الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«نيستان» تعزف كلاسيكيات الـ «دسكتاه» و «زاربانج» تستأثر بالمعزوفات الإيقاعية

«نيستان» تعزف كلاسيكيات الـ «دسكتاه» و «زاربانج» تستأثر بالمعزوفات الإيقاعية
16 مايو 2010 21:56
من 6 مايو إلى 15 منه، أطربت الإمارات القاطنين فيها بمهرجانها “أنغام من الشرق” في دورته الثالثة، فأحيت الطرب الأصيل وأطلت على التجديد الموسيقي مع أصوات شابة وموسيقى تجريبية مختلفة، معرّفة جمهورها على فنون الموسيقية الشرقية، ومستعيدة من التراث أصالته، ومن الحديث إبداعاته. حفل اختتام مهرجان “أنغام من الشرق” في دورته الثالثة أقيم على مسرح أبوظبي، بعد أن تنقلت الحفلات بينه وبين ومسرح قصر الإمارات. وكان للأمسية الإيرانية رونقها مع فرقتين هما نيستان وزاربانج. وتتميز الأولى التي تضم مجموعة من الموسيقيين الإيرانيين الشباب بتقديم موسيقى “دسكتاه” التقليدية مع نصوص لأشهر الشعراء الإيرانيين وفي مقدمتهم الشاعر المعروف حافظ الشيرازي. أما فرقة زاربانج فاستلهمت إيقاعاتها من الموسيقى الإيرانية القديمة. موسيقى كلاسيكية فرقة نيستان تتألف من مجموعة من العازفين الإيرانيين الشبان بقيادة عازف السانتور كوروش ماتين والمطربة سلماز بدري، وهم يقدمون الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية الشهيرة المقتبسة من الشاعرين الفارسيين رومي وحافظ بالإضافة للشعر الحديث. ويذكر أن ماتين هو المؤلف الموسيقي للفرقة، بالإضافة إلى قيادته لها. وهو خريج جامعة طهران للفنون بآلة السانتور، ورسالته للماجستير تمحورت حول قيادة الآلات الموسيقية الإيرانية والتي نالها تحت إشراف المايسترو حسين علي زاده. وعزف ماتين مع المايسترو بارفيش ميتشكاتيان وباشانج كامكار وجليل عندليبي ومنصور ساريمي، وجميعهم عازفون على آلة السانتور. أما المايسترو هوشانج زاريف فيعزف على آلة إيرانية تقليدية هي الراديف. وتضم فرقة نيستان التي تأسست العام 1995 إلى قائدها والمؤلف الموسيقي وعازف السانتور كوروش ماتين، إحسان إمامي على العود والتار وريزا بارفيزاده على آلة الكامانشيه وعلي رحيمي على الدف والتمباك، والصوت مع بوريا أخافاس. وزاد أعضاء هذه الفرقة منذ تأسيسها إلى اليوم وضمت عازفين جدداً على آلات إيرانية . وفي هذا الحفل أدت غناء مع الفرقة المطربة سلماز بدري. عروض مذهلة تتكون فرقة زاربانج من عازفين إيرانيين مع عازف أفغاني وكل منهم يعمل مع فرق أخرى، اشتهرت حول العالم بعروضها الإيقاعية المذهلة التي تخلّد الأنغام المختلفة من بلاد فارس القديمة والأقاليم المجاورة ومنها أفغانستان. وتأسست زاربانج في العام 1996 على يد ضابط الإيقاع بهنان ساماني، ومورتيزا أيان وسيافاش يازدانيفار في ألمانيا. ووضعت الفرقة هدفين مزدوجين، الأول تقديم الآلات الإيقاعية الإيرانية للجمهور العالمي، والثاني مزجها مع الآلات الإيقاعية من ثقافات أخرى. وابتداء من العام 2001، تجددت الفرقة مع قدوم عناصر جديدة إليها، وضمت حينها أعضاء الفرقة الذين عزفوا في أبوظبي، وهم بنهام ساماني، حكيم لودين عازف الإيقاع المبدع والمقيم في ألمانيا، والذي يتقن العزف على الآلات الإيقاعية الأفغانية والهندية والأفريقية وآلات إيقاع أميركا اللاتينية. أما بيجمان هالادي، المولود في إيران، والمقيم في الولايات المتحدة الأميركية، هو من أبرز العازفين الموسيقيين الأوائل في العزف على التومباك والدف والآلات الإيقاعية أخرى. وريزا ساماني المقيم في ألمانيا يعزف على آلات النفخ الخشبية بالإضافة إلى التومباك والدف. أما جافيد أفساري فلاعب سانتور، ويقوم في النرويج، ومرشد