10 ابريل 2012
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - رفض ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس دعوة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى عقد اجتماع طارئ للقادة العراقيين، كان الزعيم الكردي ألمح فيه إلى أن تلبية حضوره قد تجنب المالكي سحب الثقة من حكومته. وأكد الائتلاف من جهة أخرى أنه معني فقط بمبادرة رئيس الجمهورية جلال طالباني وسط تفاقم الأزمة السياسية بين الفرقاء العراقيين، فيما قتل سبعة أشخاص وأصيب أربعة آخرون أمس باعتداءات في عدة محافظات عراقية، و اختطف مسلحون عنصرين من قوات الصحوة وجنديا عراقيا في محافظة نينوى.
وأعلن النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد سعدون الصيهود في بيان أن “التحالف الوطني مع الاجتماع الوطني الذي دعا إليه طالباني في بغداد لحل المشاكل العالقة مع الكتل السياسية، وبين المركز والإقليم، وكذلك صلاحيات مجالس المحافظات والمناطق المتنازع عليها والنفط والغاز تحت مظلة الدستور، وليس معنيا بالاستجابة لأية دعوة سواها ومن أي شخص كان”.وكان بارزاني قال في تصريحات صحفية إنه سيدعو القادة السياسيين إلى اجتماع طارئ لـ”مناقشة أوضاع البلد بمسؤولية وبعيدا عن أي مجاملات وإنهاء الأزمة الحالية”، ملوحا بسحب الثقة عن حكومة المالكي رذا رفض الأخير حضوره.
من جانبه دعا نائب رئيس مجلس النواب العراقي عارف طيفور إلى تكثيف الجهود بين الكتل الوطنية للوصول إلى توافقات ومعالجة المشكلات بعيدا عن المصالح الفئوية الضيقة. ودعا قادة الكتل إلى تنفيذ مقترح بارزاني لعقد اجتماع بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) لحلحلة قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.
وأكد طيفور على ضرورة “تكثيف الجهود بين القوائم والقوى الوطنية والسعي من أجل الاستمرار في الحوارات للوصول إلى توافقات وإيجاد حلول مناسبة للمشكلات والملفات العالقة برؤى وطنية خالصة بعيدا عن المصالح الفئوية الضيقة”.
وفي شأن آخر أعلن النواب الخمسة المنشقون عن الكتلة البيضاء عن تشكيل (الكتلة العراقية الحرة)، مؤكدين وجود مباحثات مكثفة مع بعض النواب من كتل متنوعة للانضمام إلى الكتلة الجديدة.
وقال النائب قتيبة الجبوري خلال مؤتمر صحفي أمس “من أجل أن نكون أحرارا في اتخاذ قداراتنا بعيدا عن الإملاءات الشخصية، نحن النواب الخمسة قتيبة الجبوري ومحمد الدعمي وعالية نصيف وآمنة سعدي وزهير الأعرجي، نعلن بعد تجميد عضويتنا في الكتلة البيضاء تشكيل الكتلة العراقية الحرة”.
أمنيا قتل شرطي وعنصر أمن في حماية المنشآت بهجومين مسلحين منفصلين بمدينة الموصل بنينوى. كما قتل مدني بهجوم مسلح في حي البلديات شمال المدينة، وأصيب جندي بجروح أيضا بسقوط قذيفتي هاون على مبنى محطتي التلفزيون الحكومية في حي الكرامة شرق الموصل. ونصب مسلحون مجهولون كمينا واختطفوا عنصرين في قوة الصحوة وجنديا في الجيش في قرية تلول الباج التابعة لقضاء الشرقاط جنوب الموصل.
وفي قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين قتل أحد قادة الصحوة وعنصر في الصحوة بهجوم مسلح نفذه ثلاثة مسلحين يضعون أقنعة فتحوا النار على سيارتهم في أحد شوارع القضاء. وأصيب مدني بانفجار عبوة ناسفة استهدفت منزل قاض في الحي العصري وسط قضاء بيجي، فيما أبطلت قوة من وحدة مكافحة المتفجرات مفعول عبوة ثانية.
