سكان الشارقة: تكرار انقطاع التيار الكهربائي يربك الحياة ويعطل المرافق العامة

تكرر انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق في الشارقة مساء أمس الأول وخلال نهار أمس، حيث شهدت العديد من المناطق الصناعية والتجارية والسكنية في الإمارة انقطاعات وصلت لعدة ساعات في عدد من المناطق. وشهدت العديد من شوارع الإمارة ازدحاماً مرورياً نتيجة تعطل الإشارات الضوئية في المدينة، ما اضطر دوريات “الأنجاد” في شرطة الشارقة للنزول إلى الشوارع وإغلاق بعض الميادين والشوارع الحيوية، وتحويل المسارات إلى شوارع أخرى ما أحدث إرباكاً مرورياً، بحسب المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم دوريات “الأنجاد” في الشارقة الذي أكد تسيير دوريات أمنية في الأحياء السكنية خلال فترة الانقطاع للمحافظة على الأمن. وتركز انقطاع التيار الكهربائي في مناطق النهدة والقاسمية والبطينة والنباعة وأبوشغارة والرولة والناصرين والشويهين والمجاز والبحيرة والقاسمية والغوير، وغيرها من المناطق الأخرى. كما طالت الانقطاعات معظم المناطق الصناعية بالإمارة، وبعض الدوائر المهمة مثل الإدارة العامة للشرطة والمقر الرئيس للدفاع المدني وكذلك السوق المركزي وغيرها من الأماكن الأخرى الحيوية في الإمارة. عّبر العديد من الأهالي عن استيائهم من الانقطاع المتكرر للكهرباء في عدد من المناطق السكنية بالإمارة، خصوصاً أن أبناءهم على مشارف الامتحانات. وتلقت غرفتا العمليات بشرطة الشارقة والدفاع المدني العديد من البلاغات حول احتجاز عدد من الأهالي في المصاعد، حيث عملت فرق إنقاذ على إخراج المحتجزين، دون تسجيل حالات إصابة بينهم. كما تكبد عدد من مطاعم الشارقة خسائر مادية متفاوتة بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء طوال الفترة السابقة التي امتدت أمس حتى ساعات متأخرة من الليل. وطالب أصحاب المطاعم الجهات المسؤولة بضرورة إيجاد حل جذري لهذه المشكلة. وعبّر فرت يعقوب، مدير مطعم، عن امتعاضه جراء انقطاع التيار الكهربائي خلال عطلات نهاية الأسبوع التي تعتبر ذروة العمل، لافتاً إلى اضطرارهم لإلغاء حفلات عدة أدت إلى خلل ميزانية الموارد المالية لهذا الشهر حيث بلغ عددها خلال عطلتي نهاية الأسبوعين الماضيين أربع حفلات كبيرة تصل قيمة إحداها إلى 9 آلاف درهم أي بمجمل 36 ألف درهم. وأضاف أن حجم الخسائر لا يشمل كمية المواد الغذائية التي تم إلقاؤها في مكبات النفايات بسبب تعرضها للتجمد والذوبان التي يصل سعرها إلى أكثر من 6 آلاف درهم، مشيراً إلى أن امتعاض الزبائن وتذمرهم قد بلغ أوجه مساء أمس، نظرا لاحتجاز عدد كبير منهم في المصاعد التابعة للمبنى الذي يقع فيه المطعم والمكون من 14 طابقاً. وأكد قاسم عبدالله، صاحب سلسلة مطاعم في الإمارة، أن الانقطاعات تكررت طوال العام الماضي إذ تعدت الخسائر إلى 125 ألف درهم في فترة الصيف، وتعود لتتكرر هذه السنة من جديد لتتعدى ست مرات خلال الأسبوع الماضي ويصادف أن ينقطع التيار أمس على فترتين وامتدت في المرة الأخيرة لتصل حتى ساعات متأخرة في المساء مشيراً إلى أن نسبة المبيعات انخفضت بنسبة 30%. كما تعرض أصحاب محال بيع المواد الغذائية والبقالات الصغيرة إلى خسائر فادحة بسبب الانقطاعات المتكررة التي نتج عنها فساد الأطعمة. وقال شوكت هاورن، ويعمل في أحد محال بيع المواد الغذائية، إن الانقطاعات المتكررة والمستمرة قضت على المواد الغذائية كاللحوم والدجاج والألبان والبضائع الأخرى التي تتلف بمجرد تخزينها في درجات حرارة مرتفعة والتي تحتاج إلى التبريد بشكل مستمر. وأوضحت الطبيبة دوربا جوش في المستشفى المركزي بالإمارة إن ذوبان اللحوم والدجاج المجمدة وإعادة تجميدها، يسمح لبكتيريا “السالمونيلا” بالتكاثر فيها، وهو ما يتسبب بالتسمم الغذائي. وقال آصف أمير، موظف في محل لبيع المواد الغذائية، إنه بعد تكرار هذه الانقطاعات لجأ أصحاب المطاعم والمحال التجارية إلى استخدام مولدات الطاقة للمحافظة على سلامة اللحوم والدجاج ومنع تعرضها للتلف إلا أن كلفة هذه المولدات باهظة، فضلاً عن كونها غير عملية خاصة، إذا امتدت ساعات الانقطاع إلى فترات تتجاوز ست ساعات. وأكد راميش. ن. مدير فرع محال تجارية كبرى بالمنطقة الصناعية السادسة بالإمارة، أن الانقطاع دفعه لنقل المواد الغذائية واللحوم والفواكه القابلة للتلف إلى مستودعات أخرى. وباشرت بلدية الشارقة في تنفيذ مجموعة من الحملات التفتيشية على كل الأسواق والمحال الكبرى التي تبيع المأكولات والمواد الغذائية، للتأكد من سلامة هذه الأغذية في المناطق التي تعرضت لانقطاع متكرر في التيار الكهربائي. وأكد المهندس سلطان عبد الله المعلا مدير عام بلدية الشارقة أن البلدية اتخذت كل الترتيبات اللازمة لتكثيف الحملات الخاصة بمراقبة الأسواق والمحال التجارية. وأوضح أن المعايير الرقابية تسعى إلى تحقيق غذاء آمن وصحي للمستهلك عن طريق المتابعة الدورية والمفاجئة على المواقع العاملة في الأنشطة الغذائية، للوقوف على مدى مطابقتها للاشتراطات الصحية وصلاحية المواد الغذائية المعروضة طوال العام. وأشار المعلا إلى أن هناك كثيراً من العقوبات المعمول بها في بلدية الشارقة تتدرج من المخالفة المالية إلى الإغلاق الإداري أو النهائي في حال تكرار المخالفة وعدم الالتزام، داعياً الجمهور إلى الاتصال الفوري بمكتب الطوارئ الذي يعمل على مدار الساعة في حال وجود أي مخالفة على السلع الغذائية على هاتف 993.