أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ الإمارات العربية المتحدة حققت إنجازات ''هائلة'' في التصدي لمخاطر اكتساب أنواع العدوى المختلفة بسبب التعرّض للدم غير المأمون وذلك بضمان تبرّعات طوعية بنسبة 100%· وتقوم المنظمة بالترويج لجهود الدولة والصين التي شاركت الامارات هذا الموقع إلى ''زيادة المخزون من الدم المأمون لتصبح مثالاً يمكن للبلدان الأخرى اتّباعه''، بحسب الدكتور أمين بن حسين الأميري، المدير التنفيذي لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص في وزارة الصحة، رئيس اللجنة الوطنية العليا لنقل الدم·
وجاء في تقارير المنظمة العالمية بمناسبة انتهاء أسبوع الاحتفال بيوم المتبرع بالدم، الذي استضافته هذا العام دولة الإمارات العربية المتحدة كأول دولة عربية وخامس دولة عالميا، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ان الإمارات أوّل بلد في المنطقة يوقف استيراد الدم في عام ،1984 بعد اكتشاف الإيدز والعدوى بفيروسه·
وقال الأميري إنه في عام 1990 أنشأت الحكومة برنامجاً وطنياً لنقل الدم واتخذت تدابير تشريعية وسياسية من أجل التحوّل إلى نظام يضمن تبرّعات طوعية ومجانية بنسبة 100%·
وأشار إلى أن هذه الإنجازات السريعة تحققت بتهيئة وإتاحة بيئة سياسية ملائمة وتعزيز ثقافة التبرّع بالدم عن طواعية واستخدام وسائل الإعلام وقنوات أخرى لإذكاء الوعي وإعداد مجموعة ثابتة من المتبرّعين وتوفير خدمات الرعاية الجيّدة لهم لتحسين صحتهم وضمان سلامتهم·
ومنذ عام 1984 والإمارات تحقق اكتفاء ذاتياً من الدم ومكوناته وتعتمد كلياً على المتبرعين داخلها وتشجيع مواطنيها على الاستمرارية في التواصل نحو التبرع، حيث احتل أبناؤها المركز الأول من بين 73 جنسية للتبرع بالدم طوال السنوات الـ16 الماضية وبشكل متواصل·
كما أن هناك أكثر من 800 ألف متبرع بالدم بشكل سنوي في كافة أرجاء الدولة منهم عدد كبير من فئة الشباب، خاصة الطلاب الذين تم التركيز عليهم ليكونوا متبرعين في ''المستقبل''·
وبلغت نسبة المتبرعين الطوعيين (من دون مقابل مادي) 98% مــن إجمـــالي المتبرعـــين وأن الـ 2% المتبقين هم من أصدقاء وأهالي المرضى وأن نسبة الوحدات الدموية المسحوبة عبر بنوك الدم المتنقلة وصلت إلى أكثر من 85% من إجمالي الوحدات·
وقال الاميري إن الأشخاص الذين يتبرّعون بدمائهم عن طواعية هم أكثر مصادر الدم مأمونية، لأنهم يتبرّعون بكامل إرادتهم، دون الخضوع لأيّ ضغط أو إكراه أو إغراء مالي، وبالتالي فمن المُستبعد أن يميلوا إلى ستر معلومات عن حالتهم الصحية وسلوكيات قد تجعلهم غير مؤهّلين للتبرّع بالدم·
وأشار إلى أن التبرّع بشكل منتظم يضمن إمدادات كافية ومستدامة من الدم، موضحا أن التقدم المُحرز نحو ضمان تبرّعات طوعية بنسبة 100% يمكن من تخفيف عبء نقل الدم من على كاهل المريض أو الأسرة إلى مسؤولية نظام الرعاية الصحية·
وقال الأميري إن شهادة خبراء منظمة الصحة العالمية، التي جاءت على هامش الاحتفالات بمناسبة اليوم العالمي للمتبرع بالدم تؤكد أن الإمارات العربية أثبتت، بوضوح، قدرة الالتزام السياسي ومدى مشاركة المجتمعات المحلية، وأنها مثال يرجى اتباعه من قبل البلدان الأخرى·'' تعتبر شهادة حق لجهود الدولة في هذا المجال·
وقال إن الدراسات التي تجريها منظمة الصحة العالمية تكشف أنّ الصين والإمارات العربية المتحدة أثبتتا إمكانية تغيير سلوك المتبرّعين في ظرف زمني قصير في الوقت الذي تظن فيه بعض الحكومات أن مهمة حشد السكان وحثّهم على التبرّع بدمائهم بدون مقابل أو دون انتفاع أحد أفراد أسرهم بذلك من المهام التي لا يمكن إنجازها·
وذكر أنه وفقا لدراسات منظمة الصحة العالمية فإن الإمارات العربية المتحدة قد تمكّنت من الانتقال من نسبة 0% من التبرّعات الطوعية في عام 1990 إلى 80% في عام 2004 و6ر97% في عام ،2006 في حين أن الصين، كانت تعتمد نُظم التبرّعات المدفوعة الأجر والتبرّعات التي يقوم بها أفراد أسرة المريض التي تشكّل 80% من إمدادات الدم التي تملكها، عام 1998 حتى تمكنت من بلوغ 5ر98% من التبرّعات الطوعية في غضون 10 أعوام·
ويوجد 14 مركزاً للتبرع بالدم تابعة لوزارة الصحة تنتشر في كافة إمارات الدولة منها مركز خدمات نقل الدم والأبحاث بالشارقة الذي يعتبر الأحدث والأكبر على مستوى الشرق الأوسط وهو المركز الرئيسي للدولة وأضحى أول مركز في الشرق الأوسط يعمل بصورة إلكترونية متكاملة، الى جانب أربعة بنوك متنقلة تابعة للوزارة تتنقل بين مدن الدولة المختلفة لجمع التبرعات·
ويتراوح المخزون اليومي في بنوك الدولة بين 2200 إلى 2500 وحدة ويكفي لأي حالات طارئة في الدولة أو حتى في تقديم يد العون للدول المجاورة، كمل تمتلك الدولة ايضاً ''مخزوناً استراتيجياً'' من المواد المستخدمة لسحب الدم من الأكياس والمستلزمات الأخرى تكفي لعام قادم وتصلح لسحب ثلاثة آلاف وحدة دموية·
عدد اليوم
