حسام عبدالنبي (دبي)
يشهد سوق الذهب، الواقع في منطقة ديرة في دبي، زيادة في عدد المتاجر المعروضة للبيع في الفترة الأخيرة، بعد أن كان هناك طلب كبير على شراء واستئجار المتاجر في السوق رغم ارتفاع الأسعار لتعد من الأعلى عالمياً، حسب شاندو سيرويا، نائب رئيس مجموعة دبي للذهب والمجوهرات، والذي أكد أن هناك 20 متجراً شاغراً للإيجار في الوقت الحالي، في ظل تفضيل بعض الشركات الانتقال لمقار أخرى لتقليل التكاليف بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة والتي أدت إلى تراجع المبيعات خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة تقارب 40% بالجملة أو بيع التجزئة.
وقال سيرويا، خلال فعاليات مؤتمر دبي السابع للمعادن الثمينة، إن تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الإمارات سيؤدي إلى تقليل صادرات دبي من الذهب والمجوهرات، مرجعاً ذلك إلى أن نسبة تراوح بين 15% إلى 20% من الذهب تباع في السوق المحلي، ومن المعروف أن النسبة الأكبر من سكان الدولة من الوافدين، ما يعني أن الوافد الذي كان يشتري الذهب من دبي ويحتفظ به في خارج الدولة عند السفر، قد يتوقف عن الشراء إذا ما وجد سعر الذهب في دبي أعلى من سعر الذهب في وطنه أو في الدول الأخرى. وأوضح سيرويا، أن بيئة الأعمال الحرة والخالية من الضرائب كانت سبباً رئيساً في الطفرة التي تحققت في مبيعات الذهب والمجوهرات وجعل دبي مركزاً عالمياً للتجارة.
وأشار إلى أن تأثير ضريبة القيمة المضافة على مكانة دبي لن يكون كبيراً، خاصة أن نسبة تصل إلى 85% من الذهب يعاد تصديره إلى الخارج ومن ثم يكون معفياً من الضريبة، لافتاً إلى أن انخفاض هامش الربح في تجارة الذهب في دبي ليراوح بين 3% إلى 5% مقارنة بالدول الأخرى، يحد بشكل كبير من ارتفاع أسعار المشغولات الذهبية بعد زيادة نسبة الضريبة، لاسيما وأن أسعار الذهب في الأسواق العالمية تعد منخفضة نسبياً ومحفزة للشراء في الوقت الحالي. ونوه إلى أن تفعيل آلية استرداد السائحين لضريبة القيمة المضافة سيساعد على زيادة مبيعات الذهب والمجوهرات في دبي، ومطالباً في الوقت ذاته بتيسير إجراءات استرداد الضريبة عند التصدير.
ورداً على سؤال عن توقعاته للمبيعات في الربع الثاني من العام الحالي، أجاب سيرويا، أن المبيعات لا بد أن تكون أفضل من الربع الأول الذي شهد حالة من الخوف وعدم الثقة عند بدء تطبيق الضريبة صاحبها ربكة في السوق وإحجام عن الشراء في أول 20 يوماً من العام، ثم بدأت الأمور تتحسن لاسيما مع بدء مهرجان دبي للتسوق، مشدداً على أن دبي قادرة على أن تحافظ على مكانتها كوجهه عالمية مفضلة لشراء الذهب والمجوهرات في ظل المزايا التي توفرها للمستهلكين.
وحدد سيرويا، عدداً من التحديات التي تواجه صناعة المجوهرات، ومن بينها الحصول على الذهب بطرق مسؤولة وأخلاقية، وقلة توافر الحرفيين، إلى جانب صعوبة الوصول إلى التمويل وارتفاع تكاليف ممارسة الأعمال، لافتاً إلى وجود صعوبات أخرى مثل التهديد الذي يواجه المتاجر الفعلية مع انتشار المتاجر الإلكترونية وغيرها.
ومن جهته أكد ليز ميل، الرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع، محدودية تأثير تطبيق ضريبة القيمة المضافة على أحجام التداولات في البورصة خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث تطبق الضريبة على العمليات والخدمات وليس على قيمة عقود الذهب، كاشفاً وجود حالة من الارتباك في الأيام الأولي لبدء تطبيق الضريبة في مطلع العام الحالي، ولكن الأمور عالجت نفسها بشكل تلقائي، كما عملت البورصة على نشر التوعية والتعليم بين المتعاملين بشأن الضريبة.
وقال ميل، إن إدراج عقد الذهب الفوري، الأول من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي والوحيد المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في العالم، بتاريخ 29 مارس في بورصة دبي للذهب والسلع، يعتبر خطوة جيدة لا سيما في ظل وجود اتجاه عالمي لإطلاق عقود مطابقة للشريعة.
وقال غوتام ساشيتال، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، إن انخفاض هامش الربح في تجارة الذهب في دبي يمكن أن يمتص تأثير فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5%.
عدد اليوم
