«من الشاطئ إلى الشاطئ» سباق رياضي بأهداف إنسانية

نسرين درزي (دبي) - نظم نادي دبي للدراجات الهوائية مؤخراً السباق الرياضي الاجتماعي «من الشاطئ إلى الشاطئ» وانطلق من دبي وصولاً إلى الفجيرة. والحدث الذي ينظمه النادي يقام مرتين في السنة لأهداف إنسانية، وقطع خلاله المتسابقون مسافة 225 كيلومترا من الطرقات المتعرجة من دبي إلى الفجيرة، وذلك على تلال منحدرة تعرضوا خلالها لرياح عاتية وعواصف رملية قوية في الـ 80 كيلومتراً الأولى من الطريق. وما يميز السباق أنه يشتمل على معدل تسلق بالأميال يفوق أي سباق آخر في الدولة، ويعود ريعه لدعم مبادرة “الطريق إلى الوعي”، والتي أطلقها موظفو مجموعة أحد الفنادق عام 2008 بهدف جمع التبرعات. ويتحدث باتريك أنطاكي مدير عام أحد الفندق الذي استقبل الدراجين فور انتهاء فعاليات السباق، عن التزام الفندق بدعم كافة المبادرات الخيرية المحلية. وذكر أنه من الضروري أن تتواصل مثل هذه الجهود في سبيل تقديم العون للجهات المحتاجة، معتبرا أن الشركات الخاصة مطالبة بتنظيم فعاليات مماثلة من شأنها أن ترفع من مستوى الحس الاجتماعي. ويشير أنطاكي إلى سباق “تور دو فرانس” الذي أثار عند تنظيمه في فترة سابقة، اهتماما واضحا من قبل أفراد المجتمع. وبالاطلاع على بدايات حملة “الطريق إلى الوعي” ومشوارها الخيري الذي اجتازت فيه عدة سباقات، فقد تمكنت على مدى 5 سنوات من جمع ما يزيد على 1?5 مليون دولار أميركي، تم رصد ريعها لدعم مشاريع التعليم التابعة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في عدة مناطق من الشرق الأوسط. وقد نجح فريق العاملين في مجموعة الفنادق العام الفائت من جمع 600 ألف دولار أميركي تم تخصيصها للمساعدات الإنسانية، وذلك من خلال الرعاة والموردين والفعاليات الفنية والثقافية والسياحية التي استضافتها منشآتها العالمية. ويورد باتريك إنطاكي أن حملة “الطريق إلى الوعي” سوف تركز في الذكرى السنوية الخامسة لإطلاقها على الإعداد لحدث ضخم عبر سباقات الدراجات الهوائية. والتي يخوضها مجموعة من دراجي الفندق انطلاقاً من جبال شاموني شمالي أوروبا وصولاً إلى إمارة مونتي كارلو. على أن يقطعوا مسافة 570 كيلومترا منها 9 آلاف متر من مسافات الصعود العمودي على 8 مرتفعات مختلفة من سفوح جبال الألب. ويلفت انطاكي إلى أن حملة “الطريق إلى الوعي” لعام 2012 تهدف إلى جمع ما لا يقل عن 300 ألف دولار أميركي لدعم خطط اليونيسيف. وذلك بهدف إنشاء مؤسسات تعليمية لمساعدة 50 ألف طفل دون السادسة من العمر تحضيراً لالتحاقهم بمرحلة التعليم الأساسي في إثيوبيا. من ضمن فريق الدراجين يعرب جويدو دي وايلد نائب رئيس المجموعة في منطقة الشرق الأوسط، عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث. ويقول “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي حيال المآسي التي تشهدها المجتمعات الفقيرة حول العالم. ولا بد من السعي إلى تقديم المساعدة بحسب الاستطاعة”. ويشدد وايلد على ضرورة أن يشعر الجميع بمسؤوليتهم حيال هذا الموضوع الإنساني الذي لا يستثني أحدا ولا يمكن أن يقع على كاهل الجهات الحكومية وحسب. إذ يؤكد على دور القطاع الخاص في تقديم الدعم اللازم.