ميهريجان فيعزف على آلة “زارب- اي- زورخان”. «نيستان» تعزف الموسيقى الإيرانية التقليدية اشتهرت فرقة نيستان بتقديم روائع التراث الفني الموسيقي الشهير في مناطق القوقاز وآسيا الوسطى وإيران وتركيا، والتي تختزل مسيرة فنيةً استمرت وتطورت عبر قرون من الزمن، مؤسسةً لمنجز موسيقي ذي ملامح روحية وثقافية مشتركة تعكس متانة العلاقات الثنائية الثقافية التي تصله بالثقافات الموسيقية من شبه القارة الهندية والشرق العربي، وقد شكلت هذه الثقافات الموسيقية مجتمعةً الفضاء الحقيقي لفنون المقامات التقليدية في الموسيقى التقليديّة الإيرانية وانعكاساتها الموسيقية المتداولة في العصر الحديث في إيران امتداداً للتقاليد الموسيقية الفارسية، والتي ساهمت أجيال من الموسيقيين الرواد في نحت معالمها والمحافظة على خصائصها الأصليّة ونقلها عن طريق الرواية الشفويّة خلال القرن التاسع عشر الذي شهد ميلاد قوالب معزوفة وتقنيّة مازالت متداولة لدى بعض شيوخ هذا الفن، إذ تشتمل الموسيقى التقليدية الإيرانية، على اثني عشر نظاماً مقاميّاً أهمّها سبعة تسمّى “دستكاه” تعمل فرقة “نيستان” على إحيائها بأسلوب عزف مبتكر يحافظ على عراقة الأصول الموسيقية ويعمل على تعريف العالم بجماليات إيقاعها وعذوبة ألحانها. تتعدد مستويات الإيقاع الذي اشتهرت به فرقة “نيستان” للموسيقى التقليدية الفارسية القديمة بتعدّد القوالب اللحنيّة في الموسيقى الفارسية نفسها، والذي يعكس طبيعة السلم الموسيقي الخاص بها إذ يحوي، زيادة عن الاثني عشر صوتاً المكونة للديوان في الموسيقى الغربية الأوروبية الحديثة، درجات صوتية تفصل بين الأصوات الاثني عشر و تتوسطها وهي المعروفة بأرباع الأبعاد, وتعدّ أحد مقومات السلم الموسيقي الشرقي المتكون من خمسة وعشرين رُبعَ بُعد، و ذلك ما جعل أداء عدد من المقامات على الآلات الحديثة كالبيانو أمراً غاية في الصعوبة. «زاربانج» تجمع بين الموسيقى الفارسية وتقنيات القرع فرقة “زاربانج” للموسيقى التقليدية الفارسية اشتهرت بالأداء المتميز الذي يجمع بين أساسيات الموسيقى التقليدية الفارسية وتقنيات القرع والعزف في مختلف أنماط الموسيقى العالمية الحديثة، وللفرقة مشاركات في عدد كبير من المهرجانات الدولية المختلفة بما في ذلك مهرجان الموسيقى الفارسية 2002 في ميونيخ، إضافةً إلى عروضها الرائعة في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، والعاصمة البريطانية لندن إلى جانب جولاتها في العديد من المدن الأوروبية. فرقة “زاربانج” التي تأسست في العام 1996، تضم عدداً من العازفين الموهوبين الذين عقدوا العزم على تأسيس جماعة موسيقية ذات صوت متفرد في أداء الموسيقى الفارسية التقليدية تعمل على إحياء روائع التراث الموسيقي في بلدهم الأصلي وإيصال صوت إيقاعها الساحر إلى شريحة واسعة من جمهور الموسيقى الشرقية في الغرب، معتمدين في تحقيق هذا الهدف على قدراتٍ صوتية وإيقاعية مدهشــة فاقت شــهرتها الآفاق حتى اتفق النقاد الموسيقيون الغربيون والمهتمون بالإرث الموسيقي التقليدي الفارسي على تسمية أعضائها بأنهم “أفضل المؤدين لهذا النوع من الموسيقى في الغرب”. قوة فرقة “زارابانج” تكمن في قدرة العازفين فيها على خلق صوت موسيقي جديد من إيقاعات الآلات الموسيقية الفارسية التقليدية مع الإبقاء على سحر الجوهر المتمثل في الصوت مصحوباً بما يشبه طقوس الرقص الجماعي وحركات الإيماء الداخلية، وتلوينات الأداء الصوفي الشرقي ضمن الفرقة الموسيقية الواحدة الذي يجمع بين الارتجال والأداء التأملي المنظم النابض بالشباب والحيوية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©