الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متشددو آسيا يجندون المراهقين في النوادي الرياضية والمدارس

25 سبتمبر 2009 00:42
لم يكن انديكا بايو بامونجكاس (12 عاما) وأصدقاؤه يعلمون أن دروس فنون القتال بقريتهم في اندونيسيا وهي للدفاع عن النفس فيما يبدو هي الخطوات الأولى نحو التحول إلى انتحاريين ومتشددين. وتجنيد فتيان صغار طيعين مثل انديكا في المدارس والنوادي الرياضية أسلوب روتيني يستخدمه المتشددون بجنوب شرق اسيا لتربية الجيل التالي من المهاجمين الانتحاريين والمتمردين الانفصاليين. واكتشف انديكا وأصدقاؤه الغرض الحقيقي من دروس فنون القتال حين تبين أن معلمهم سوسيلو الياس أديب هو من رفاق نور الدين محمد توب العقل المدبر وراء سلسلة من التفجيرات الانتحارية. وكان سوسيلو يأوي نور الدين الماليزي المولد في منزله. وقال انديكا لرويترز «طلب مني سوسيلو ومن أصدقائي البقاء في المنزل بعد أن يعود جميع التلاميذ الآخرين إلى منازلهم لنتعلم نحن الأربعة فنون القتال. كان يخشى أن يكتشف الآخرون. «قال لنا (هذا سرنا لا تخبروا أصدقاءكم أو أولياء أموركم).» كيفين يوفي براتاما (9 سنوات) كان تلميذا آخر من تلاميذ سوسيلو السريين وقال لرويترز «كنا نتدرب دائما في حجرة بابها مغلق حتى لا تعلم أمي وأصدقائي بالأمر». كما كان سوسيلو يدرس ايضا في مدرسة دينية داخلية قريبة حيث كان يقول للتلاميذ إن الانتحاريين «شهداء» يجازيهم ربهم بالجنة عن أفعالهم. ومن الممكن أن تصبح محاولات التجنيد مثل هذه الى جانب الأنشطة الأخرى مثل الرحلات والأنشطة التي تمارس عقب انتهاء اليوم الدراسي والتدوين خطوات نحو عمليات تجنيد اكثر تشددا مثل التدريب على السلاح. لكن هذه الانشطة لا تخرق القانون وهو ما يمثل معضلة للمشرعين الذين يجازفون بدفع تلك الجماعات الى العمل سرا وإثارة غضب الناخبين من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة دينية مشروعة. وفي حين أن الأغلبية الساحقة من المدارس الداخلية باندونيسيا معتدلة فإن حفنة منها لعبت دورا حيويا في إفراز أبرز المتشددين بالمنطقة. وكتب المحلل سيدني جونز في تقرير للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في اغسطس «المشكلة ليست المنهج بقدر ما هي جلسات الدراسة الدينية الصغيرة بعد انتهاء اليوم الدراسي حيث يستطيع مدرسون تقييم إمكانيات التلاميذ وجرهم الى نشاط اكثر تشددا». وبالنظر الى المدى الذي ذهب اليه الوعاظ المتشددون من الاعتماد على التدريبات في الطبيعة والأعذار الأخرى لأخذ جماعات الشبان الى التلال القريبة لممارسة تدريبات اللياقة البدنية قد يكون من الواجب أن تكون هناك درجة متزايدة من اليقظة من قبل اولياء الأمور ازاء هذه البرامج». ويرتبط العديد من المدارس الاندونيسية بالتنظيم المتشدد الذي يسمي نفسه «الجماعة الإسلامية» والزعيم الروحي لهذا التنظيم هو رجل الدين ابو بكر باعشير. وخرجت مدرسة باعشير في نجروكي بسولو العديد من الذين خططوا ونفذوا سلسلة من الهجمات المميتة باندونيسيا. لكن يبدو ان هذا التنظيم لم يتورط في اي هجمات للمتشددين في الأعوام الأخيرة ويعتقد جونز أن من المرجح أن تكون مراكز التشدد الحالية هي مدارس داخلية أخرى في جاوة. وكثيرا ما تعرض على المتشددين المحتملين الذين يتم اختيارهم بعناية تسجيلات فيديو ترصد القمع العنيف الذي يتعرض له المسلمون في أماكن مثل الشرق الأوسط او امبون وبوسو بشرق اندونيسيا. وقال جونز «حين تقرأ كيف جند سيف الدين جيلاني (اكبر مساعد لنور الدين) اشخاصا في المسجد كان هذا باستخدام تسجيلات فيديو لامبون وبوسو واشراك الشبان في المناقشات» مضيفا أن جيلاني هو الذي جند المهاجمين الانتحاريين الذين هاجموا فندقين فاخرين بجاكرتا في يوليو تموز. ويتبع هذا أداء المجندين المناسبين اليمين والتعرف في نهاية المطاف بالأعضاء الأبرز للخلايا. وتستخدم تكتيكات مماثلة بجنوب تايلاند حيث يقاتل المالاي المسلمون من اجل الانفصال عن تايلاند البوذية التي يقولون إنها تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويعتمد المتمردون التايلانديون على المعلمين في العثور على تلاميذ واعدين والذين يقسمون يمينا بالالتزام والسرية قبل الانضمام الى شبكة سرية متعددة الخلايا لا يعرفون شيئا عن قادتها البارزين.
المصدر: جاكرتا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©