صالونات تجميل في الشارقة تتحول إلى مراكز طبية بلا رخص

طالبت نساء في الشارقة بضرورة إخضاع قطاع التجميل للرقابة المكثفة، للكشف على المخالفات ابتداء من التقصير بالنظافة، ومروراً بغياب الأيدي الماهرة والمتخصصة، وانتهاء باستخدام مواد تجميلية رديئة وضارة بالصحة وبيع كريمات وخلطات مجهولة المصدر. وأشارت هؤلاء النساء إلى أن صالونات التجميل بدأت تسطو على دور مراكز التجميل الطبية من حيث تقشير البشرة أو عمل التاتو أو المكياج الدائم وبعض العمليات التجميلية كالبوتكس، واستخدام أجهزة الليزر لتنظيف البشرة، وأكدن أن معظم هذه الصالونات باتت تخرج عن نطاق عملها الحقيقي مثل قص وصبغ وتصفيف الشعر أو المكياج وعمل المونيكير والبوديكير. ورأت مهتمات في هذا الشأن أن بعض الصالونات تحولت إلى صيدليات متخصصة في قطاع التجميل تبيع أدوية لتقوية وتنعيم الشعر أو كريمات لتنقية البشرة ولإزالة التجاعيد دون قيد أو شرط. وطالبت أروى حسين، موظفة، بضرورة إلزام الصالونات بتوفير عمالة مدربة، لافتة إلى أن من تجيد وضع المكياج قد لا تجيد التعامل مع صبغة الشعر أو التمليس، ومع ذلك فإن “بعض الصالونات لا تتوانى في السماح لموظفاتها بالتدريب على فروة رؤوسنا”. فيما قالت أماني صالح إن شعرها بدأ بالتساقط بصورة مرعبة عقب قيامها بصبغه في أحد الصالونات، حيث تبين أن الكوافيرة قامت بزيادة كمية الأوكسجين ما أثر على فروة رأسها، إضافة إلى عدم نظافة الأدوات المستخدمة. واعترضت أمل موسى على الآلية المتبعة بالصالونات، حيث إن بعضها تحول إلى مراكز تجميل بالكامل دون أية رقابة من أية جهة، ما يجعل الصالونات تتمادى في تقديم خدمات مثل المكياج الدائم والتاتو، فضلاً عن أن بعض الصالونات لا تراعي أصول المهنة وتفتقر إلى أبجديات الشروط الصحية، ما يستدعي توجيه أنظار الجهات المعنية إلى سلبياتها من خلال حملات تفتيشية منظمة للكشف عن خباياها. وقالت سيدة فضلت عدم الإشارة إلى اسمها: “قصدت أحد الصالونات لتنظيف بشرتي، فإذا بالمسؤولة تستشيرني فيما إذا كنت أرغب في عمل حواجب (تاتو) دائم وحين أجبت بنعم، قالت لي إن البلدية لا تسمح لنا، ولكن يمكن أن نرسمه لك في بيتك أو في الركن المخصص لإزالة الشعر حيث لا يدخله أحد. في المقابل، أقرت صاحبة صالون أشارت إلى نفسها باسم “نادية” بأن بعض الصالونات تمارس أدواراً غير الأدوار المناطة بها، وتتعدى على بعض التخصصات، لافتة إلى أن ذلك ليس غالباً، فهناك عشرات الصالونات تلتزم بالقوانين واللوائح المنظمة للعمل. وقالت الطبيبة لي. لي جونس اختصاصية جلدية إن الشعر والوجه يشكلان النسبة الكبرى في عدد الحالات التي تأتي بقصد العلاج، جراء أخطاء ارتكبتها عاملات في صالونات استخدمت مواد رديئة إلى جانب أيد عاملة غير متخصصة. وعزت الطبيبة الإصابات إلى حزمة من الأسباب في مقدمتها قلة خبرة الموظفة أو استخدام كريمات وصبغات رديئة النوع، فضلاً عن تغييب عامل النظافة وعدم تعقيم الأدوات المستخدمة مثل فراشي الشعر وأدوات البوديكير والمونيكير التي تعتبر أرضية خصبة لنقل عدوى فيروس الكبد البائي أو الأمراض الفطرية مثل الثعلبة وسقوط الشعر. غرامات تصل حد الإغلاق وأكد سلطان المعلا مدير عام بلدية الشارقة عدم تهاون البلدية مع هذا القطاع بسبب ارتباطه المباشر بالصحة، ولفت إلى وجود عدد من المفتشات اللواتي يقمن بجولات دائمة ومستمرة على صالونات التجميل، وأوضح أن الإجراءات بحق الصالونات تأتي ضمن التعاون والتنسيق الدائم مع دائرة التنمية الاقتصادية. وقال إن أبرز المخالفات قيام بعض الصالونات النسائية بممارسة العلاجات التجميلية غير المرخصة أو استخدام مستحضرات وخلطات ممنوعة أو وجود الحمام المغربي والساونا وأجهزة الليزر بشكل غير مرخص. وأشار إلى أنه من المخالفات أيضاً انعدام النظافة وعدم وجود أجهزة تعقيم، لافتاً إلى أنه يتم التعامل مع هذه المخالفات بحسب نوع المخالفة ومدى ضررها على الشخص، حيث يتم إعطاء إنذار لإزالة المخالفة وفي حال عدم تجاوب صاحبة المنشأة يتم فرض غرامة وقد يصل إلى الأمر إلى حد الإغلاق في بعض الحالات. وكان قسم الصحة التابع لبلدية الشارقة أصدر تعميماً موجهاً للزبائن ولصاحبات الصالونات أيضاً، بغية الحد من الظواهر غير الصحية. وينص التعميم الذي تم توزيعه على جميع الصالونات ووضعه في مكان بارز في الصالون على ضرورة الالتزام واتباع الإرشادات المذكورة بغية حماية سلامة الزبونة، حيث ركز التعميم على مسألة النظافة والتأكد من المواد المستخدمة ومنع أيضاً التاتو وعدم استخدام أجهزة ليزر أو مواد تجميل غير مرخصة من وزارة الصحة. رواتب متدنية أكدت بعض العاملات في قطاع صالونات التجميل أنهن يتقاضين رواتب متدنية لا تتجاوز ألفي درهم شهرياً، إضافة إلى عملهن لساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة دون أن يتقاضين بدل عمل إضافي، بحسب نصوص قانون العمل. كما تعاني العاملات من عدم حصولهن على العطل الرسمية والسنوية والمرضية، إضافة إلى تعرض العاملات في صالونات التجميل إلى مشكلات صحية تتمثل في خطورة المواد التي تستعمل في التجميل، إذ إن بعض هذه المواد الكيماوية قد تؤدي إلى الاختناق ومشكلات في التنفس، وكذلك مماطلة بعض صاحبات الصالونات في إجراء إقامة للعاملات.