سارعت سوريا أمس الى نفي ما تردد عن موافقتها على نشر صواريخ روسية على أراضيها في مواجهة نشر الولايات المتحدة درعا صاروخية شرق أوروبا· في وقت أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها الشديد من احتمال بيع أسلحة روسية الى سوريا·
ونسبت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت قوله للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال اتصال هاتفي بينهما ''إنه من المؤسف أن يشتري الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة ستدمرها أسرائيل والأفضل لسوريا المضي قدما في مفاوضات السلام''·
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول قوله ''إنه لا صحة لما تروجه بعض وسائل الإعلام بأن سوريا وافقت على نشر صواريخ اسكندر فوق أراضيها''· وأضاف ''ان هذا الموضوع لم يطرح إطلاقا على جدول أعمال محادثات القمة بين الرئيسين الأسد وميدفيديف في موسكو''·
وكانت وسائل إعلام روسية نقلت عن الأسد قوله ''إن سوريا مستعدة للتفاوض على نشر صواريخ اسكندر أرض-أرض متوسطة المدى القادرة كذلك على الوصول إلى إسرائيل''· وقال وزير الخارجيـــــة الروسي سيرجي لافروف إن بلاده مستعدة لأن تبيع سوريا ''أسلحة دفاعية لا تخل بميزان القوة الإقليمي''·
ونقلت وكالة ''انترفاكس'' للأنباء عن مصدر دبلوماسي قوله إن سوريا مهتمة بالنظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي ''بانتسير-ا'' ونظم صواريخ ''بوك-أم''1 أرض جو متوسطة المدى وطائرات عسكرية ومعدات أخرى·
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود أمس ''أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق الشديد من احتمال بيع أسلحة روسية الى سوريا· وقال ''نحن طبعا قلقون بشدة حيال معلومات مفادها أن روسيا قد تبيع سوريا أسلحة وأنظمة تسلح وقلنا دائما للروس إنه ينبغي عدم مواصلة عمليات البيع هذه، فهي لا تساهم في الاستقرار الإقليمي، ومجددا، احضهم على عدم مواصلة هذه العمليات اذا كانوا ينوون القيام بها''·
من جهة ثانية، أعلن مصدر إسرائيلي أن أولمرت يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى روسيا بداية سبتمبر المقبل تلبية لدعوة تلقاها من ميدفيديف·
وقالت صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' إن هدف الزيارة هو اقناع روسيا بعدم بيع أسلحة حديثة لسوريا· لكن الناطق باسم الحكومة مارك ريغيف رفض تأكيد هذه المعلومات واكتفى بتأكيد مكالمة هاتفية أجراها أولمرت الاربعاء مع ميدفيديف·
وقالت ''يديعوت أحرونوت'' إن أولمرت أكد في الاتصـــــال الهاتفي مع ميدفيديف ''أنه من المؤسف أن يشتري الرئيس السوري أسلحة ستدمرها إسرائيل وأن من الأفضل لسوريا المضي قدما في مفاوضات السلام غير المباشــــرة مع إسرائيل· بينما جدد الرئيس الروسي من جانبه الحديث عن فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام تستضيفه موسكو·
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية ''نحن ندرك تماما أن روسيا قوة عظمى والمشكلة هي إن عودتها على الساحة الدولية لا تضمن لها أن تلعب دوراً بناء في مستقبل الشرق الأوسط''·
وأضاف طالبا عدم كشف هويته ''من الصعب تصديق حسن نية روسيا عندما يتبين رغم نفي موسكو أن أسلحة روسية بيعت الى سوريا وصلت الى حزب الله اللبناني''·
وندد المسؤول بالسياسة الروسية تجاه إيران، قائلا ''إن روسيا تواصل بيع التجهيزات العسكرية لإيران ولا تطبق العقوبات الدولية الرامية الى منعها من امتلاك السلاح النووي''· الا أنه دعا الى عدم تضخيم الأزمة مع روسيا، مشددا على أن إسرائيل أخذت في الاعتبار مطالب روسيا الرامية الى الحد من مساعدة جورجيا عسكريا·
عدد اليوم
