الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مركز الخليج» يتبع أساليب ناجحة لدمج الأطفال المتوحدين

«مركز الخليج» يتبع أساليب ناجحة لدمج الأطفال المتوحدين
19 مارس 2011 19:17
خطى “مركز الخليج للتوحد” خطوات مهمة في مجال دمج المعاقين بالمجتمع، حيث عمل على دمج طلابه مع أقرانهم الأسوياء، من خلال مجموعة من الإجراءات المختلفة من بينها دمج أطفال التوحد المؤهلين أكاديميا في المدارس الابتدائية الخاصة، والتركيز على النشاطات الجماعية التي توفر الجو للمشاركة الاجتماعية مثل التوجه إلى المقاصف في المدارس أثناء فترة الراحة، وترتيب غرفة الصف، الأمر الذي ساهم في تحسين وتطوير قدراتهم، ورفع روحهم المعنوية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. التدخل المبكر تحدثت مريم أحمد المزروعي نائبة مدير عام المركز ومؤسسه سعيد المزروعي، عن المركز الذي أنشئ عام 2005 بمبادرة فردية من سعادته، وذلك من أجل مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد والتخفيف عن ذويهم، وكذلك بهدف التوعية بالتوحد والمساهمة في علاجه مبكرا، لا سيما مع قلة عدد المراكز المتخصصة في علاجه بالدولة، مضيفة أن منتسبي المركز يخضعون لعناية مستمرة وعلاج مكثف يقوم عليه طاقم متمرس من مختلف التخصصات، نجم عنه تحسن ملحوظ في جميع الحالات. وأكدت المزروعي أهمية التدخل المبكر في علاج الأطفال التوحديين والذي يعجل في علاجهم كما يوقف تطور الإعاقة، موصية الأهالي عموما والأمهات خصوصا بمراقبة وملاحظة حركات أطفالهم ونموهم العقلي خلال فترة نموهم الأولى، لا سيما وأن هنالك علامات متعددة تدل على إصابة الطفل باضطراب التوحد، لكنها ليست علامات جسدية، بل عقلية في الغالب حيث يلاحظ عزلة الطفل، واضطرابه، وعدم قدرته على التواصل مع المحيط من حوله وعدم قدرته على التعبير عن نفسه وحاجاته، بالإضافة إلى الدوران حول النفس، وغياب اللعب التخيلي، وإصدار أصوات غريبة، والعدوانية في بعض الأحيان. ويوفر المركز أنشطة يومية مختلفة للأطفال كالسباحة، والفروسية وإقامة الرحلات إلى أماكن مختلفة بهدف دمج الأطفال بالمجتمع، ذلك أن أطفال التوحد يحتاجون إلى إشغال دائم عن الفراغ، ومن الخطأ أن يترك الطفل وحيدا في عالمه. العمود الفقري يعتبر قسم التشخيص والتقييم بمثابة العمود الفقري للمركز فهو المحطة الأولى التي يتم فيها استقبال الأطفال عند التحاقهم به، ويتحدث أخصائي التقييم والتشخيص في المركز، حسن بركات، عن عمله قائلا إنه يتمثل في وضع يديه على القدرات المعرفية والعقلية والسلوكية للطفل، والتعرف على جميع خصائصه السلوكية لتقييمها، فهنالك فروق فردية بين طفل وآخر، والتقييم يعطي صورة كاملة وواضحة عن هذه الخصائص. فالتوحد، بحسب قوله، هو اضطراب نمائي، وهو ليس مرضاً عضوياً، لكن لا علاج له، بل يتم التدخل السلوكي لتعديله وتخفيف من حدة اضطرابه، إلى جانب تناول الأدوية التي تعمل على تهدئة النشاط الزائد، مضيفا أنه يفضل بدء التدخل العلاجي مع الطفل التوحدي منذ 3-4 سنوات، وأهم شيء بالنسبة إلى الطفل التوحدي هو تهيئته سلوكيا داخل المركز قبل إخراجه إلى المحيط. ويعتمد المركز، وفق بركات، أحدث طرق التقييم العالمية، “البروفيل النفس تعليمي المعدل” الذي تم إعداده في جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأميركية وهو أداة فريدة من نوعها كونه يتعرف بدقة إلي نقاط القوة والضعف للطفل على المحاور النمائية المختلفة بالإضافة إلى البروفيل السلوكي الذي يحدد بدقة المشاكل السلوكية المصاحبة، وبناء على نتائج التقييم يتم وضع البرنامج التعليمي الفردي والذي يعتبر حجر الأساس للعميلة التعليمية ككل ويحدد البرنامج الأهداف السنوية والفصلية والخدمات المطلوبة لمساعدة الطفل على تحقيق تلك الأهداف. بالإضافة إلى مقياس C.A.R.S الذي يعتبر أداة لتقييم مدى التطور والتقدم، والذي يمكن أن يطرأ على حالة الطفل التوحدي إثر خضوعه لبرنامج تدخل فردي. ويتناول خمسة عشر متغيرا ترتبط ارتباطا كبيرا بالسمات المميزة لاضطراب التوحد وتمثل سلوكيات أساسية لتمييز من يعانون من التوحد عن غيرهم من الأفراد. أهمية التخاطب أشار محمد حسين، أخصائي التخاطب، إلى أهمية التخاطب مع الطفل التوحدي وذلك لإكسابه اللغة، وتدريبه على كيفية إخراج أصوات من فمه عن طريق تقليد أصوات بعض الحيوانات والطيور. ويساعد في ذلك استخدام المجسمات والبطاقات وجهاز الكمبيوتر الذي يشكل عامل جذب للأطفال لتعليمهم وتطوير مهاراتهم، مؤكدا أن أحد أسباب النجاح في العمل مع أطفال التوحد هو التكرار، لأن الطفل بطيء في اكتساب المهارة وسريع النسيان. كما أنه لا يوجد لديه ثراء لغوي ونحن نقوم بتعليمه البيانات الشخصية مثل اسمه وسنه وعنوانه ورقم هاتفه، كما يتم تعليمه التعبير عن رغباته المختلفة. أما عمر فارس مسؤول قسم التأهيل في المركز، فقال إنه يعتمد مبدأ التعليم من خلال الترفيه، حيث يعد مجموعة من الورش خاصة بالأطفال مثل ورشة للطباعة وأخرى للسجاد، والخزف، والأقمشة أو “الكليم”، الشمع، السكرتارية. وهذه الورش تعمل على تحفيز الطلاب لإنتاج منتجات خاصة بهم تعبر عن أنفسهم، ومن شأنها أن تزيد ثقتهم بأنفسهم باعتبارهم منتجين وفاعلين، ويشاركون بها في معارض مختلفة، ليحصلوا من خلالها على مكافأة، قد تكون هذه المكافأة بسيطة، لكنها تعني الكثير بالنسبة لهؤلاء الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©