الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي عطية: القيلولة عادة غربية بامتياز

علي عطية: القيلولة عادة غربية بامتياز
24 سبتمبر 2009 22:26
يفهم من القيلولة كما يوحي اللفظ من الناحية اللغوية بأنها «أخذ قسط قليل من النوم، في أي وقت من أوقات النهار»، وغالباً ما تفرض هذه القيلولة ضرورات الوضع البيئي وأوقات ساعات العمل وظروف المناخ والعادات الاجتماعية والتقاليد السائدة. وسيلة فعّالة وفق ما سبق يقول الدكتور علي عطية- أخصائي نفسي: «في بعض الأحيان تصبح القيلولة جزءا مهما وضروريا، لإعادة النشاط والحيوية للجسم والعقل معا، فالنوم هو الوسيلة الأكثر فعالية في إعادة تجديد وشحن طاقات الدماغ والجهاز العصبي عموما». ويسترسل الدكتور قائلا: «في حالات الإرهاق النفسي والعصبي ومن ثم الجسمي، يقل نشاط الدماغ ويصاب بالارتباك، فيقل التركيز ويضعف الانتباه ويؤدي ذلك إلى تدهور الفعاليات العقلية وقد يؤدي ذلك إلى شرود الذهن وارتكاب الهفوات». فاصل استراحة ينصح عطية: «في ساعات العمل الطويلة يفضل أخذ «فاصل استراحة» سواء كان العمل نهارا أو ليلا، فإذا كان الأمر صحيحاً وينطبق على جميع الموظفين العاملين لساعات طويلة، فإنه يصبح أكثر ضرورة لفئات معينة من الناس، قد يتعلق ذلك بالمهنة مثل: (سائقي الطرق الخارجية، والعاملين على شاشات المراقبة في المطارات أو أجهزة الكمبيوتر، والتلاميذ. حيث يكون العمل في معظمه أو مجمله عقلياً أو ذهنياً، ويكون الجسم فيه في أقل قدر من النشاط». ويضيف عطية قائلا: «في هذه الحالة لابد من أخذ إجازة بين حين وآخر، وعدم الاعتماد على المنبهات، فهذه الأخيرة تعمل على تأجيل حالة الإرهاق لدقائق قليلة لكنها لا تلغيه! وتبدأ كفاءة الموظف بالتناقص تدريجياً بعد ساعات قليلة، ويصبح الجزء المتبقي من أوقات الدوام (4 ـ5) ساعات غير مثمرة يُكثر فيها من ارتكاب الأخطاء». عادة غربية حين كانت القيلولة مهمة فإن الباحثين -بحسب عطية- أشاروا إلى أن ظروف العمل المكتبي «أصبحت مقاربة لمثيلاتها في الدول المتقدمة، لذا فإن حرمان «الموظف» فترة استراحة، يؤدي إلى نقص الكفاءة في الجسم. من هنا تنبه القائمون على إدارة المؤسسات الكبيرة في الغرب والدول المتقدمة إلى تقطيع ساعات العمل لإعطاء فرصة للراحة والقيلولة، إنما يجب ألا تكون لفترة طويلة، لأنها ستؤدي إلى مزيد من الاسترخاء والتكاسل وتؤدي إلى نتائج عكسية». والملاحظ وفق عطية أن الذي ينام في الظهيرة لن يستيقظ بنشاط وإنما بخمول وتكاسل! وعليه فإن القيلولة يجب ألا تزيد ساعة واحدة ولا تقل عن نصف ساعة والسر في ذلك يكمن في معرفة «سيكولوجية النوم». أنواع القيلولة تقسم القيلولة إلى ثلاثة أنواع، يذكرها عطية وفق التالي: القيلولة «الملكية- الطويلة»، وهي التي تتعدى ثلاثين دقيقة، «والمعتدلة» وتكون ما بين (10 إلى 30) دقيقة، «والسريعة- القصيرة» التي لا تتعدى 5 دقائق. لكن أغلب الدراسات تؤكد أن المدة المناسبة للقيلولة هي من (20 إلى 30) دقيقة، وأن التوقيت الأفضل لها هو ما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر، وهي الفترة التي ينخفض فيها النشاط الفكري والجسمي للإنسان، وهي كذلك ثاني فترة تقع فيها أغلب حوادث السير الخطيرة، بعد الفترة الليلية الممتدة ما بين الثانية والخامسة صباحا. أهمية القيلولة نظراً لأهمية القيلولة يرى عطية: «أن الكثير من أرباب العمل في الدول الأخرى، حوّلوا ما هو نظري إلى عملي بتوفير أماكن للموظفين لديهم مريحة لقضاء القيلولة، وبدأت شركات الطيران تمنح طياريها القيلولة في الرحلات الطويلة. وفي انجلترا وكندا تحولت غرف في العديد من الشركات ،إلى ركن للراحة قليلة الضوء وألوان جدرانها هادئة ومريحة، وفيها كراس طويلة مع موسيقى هادئة. وتوجد شركات في اليابان خصصت غرفا صغيرة لموظفيها، مظلمة بعض الشيء أطلق عليها اسم (Relax center). وتحقيقا للربح أسست شركات في طوكيو محال قيلولة فيها خيم مريحة أو أنابيب خشبية مفروشة بطول مترين وعرض متر ونصف تكون أجرتها حسب المساحة والمدة..أما الصينيون يسمونها «ووكسيو» أي استراحة الزوال، وقد نص عليها الدستور الصيني كحق لجميع العمال في هذا القسط من الراحة، ولذلك تتوقف الحركة في المكاتب للتمتع بها في طقوس خاصة». أوقات العمل الجاد ـ يقول بعض الباحثين: إنه من الأفضل على المرء أن ينجز الأعمال الصعبة ما بين الساعة 10- 11من قبل الظهر أو بعد الظهر. بدلا من البدء بها بمجرد الوصول إلى المكتب في الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا أو الواحدة أو الثانية بعد الظهر. أي من يستغل قدراته البيولوجية على أفضل وجه في الأوقات المذكورة والتمتع باستراحة قصيرة يكون أكثر قدرة على العمل والإنجاز، أكثر من الذين يعملون لساعات طويلة من دون انقطاع فيصيبهم التوتر العصبي والتضجر من العمل. - يعكف بعض مصممي المكاتب بالتعاون مع علماء في شؤون العمل، على تصميم زوايا أو خيم للقيلولة إلى جانب كراس ومقاعد مريحة للاستلقاء، إضافة إلى الكراسي الخاصة بمكاتب المدراء، وتريد بعض المؤسسات الصحية الأوروبية تقديم حلقات عن القيلولة، وكيفية الاستفادة منها من أجل العمل بنشاط أكثر ،فيما بعد إلى جانب حصص لأفضل وسائل التغذية للعاملين مدة ساعات في المكاتب، وأول المدن التي استفادت من ذلك «فيشتا» في شمال ألمانيا وتتوفر حاليًا لأكثر من 200 موظف قيلولة لمدة 20 دقيقة يوميا، في زوايا ضمن قاعة كبيرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©