الأمسيات البرية في العين.. تعايش متناغم مع الطبيعة

يستقبل متنزه العين للحياة البرية أشهر الصيف بمفاجآت سارة لرواده والسياح، حيث افتتح المتنزه منذ مطلع مايو برنامج “الأمسيات البرية” بأجوائها الليلية الممتعة وفعالياتها المشوقة التي تستقطب كل ليلة آلاف الزوار من أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها والسياح فيها. وذلك بدءاً من الساعة الرابعة عصراً حتى منتصف الليل خلال أيام الأسبوع. فيما تتحول الأمسية إلى أصبوحة تتواصل فعالياتها من الساعة العاشرة صباحاً وحتى منتصف الليل أيام الجمعة. خلال حضور الأمسيات البرية، لاحظنا جهود إدارتي المتنزه وبرنامج الأمسيات لتقديم تشكيلة واسعة من الفعاليات الترفيهية المخصصة لأشهر الصيف. حيث يستمتع الزائر -مثلي- بمشاهدة كيفية إطعام التماسيح وطيور البطريق وحيوانات المنطقة العربية والأفريقية المتنوعة في أوقات الغروب وحتى المساء. وكذلك يشاهد لأول مرة كيف تمت إنارة بيت القطط الكبيرة، والذي يؤوي الأسد الفهد والنمر الأرقط وأسد الجبال. وكذلك مشاهدة ممشى الديناصورات، حيث تضفي المؤثرات الخاصة من إضاءة وموسيقا وديكورات أجواء ملؤها المتعة والإثارة وترقب كائناته المخيفة. ومن وسط الضباب الكثيف تفاجئ الأسود زوار الأمسيات بزئيرها المدوِّ وتطل برؤوسها الضخمة من بين الظلال، وتختال أمامهم بمشيتها. إضافة إلى عروض أخرى للأسود البيضاء المدهشة، وعرض الطيور المميز، خاصة الصقور التي يشرف عليها اختصاصيون في المقناص وتدريب الصقور. حول فكرة “الأمسيات البرية” يشير د.فريدريك لونيه- المدير التنفيذي لمتنزه العين للحياة البرية “يعتبر المتنزه أحد أكثر الوجهات السياحة ريادة في الإمارات، لذا سعينا ونسعى دائماً إلى تقديم كل ما هو جديد ومميز لنضمن لزوارنا قضاء أمتع الأوقات في أجواء المرح والترفيه لجميع أفراد العائلة مع حيوانات لم يسبق عرضها من قبل، ومنها النادر أو المهدد بالانقراض. فضلاً عن مشاهدتهم ممشى الديناصورات المثير، والعديد من الأنشطة الممتعة التي يشرف على تنفيذها اختصاصيون ومشرفون ضماناً لتقديم أوقات ممتعة للزوار يقضونها في ليالي الصيف عبر الأمسيات البرية.. حيث جعلنا مواعيد العمل والعروض في أوقات متأخرة في أشهر الصيف لأنها تلاقي إقبالاً كبيراً وترحيباً ملحوظاً بين الزوار والسياح، فقد زار المتنزه ما يزيد عن 100 ألف زائر في العام الماضي بين شهر يونيو ومنتصف شهر سبتمبر”. يضيف لونيه موضحاً “يقدم المتنزه خلال الأمسيات الليلية البرية -إضافة إلى المتعة والترفيه- فرصة فريدة للتعلم وتجربة حياة مميزة، وجدت على أساس رؤية التعايش المتناغم المقدر للطبيعة واحترام الحياة البرية. كما يتيح ليلة صيفية متميزة لكل الأشخاص الباحثين عن تجربة الحياة البرية والعيش قرب الطبيعة وحيواناتها. فيما يعمل في المنتزه نحو 250 شخصا، في مجال الطب البيطري وعلوم النباتات والعلوم العامة، هذا فضلاً عن المشرفين السياحيين وموظفي فنادق وموظفي أمن ومهن أخرى متخصصة في عدة مجالات، يسعى كل منهم من خلال عمله لتقديم الأفضل للزوار ليتمكنوا من قضاء أمسيات برية فريدة”. .. إلى ذلك يقع المتنزه الذي يضم الأمسيات البرية في مدينة العين على بعد 150 كم شرق دبي وأبوظبي، بالقرب من حدود عُمان، حيث جبل حفيت أعلى قمة في الإمارات. ويعتبر المتنزه امتداد تراث دام أربعين سنة لـ”حديقة حيوان العين” انطلاقا من رؤية -المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فالمتنزه فكرة مترسخة في عمق التراث الثقافي والقيم الأصيلة لإمارة أبوظبي عامة ومدينة العين خاصة. وهو مكان نادر لمعرفة وتجربة الحياة البرية وكيفية الحفاظ عليها، في بيئة صحراوية طبيعية فريدة من نوعها، خاصة أنه يسعى قدما ليصبح محط أنظار العالم في استمرارية التعايش المتناغم مع الطبيعة والحياة البرية.