لا تزال قضية مزارع شبعا اللبنانية التي تحتلها اسرائيل تراوح مكانها وسط ارتباطها بسلسلة من التعقيدات بداية بمحادثات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل والعلاقات بين بيروت ودمشق وانتهاء بمستقبل ''حزب الله'' اللبناني كقوة مسلحة·
وعلى الرغم من اعلان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في يونيو الماضي ''ان الوقت قد حان للتعامل مع قضية مزارع شبعا''· غير أنه لم تظهر أي بادرة على حدوث انفراجة في هذه القضية التي أصبحت أهم نزاع بين اسرائيل ولبنان بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى بين ''حزب الله'' واسرائيل في يوليو·
ولم يهاجم مقاتلو ''حزب الله'' محتلي مزارع شبعا منذ حرب يوليو ·2006 وتولت قوات تابعة للأمم المتحدة وقوات لبنانية السيطرة على المنطقة عقب الصراع·
وقالت دمشق خلال القمة السورية اللبنانية الاخيرة ''إن حدود مزارع شبعا البالغ مساحتها 27 كيلومترا مربعا لا يمكن ترسيمها الا بعد انسحاب اسرائيل''· وكانت الامم المتحدة ارسلت بعد حرب يوليو 2006 خبراء رسم الخرائط لمراجعة المزاعم المتضاربة لكن النتائج التي توصلوا اليها لم تعلن رغم انهم أكملوا عملهم العام الماضي وهو مؤشر على مدى تعقيد وحساسية القضية·
واقترحت الحكومة اللبنانية أن تعيد اسرائيل المنطقة لتخضع لسيطرة مؤقتة للأمم المتحدة الى أن تستطيع بيروت ودمشق توضيح وضعها· ورفضت اسرائيل الفكرة، كما رفضت مطالبة لبنان بمزارع شبعا قائلة ''إن الأمم المتحدة تعتبرها جزءا من مرتفعات الجولان السورية''·
لكن مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قال لوكالة ''رويترز'' إن النزاع على الأرض يمكن أن يطرح في أي مفاوضات مستقبلية مع لبنان او سوريا· واضاف ''نرغب في مناقشة اي قضية يريدون طرحها على الطاولة في إطار محادثات السلام مع لبنان··ومن الواضح أننا حين نعقد محادثات سلام مع السوريين وآمل أن نجري محادثات مباشرة مع السوريين سيكون علينا الاتفاق في النهاية على حدود بين دولتينا وبالتالي يطرح الجانبان رؤاهما بشأن الأرض على الطاولة''·
عدد اليوم