وفي التأميم قتل أحد المزارعين وأصيب اثنان آخران بانفجار عبوتين ناسفتين بالتزامن على سيارة مدنية قرب قرية العزيرية التابعة لناحية تازة جنوب كركوك. وفي بعقوبة بمحافظة ديالى قتل أحد عناصر الصحوة بانفجار عبوة لاصقة على سيارته الخاصة في ناحية بلدروز.
وفي محافظة القادسية تعرض مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني شمال مدينة الديوانية، لهجوم بقنابل يدوية ألحقت أضرارا مادية ببناية المقر. وفي محافظة بابل أحبطت قوة أمنية محاولة لتفجير منزل رائد في الشرطة في حي الأكرمين وسط الحلة بعبوة ناسفة دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية.
إلى ذلك مرت الذكرى التاسعة لاجتياح العراق أمس وسط أزمات عدة يشهدها البلد، واستذكر العراقيون أمس بمرارة سقوط عاصمتهم بغداد قبل تسع سنوات، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص حسب إحصاءات لمنظمات محلية ودولية بتبادل صور الاجتياح، والأحاديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة استبيان الدروس. وتظاهر العشرات في ساحة التحرير مطالبين بحقوقهم.
ورغم أن الحكومة العراقية لم تمنح الشعب العراقي عطلة رسمية بمناسبة سقوط النظام السابق والتي دعا إليها العديد من السياسيين ممن كانوا يرون أن سقوط النظام ودخول القوات الأميركية يعد تحريرا للعراق، إلا أن عددا من منظمات المجتمع المدني وعشرات من العراقيين تظاهروا أمس في ساحة التحرير وسط بغداد مطالبين الحكومة العراقية بالإفراج عن المعتقلين، ومحاربة الفساد، وتأمين العيش الكريم للشعب الذي صبر على مدى السنوات التسع الماضية دون نتيجة.
وتبادل العراقيون أمس أيضا على مواقع الفيس بوك وتويتر صورا وأحاديث عن هذه الذكرى الأليمة، وكان بعض هذه الصور التقطت بشكل خاص بكاميرات العراقيين إبان دخول القوات الأميركية للبلد. وعد الكثير من العراقيين هذه الذكرى مجالا للاستقراء عما حصل في بلادهم خلال السنوات التسع المنصرمة من عمر حكوماتهم التي أعقبت نظام صدام حسين.
وشدد الحزب الإسلامي العراقي على ضرورة تصحيح الأخطاء التي أوجدها الاجتياح الأميركي، وقال إنها “تقع على عاتق الأطراف السياسية العراقية التي تمسك بدفة الحكم”. وقال بيان للحزب “في مقدمة الإجراءات المطلوبة تحقيق الوئام الوطني، وإيقاف محاولات التفرد بصناعة القرار، وإيجاد الشراكة الحقيقية في إدارة البلد، وضمان حقوق العراقيين جميعاً ورفع الظلم الواقع على الآلاف منهم، وتحقيق التوازن والعدل بين جميع محافظات العراق لأنها لا تخص أحدا دون آخر وهي ملك للعراقيين جميعا، وقبل كل هذا وذاك ضمان حياة كريمة للعراقيين”.
وأضاف البيان “أن الظروف اليوم مواتية للنجاح في كل تلك المتطلبات عبر القيام بمراجعة شاملة للأداء في كل الجوانب والعمل الجدي على تجاوز مواطن الخلل عبر عمل وطني جماعي لا يقصي أو يستثني أحدا”.
على الصعيد نفسه قالت النائبة المستقلة صفية السهيل إن “العراقيين ينتظرون استكمال فرحتهم بسقوط الدكتاتورية، يوم يتحرر العراق من كل الإرهابيين والفاسدين والمفسدين والانتهازيين، كي يطووا صفحة الماضي بظل دولة الشعب والعدالة لا دولة الكتل والأحزاب التي غلبت مصلحة فئات على حساب مصلحة شعب تواق إلى اليوم الذي يستكمل فرحته وحريته وكرامته وحقوقه”.
عدد اليوم
