الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نورة صابر المزروعي: الأسئلة أخذتني إلى القراءة

نورة صابر المزروعي: الأسئلة أخذتني إلى القراءة
10 يونيو 2017 23:23
فاطمة عطفة (أبوظبي) للقراءة أهمية بالغة في تأسيس الشخصية الثقافية عند كل إنسان، كما هي عند الكتاب والمبدعين في حقول الأدب والمعرفة، ودولة الإمارات تولي الثقافة رعاية كبيرة، وتوفر لها بيئة خصبة، وتعنى، عناية خاصة، بتشجيع كل ما يؤدي إلى تنشئة جيل جديد يحب القراءة ويتزود بأنواع المعارف المختلفة. في هذا الحوار نتوقف مع الكاتبة الدكتورة نورة المزروعي، الأستاذ المساعد في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وفي كلية آداب وعلوم الاستدامة والعلوم الإنسانية في جامعة زايد، لنطلع على شيء من تجربتها في القراءة. تقول نورة: «كانت لديّ دائماً تساؤلات حول أمور كثيرة، أبحث عن تفاصيل الأشياء. والدي لم يكن عنده إجابات وهو من حفظ القرآن من أبيه. الوالدة أيضاً تعليمها بسيط، لذلك نشأت في بيئة كلها تساؤلات دون إجابات كافية». ولم تجد نورة الرد على تساؤلاتها إلا في الكتب والجامعة. ذهبت إلى مكتبة «زايد الوطنية» في مدينة العين واشترت ثلاثة كتب: «قصة الأديان»، وكتاب عن المسيحية، وثالث عن اليهودية، وتضيف: «لما دخلت البيت ورأت أمي هذه الكتب سألت: «هل عندك بحث؟». قلت: لا، أنا أريد أن أقرأ عن ابن بطوطة. عادت الوالدة متسائلة باستغراب: «ليش ابن بطوطة، كان مسيحي أو يهودي؟» قلت لها: أنا أحب أن أقرأ. لكنها لم تقتنع وأخذت الكتب مني». وتابعت نورة: «كانت هذه بداية اكتشاف القراءة خارج الدراسة». وأضافت موضحة: «رغم أن الوالدة لم تعرف مضمون هذه الكتب، لكنها رأت أنها أعلى من مستوى تفكير طالبة في المرحلة الثانوية، فطلبت مني إرجاعها، وفعلاً أرجعت الكتب إلى المكتبة، بعد أن اعتذرت لهم». وتستحضر نورة تلك الذكرى متأملة: «اليوم، أتساءل: لماذا اشتريت هذه الكتب؟ ربما لأن علاقتي قوية بوالدي، وهو لم يستخدم يوماً العصا للتعامل معنا، ورغم أنه كان إمام مسجد ويقرأ القرآن بصوت مسموع، لكنه لم يفرض علينا أي شيء، حتى وقت صلاة الفجر، يدق علينا الباب قائلاً: «حان وقت الصلاة لمن يريد أن يقوم»، ولم يستخدم أسلوب الإكراه أبداً. من خلال هذه التجربة، أدركت - وقتها - أن بيتنا لا يريد أن يغير طريقة الحياة، وأنا أريد أن أقرأ، وبدأت بتحقيق هذه الرغبة مع دخولي إلى الجامعة لدراسة علوم الدبلوماسية. وهنا أيضاً كان فيها تساؤلات: لماذا تقرئين غير كتب المنهاج؟ ولم يكن في محيطنا تشجيع على القراءة. لكن الدكتورة المزروعي تؤكد أن الكتاب هو الذي يعطي دون أن يأخذ، وتضيف قائلة: اكتشفت معنى القراءة وفائدتها في الغربة، عندما غادرت لاستكمال دراستي العليا، كان الكتاب صديقي الوحيد الذي استقيت منه المعرفة، هناك أدركت أهمية أن (أَقرأ)، مؤكدة كلمة (أقرأ). ويبقى الحوار ضمن الاهتمام الرسمي بالقراءة والنقلة الثقافية والمعرفية التي تعمل عليها الدولة، وتقول: مبادرة «اقرأ» كان لها أهميتها حين جاءت، وأنا شخصياً بدأت أشعر أن طلابي بدأوا يهتمون بالكتاب والقراءة، وأنشأنا «نادي القراءة»: نأخذ كتاباً، وبعد قراءته نناقشه ونحلل مضمونه، كما تشير إلى معارض الكتب التي تقام في الدولة، مبينة أن لها أهمية في تأسيس وانتشار حب القراءة واقتناء الكتب. وترى نورة أن القراءة لا تقتصر على كتب الأدب، بل هي أوسع، وتشمل كتب العلوم والفنون والاقتصاد أيضاً، لافتة إلى أن الثقافة الموسعة هي الأفضل، ويبقى لكل شخص اهتمامه واختصاصه، لكن بشكل عام، القراءة تظل ذات قيمة كبيرة يحتاجها أي شخص ومهما كان مجال عمله. وعن تدريس الطلاب وإعدادهم للعمل في السلك الدبلوماسي، تقول: العمل الدبلوماسي يحتاج إلى شخص مثقف، الشخص المثقف هو الأنجح في عمله لأن اطلاعه وثقافته تساعده في عمله الدبلوماسي أينما وجد. لذلك في الأكاديمية الدبلوماسية ندرس العلوم الدبلوماسية والعلاقات الدولية، ودراسات شرق أوسطية يكون فيها مجال الاطلاع واسعاً: دين وتراث وتاريخ أيضاً، مؤكدة أن الموهبة لها دور كبير في نجاح الشخص، فإن وجدت الثقافة والموهبة يكون التميز. يشار إلى أن الدكتورة المزروعي أصدرت بالإنجليزية كتاباً بعنوان «الإمارات والمملكة العربية السعودية»، إضافة إلى عملها الأكاديمي في الجامعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©