الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغبار» يسبب متاعب صحية واضطرابات مزاجية ونفسية

«الغبار» يسبب متاعب صحية واضطرابات مزاجية ونفسية
8 ابريل 2013 08:44
تعرضت دولة الإمارات أمس الأول، لموجة من الأتربة والغبار أعقبها سقوط أمطار غزيرة رافقها البرق والزوابع الرعدية، حيث تشكلت السحب الركامية الممطرة. ومن ثم سارع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بالدعوة إلى ضرورة أخذ الحيطة وتوخي الحذر على الطرق الخارجية، وتجنب ارتياد شواطئ البحر لاضطراب الأمواج وارتفاعها، وتفادياً للحوادث، وتجنباً للتعرض لأي أضرار محتملة. وهناك كثير من الدراسات النفسية والطبية والاقتصادية تؤكد وجود صلة قوية بين «الطقس» السائد والحالة النفسية والصحية ومستوى أداء الشخص وحيويته وإنتاجه، بل ويؤكد كثير منها متانة الصلة بين المناخ وحالة الإبداع الإنساني بكل صوره. لقد تبين أن هنالك علاقة وثيقة بين الهواء الذي نتنفسه وبين المزاج، فالشعور بالنشاط أو بالفتور يتصل اتصالاً وثيقاً بالجو، وبما يحويه من دقائق مكهربة، تحمل شحناتها الموجبة والسالبة، وتصلنا محملة بالأتربة والرياح الغبار وقطرات الماء، وهو ما فسره البروفيسور الألماني دسور، بأن المرضى الذين يتعرضون للدقائق التي تحمل شحنات موجبة يشعرون بالتعب والإعياء والدوار والصداع، ومتى أزيلت هذه الدقائق من الهواء، وجرى تعريضهم للدقائق السالبة، شعروا بالنشاط والانشراح والحيوية. وبحسب دراسات مماثلة، فإن أعراضاً مرضية تصيب الإنسان من جراء التغيرات المناخية، وتتلخص بشكل عام في شعور المرء بالإجهاد، والملل، ونوبات الصداع، والحساسية، والاكتئاب والشعور بالمزاج السيئ، والافتقار إلى مشاعر الفرح والسعادة، لأن في حالة التغيرات والتقلبات المناخية المفاجئة والسريعة، فإن الجسم لا يأخذ الفترة الكافية لا طبيعياً ولا فسيولوجياً في التأقلم على ذلك التغير. وفي هذا الإطار يقول الدكتور عبد الحميد النشار، استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في أبوظبي: من الطبيعي أن هذه الحال تلقي بظلالها على صحة الناس، وحالاتهم المزاجية والنفسية. ويضيف قائلاً «إن تأثر الجسم بدرجات الحرارة ارتفاعاً وانخفاضاً، وحالة التغير المناخي التي شاهدناها، يرجعان في الأساس إلى المستقبلات والأجهزة الاستشعارية الموجودة في الأوعية الدموية، وهي مستقبلات ميكانيكية، يتم من خلالها إرسال رسائل إلى الجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بترجمتها حتى يتعرف إليها الجسم، وعندما يتعرض الإنسان إلى تقلبات الضغط أو أي أذي فإنها تستقبل إشارات التغير التي تعرض لها الجسم ولا تستطيع تفسير ذلك، فتظهر على الجسم أعراض مرضية». وأشار في هذا الصدد قائلاً: «هناك كثيرون يتأثرون بتقلبات الطقس، وتظهر عليهم علامات الكآبة، ويتقلب مزاجهم حتى ولو أن هذه التقلبات ظرفية، فنجد أحياناً حالات يتزايد فيها الشعور بالإحباط والتوجس وسرعة التوتر العصبي، وترجع أسباب الظواهر النفسية إلى تعطيل زائد أو استحثاث زائد لخلايا القشرة المخية». ويضيف الدكتور النشار «إن هذه الفترة من العام ترتبط بموسم (الطلع)، وهو موسم تلقيح النخيل، حيث تساعد تلك الرياح انتقال (البار)حبوب اللقاح بين النخيل، وعادة ما يقترن هذا المناخ بمظاهر وشكاوى صحية عديدة، ويشكو الناس من تلوث الهواء بالأتربة الناعمة العالقة به، وتسبب أمراض الجهاز التنفسي من حساسية والتهابات، وكذلك التهابات الجلد والتهابات العين والتهابات الأنف التحسسية، وضيق التنفس، والتهاب القرنية، والإصابة بنزلات البرد، وآلام وحساسية الأذن، ولعل الأطفال هم أكثر المتضررين من الحساسية الاستنشاقية التي تلعب الوراثة دوراً في الاستعداد للإصابة بها».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©