الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع الأجور في الصين يدعم اقتصاد الاستهلاك

ارتفاع الأجور في الصين يدعم اقتصاد الاستهلاك
17 يونيو 2010 21:49
أجبرت إضرابات العمال غير المثبتين في الصين واستياؤهم أرباب العمل على زيادة الأجور، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة ارتفاع أسعار السلع الصينية في الغرب، وقال خبراء إن هذه الزيادة قد تحسن اقتصاد الصين بسبب الدعم الذي قد تقدمه للاستهلاك المحلي. وكانت الإضرابات التي شهدتها الصين مؤخراً لزيادة أجور العمال قد زادت من المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار على المستهلكين في الخارج للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والمنتجات الصناعية الأخرى. لكن وفقاً لتقديرات خبراء، تشكل تكلفة العمالة ما بين 5 إلى 10% فقط من السعر النهائي لمعظم السلع الصناعية. وحتى الزيادة الكبيرة في الأجور سيكون لها تأثير ضئيل على نفقات التشغيل ويتم تعويضها بشكل أكبر من خلال تحسين الإنتاجية، ودفعت كل من زيادات الأجور والتقارير بوجود نقص عمالة في دلتا نهر بيرل والتغيرات السكانية المتوقعة مع انضمام عدد أقل من الشباب للقوة العاملة إلى الخوف من انتهاء عهد العمالة الرخيصة في الصين والنمو المرتبط بها. وجاء في تحليل أصدرته مؤخراً مؤسسة “سويس انفستمنت هاوس يو بي إس” المالية “المخاوف تتزايد بشكل مبالغ فيه”، وقال خبراء صينيون إن زيادة الأجور لن تتسبب في هجرة المصانع إلى دول أخرى باستثناء محتمل يتعلق ببعض القطاعات الأكثر كثافة من ناحية العمالة، وأوضح الخبراء: من المرجح جداً أن تتجه مصانع الإنتاج إلى مناطق أخرى أكثر فقراً في الصين حيث لا تزال الأجور المتدنية مقبولة هناك. وبينما يرفض الخبراء المخاوف المرتبطة بزيادة الأجور، فإنهم قالوا أيضاً إن الأجور الكبيرة سوف تساعد الصين من خلال زيادة الاستهلاك المحلي وخفض اعتمادها على الصادرات. وقال بين سيمبفين دورفر الخبير الاقتصادي الصيني لدى شركة “رويال بنك أوف سكوتلاند جروب” المالية إن “التغيير يجب أن يحظى بالترحيب”، وأضاف أن “العمالة رخيصة للغاية في الصين وفي بقية آسيا، ما يجعل من الصعوبة التحول إلى نموذج النمو الذي يقوده الاستهلاك”، ورأى سيمبفن دورفر أن توفر علاقة أفضل بين الأرباح والأجور من ناحية وقوة الأداء الاقتصادي من ناحية أخرى هو شرط ضروري لتحفيز الطلب الداخلي على المنتجات. ويتفق في ذلك تقرير “يو بي إس” الذي قال إن “ارتفاع الأجور سوف يساهم في زيادة دخل الأسر عموماً وتعزيز الاستهلاك”، مضيفاً أن مثل تلك التطورات سوف تتماشى مع الهدف الرسمي للحكومة بإعادة التوازن للاقتصاد المحلي. ويطالب العمال في أنحاء الصين بزيادة الأجور متأثرين في ذلك بنجاح الإضرابات الأخيرة في مصانع تابعة لشركة “هوندا موتور” اليابانية للسيارات. وكانت شركة “فوكسكون تكنولوجي جروب” لإنتاج الأجهزة الإلكترونية قد زادت بشكل كبير أيضاً أجور عمالها بعد سلسلة من حوادث الانتحار بمصنعها في مدينة شينشين بجنوب شرق البلاد. وأعرب رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عن تعاطفه مع العمال المهاجرين من الريف بحثاً عن عمل في مصانع المدن الكبرى، وقال للعمال في موقع إنشاء لخط أنفاق في بكين الأسبوع الماضي إن “العمال المهاجرين ينبغي رعايتهم وحمايتهم وتقديم الاحترام لهم خاصة جيل الشباب”. وقام نحو 20 إقليماً وبعض المدن الكبيرة بالفعل بزيادة الحد الأدنى للأجور بها بنسبة وصلت إلى 28% ليصل الأجر إلى 1200 يوان أو 175 دولاراً في الشهر. وتعرض الاتحاد العمالي الرسمي الذي كان على مر التاريخ يقف إلى جانب أرباب العمل والحكومة لضغوط متزايدة لبحث شكاوى العمال، وقالت صحيفة “تشاينا ديلي” في تعليق مهم لها إن “نقابات العمال لم تفعل سوى القليل لحماية مصالح العمال”، وقالت إنها، أي النقابات، “أصبحت أكثر اهتماماً بشأن التقليل من شكاوى الموظفين من أجل انسجام العلاقات مع الإدارات”. وتتخوف الصين من حدوث انتفاضة محتملة أو حركة عمالية مستقلة مدركة دور نقابة التضامن المستقلة البولندية في تقويض النظام المدعوم من الاتحاد السوفييتي هناك في ثمانينيات القرن الماضي. والمضربون الصينيون اليوم أكثر تنظيماً ويعرفون حقوقهم ويتواصلون فيما بينهم عبر الهواتف المحمولة والرسائل القصيرة ويعرفون بالضبط ما يحصل عليه نظراؤهم من العمال في اليابان أو أي مكان آخر وذلك بفضل شبكة الإنترنت. إضراب في مصنع لـ «تويوتا» بالصين بكين (رويترز) - أدى نزاع عمالي في الصين إلى إغلاق مصنع لتوريد مكونات السيW ارات لشركة تويوتا موتور لفترة وجيزة الثلاثاء الماضي. وقال متحدث باسم شركة تويوتا جوسي أمس إن إضراباً أدى إلى إغلاق مصنعها في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية القريبة من بكين يوم الثلاثاء، لكن الموظفين عادوا للعمل في اليوم التالي بعدما وافق المديرون على مناقشة زيادة الأجور. وأضاف أن الشركة المملوكة بنسبة 43 بالمئة لتويوتا والتي تورد قطعاً مثل مكونات الأبواب للسيارات الصغيرة لم تتخلف عن جدول الإنتاج لأنها ألغت عطلة كانت مقررة يوم الأربعاء. وقالت متحدثة باسم تويوتا أيضا إن لدى شركتها مخزوناً من القطع الاحتياطية يسمح لها بالتعامل مع المواقف الطارئة في مصانعها الرئيسية في تيانجين.
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©