الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفصة أم المؤمنين.. نزلت فيها آية التحريم

8 يونيو 2017 17:29
محمد أحمد (القاهرة) كان موقف أم المؤمنين حفصة مع النبي صلى الله عليه وسلم سبباً في نزول آية التحريم، فقد كان تحريم الرسول لزوجته مارية لإرضاء حفصة، اشتهرت بالصوَّامة القوَّامة، لُقِّبت بحارسة القرآن، فقد حُفظت عندها النسخة التي جُمعت في عهد أبي بكر الصِدِّيق، ثم أعارتها إلى عثمان بن عفان عندما أراد نسخ المصاحف، روت عدداً من الأحاديث، وروى عنها عدد من الصحابة. هي حفصة زوج الرسول، بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أمها زينب بنت مظعون، ولدت في مكة قبل البعثة بخمسة أعوام أي قبل الهجرة بـ 18 عاماً، حين كانت قريش تجدد بناء الكعبة المشرفة، وتوفيت في عهد معاوية بن أبي سفيان ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين، وزكتها عائشة - رضي الله عنها - فقالت: «إنها ابنة أبيها». تزوجت حفصة وهيَ صغيرة من الصحابي خنيس بن حذافة السهمي، صاحب الهجرتين، إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وفي هذه المرة هاجرت معه وكانت زوجة صالحة، شارك زوجها في غزوة بدر وأصيب فيها ثم توفي. حزن عمر بن الخطاب على حالها لترملها صغيرة السن، فلما انقضت عدتها ذهب ليعرض خطبتها على أبي بكر الصديق، وعثمان، فرفضا، فحزن حزناً شديداً، وذهب يشتكيهما للرسول، فكان رده بأنه سيتزوج حفصة من هو خير من أبي بكر وعثمان، وسيتزوج عثمان بمن هيَ خير من حفصة «-السيدة أم كلثوم ابنة رسول الله-»، فعلم عمر برغبة النبي في الزواج بابنته، وجاءه أبو بكر وبيَّن له أنه كان على علم بالأمر، لكنه ما كان ليفشي سر الرسول. اشتهرت السيدة حفصة بالغيرة على رسول الله، بعد زواجه منها، فالغيرة في فطرة المرأة، وغضبت لما علمت أن الرسول قد خلا بالسيدة مارية القبطية - زوجته وأم ولده إبراهيم - في بيتها وفي يومها، فقالت يا رسول الله لقد جئت إلى بشيء ما جئته أحد من أزواجك، فقال النبي: «ألا ترضين أن أُحَرّمها فلا أقرَبُها أبداَ؟»، قالت حفصة: بلى، فحرمها الرسول، وقال: «لا تذكري ذلك لأحد»، فذكرته لعائشة - رضي الله عنها - فأظهره الله عليه، وكان ذلك سببا في نزول الآية، قال تعالى في سورة التحريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)، «الآيات: 1 - 4»، قال ظلت حفصة مرجعاً لأكابر الصحابة لعلمها وفضلها، حتى أن أباها عمر سألها عن أقصى مدة تحتمل فيها المرأة غياب زوجها عنها فأجابته، بأنها أربعة أشهر. مما يروى عن فصاحتها رضي الله عنها ما قالته لأبيها لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على رب رحيم ولا تبعة لأحد عندك ومعي لك بشارة لا أذيع السر مرتين ونعم الشفيع لك العدل لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك وعفاف نهمتك وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©