي، لتطال مجمل السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة، خاصة سياساتها الخارجيـــة في العراق، وهنا لا ترى سوى أقليـــة 40 في المائة فحســـب، أنه لا يزال في الإمكــان بناء عراق ديمقراطي في نهاية الأمر: يجب القول إن نسبة 54 في المائـــة كانــت تؤمـــن بنجـــاح هذا المسعى حتى نهاية العام الماضي· وبالقدر نفسه، ازداد معدل القلق الشعبي العالمي على الارتفاع المتصاعد لدرجات الحرارة العالمية، وما يرتبط بها من كارثة الاحتباس الحراري، في 11 دولة من الدول التي شملها الاستطلاع، وما أن سُئل المستجيبون للدراسة عن أي الدول أكثر مساهمة في هذه الكارثة البيئية؟ حتى أشارت أصابع الأغلبية إلى الولايات المتحدة الأميركية أولاً ثم تلتها الصين مباشرة، وتعد هاتان الدولتان بين 10 دول لا ترى شعوبها أن الاحتباس الحراري يعد مشكلة جدية خطيرة· يشار إلى أن الدراسة الحالية التي شملت 24717 مستجيباً لها، تعد سابعة كبرى دراسات استطلاعات الرأي التي أجراها مشروع ''بيو'' لاستطلاعات الرأي العالمي منذ إنشائه في عام ،2002 وعلى رغم تراجع الشعبية الدولية للولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الأخيرة الماضيــة على نحــو كبير وملحوظ، إلا أن تحسناً قد طرأ على صورتها خلال العام الحالي، في 10 من جملة 21 دولة توفرت عنها معلومات مقارنة في اتجاهات الرأي، بما فيها بولندا وإندونيسيا، غير أن هــذا التصاعد، لا يقلل من حقيقة أن أغلبية ثلث الدول التي شملها الاستطلاع، لا تزال تعتبر الولايات المتحدة عدواً أكثر من كونهـــا شريكاً لبلدانها، ويتسم هذا الشعور بقوة ملحوظـــة بشكل خاص في كــــل من تركيـــا -الدولة الحليفــة للناتو- وكذلك باكستان، الحليفــة لأميركا في حربهـــا على الإرهـــاب! ميج بورتين- باريس ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©