هناء الحمادي (أبوظبي)
أوصى الله عز وجل في كتابه الكريم فقال «والجار الجنب»، كما ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) وصية جبريل له به فقال «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، إلا أن البعض يغفل عن طرق التعامل مع الجيران بأسلوب راق ومميز يحفظ فيه وصية الرسول بالجار.
ويقول محمد المرزوقي، المختص بشؤون الإتيكيت «سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن امرأة تصلي وتصوم وتتصدق ثم هي تؤذي جيرانها بلسانها قال: «هي في النار» فلم تغن عنها صلاتها ولا عباداتها المختلفة، لأن آثار هذه العبادة من حسن الخلق لم تتحقق، والدليل أنها كانت تؤذي جيرانها». ولقد جاء الوعيد الشديد من النبي الكريم( صلى الله عليه وسلم) بالنار والعذاب الشديد لمن يؤذي جاره. قال صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن... كررها ثلاثاً.. ثم قال: من لم يأمن جاره بوائقه».
ويتابع المرزوقي: «لابد للجار أن يحفظ أسرار جاره، فبصفتك جاراً قريب جداً من جارك فقد تتعرف على بعض أسراره بقصد أو بغير قصد، وحفظ هذه الأسرار أمانة في عنقك، لا يجوز لك أن تفشيها. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا تحدث الرجل ثم التفت فهي أمانة»، فكيف بمن تحدث في بيته؟ فهذا سر الأسرار ولا ينبغي لمن سمعه صدفة أو بقصد أن يفشيه، ومن أفشى سر جاره فقد خان الأمانة».
وحول صدور أصوات مزعجة من المنزل، يقول المرزوقي: «إنه لابد من الانتباه من الأصوات الصادرة من المنزل، وخاصة في الأوقات المتأخرة من الليل، وفي بداية النهار مثل صوت المكنسة الكهربائية، وصوت الكلاب والقطط إذا كنت من ملاكهم، والموسيقى وأصوات الكراسي والطاولات على الأرض أو صوت صراخ الأطفال، خاصة في وقت الظهيرة، ومراعاة حقوق الجار عليك وعدم إزعاجه في الشهر الفضيل».
وحول عادة تبادل الهدايا بين الجيران، يقول المرزوقي: «كانت المرأة تصنع نوعاً من أنواع الحلوى مثلاً فتهدي جارتها منه، وكانت هذه عادة جميلة تزيد المحبة بين الجيران، وهذه العادة عادة إسلامية أصيلة حض عليها الإسلام الحنيف».
ويضيف «نتمنى في رمضان أن تعود هذه العادة الطيبة بين الجيران لزيادة المحبة والألفة والمودة».
وفي حال تبادل أطباق الطعام بين الجيران، يقول: إنه «لابد أن يكون يكون مغطى حتى لا يتعرض للتلوث، وأن يصل في الوقت الصحيح لا يكون متأخراً ليلاً أو بعد الوجبات الرئيسة، حتى لا يعتقد الجار أن هذا طعام زائد عن حاجة جاره».
عدد اليوم
