أحمد مراد (القاهرة)
أكد خبراء إعلام أن الإعلام القطري خاصة قناة «الجزيرة» لعب دوراً كبيراً جداً في الإساءة للعلاقات بين قطر وأشقائها من دول الخليج والدول العربية الأخرى.
وشدد الخبراء على ضرورة أن يتحدث الإعلام العربي عن الدور القطري في دعم الإرهاب ويكشف حقيقتها، وأن يكون هناك إعلام خارجي موجه بصورة قوية وفعالة لتصل هذه الصورة عن قطر للعالم كله كي يساهم في وضع حد لهذه السياسات الداعمة للإرهاب، ولكن في الوقت نفسه لابد من ضبط الإيقاع الإعلامي بحيث يكون هناك خط رجعة لعودة العلاقات بين قطر والدول العربية في حالة تراجعها عن سياساتها العدوانية تجاه الدول العربية.
د. سامي الشريف، وزير الإعلام المصري الأسبق، قال: الواقع يشير إلى أن الموقف السياسي لقطر تجاه بعض الدول العربية وتدخلها السافر في شؤونها الداخلية ومحاولاتها تشجيع الإرهاب والجماعات المتطرفة لارتكاب أعمال عنف داخل هذه الدول هو أمر غير مسبوق، ومن هنا كان الرد حاسما من مجموعة من الدول العربية بقطع العلاقات، وهو رد قوي وحاسم جاء بعد فترة طويلة من ضبط النفس لكنه عندما جاء كان قويا لأنه أتى بشكل جماعي وليس فردي.
وأضاف الشريف: الدوحة تلعب دورا كبيرا في دعم الجماعات الإرهابية ضد العديد من الدول العربية، وإيواء بعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وقد طلبت القاهرة من قطر تسليم هؤلاء الذين صدر بحقهم أحكام قضائية لكن النظام القطري رفض ذلك بتعنت، ولم يتعامل بشكل إيجابي وأخوي مع مطالب مصر.
وتابع: ولو عدنا بالذاكرة لوجدنا أن قناة الجزيرة هي التي بدأت الهجوم وفتحت نيرانها على مصر وعدد من الدول العربية منذ اندلاع ما سمي بـ «الربيع العربي» فكانت تسيء لمصر دائما وتسيء للشعب المصري وباقي الشعوب العربية بشكل غير مقبول، إذ لم يكن الإعلام العربي هو الذي بدأ بالهجوم أو الترويج بأن قطر تدعم الإرهاب.
وأضاف: لم تكن دول مجلس التعاون الخليجي تستجيب لمطالب مصر أو تستمع لشكواها المتكررة من التطاول القطري والتجاوزات التي يقوم بها حاكم قطر، ولم تكن دول الخليج تستجيب لذلك حتى وجدوا ذلك أمام أعينهم وشعروا بأن الخطر يحيط بهم، وأن العمليات الإرهابية بدأت تحدث داخل بلدانهم، وأن قطر تلعب دورا في العمل على إسقاط أنظمة الحكم خاصة في البحرين، وهنا تم اتخاذ هذه الإجراءات الرادعة وقرار المقاطعة وعزل الدوحة.
وطالب الشريف، الإعلام العربي بضرورة ضبط النفس تجاه قطر وعدم الانسياق لمثل أفعالها، قائلا: «في مثل هذه الحالات نطالب بضبط النفس وضبط الإيقاع الإعلامي».
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا، أن الإعلام المصري سبق نظيره العربي في فضح وكشف المخططات القطرية التي تستهدف أمن وسلامة دول المنطقة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، حيث تحدث الإعلام المصري بشكل تفصيلي عن دور قطر في تمويل الجماعات الإرهابية واحتضانها، قبل أن تتخذ عدد من الدول العربية والإسلامية قرارا بمقاطعة الدوحة بشكل كامل وهنا بدأ الإعلام الخليجي –مؤخرا– خاصة السعودي والإماراتي يسلط الضوء على التجاوزات القطرية التي تهدد أمن الخليج ويكشف هو الآخر ألاعيب الدوحة لإسقاط أنظمة الدول الشقيقة وتعاونها مع الأعداء في ذلك.
وأضافت، أنه من الجيد أن يتحدث الإعلام العربي عن الدور القطري في دعم الإرهاب ويكشف حقيقتها، لكن هنا ليس الأهم أن يتحدث الإعلام العربي لأننا كشعوب عربية نعرف هذا الدور القطري جيدا واستوعبناه سابقا، إذ الأمر الآن يحتاج إلى أن يكون هناك إعلام خارجي موجه بصورة قوية وفعالة لتصل هذه الصورة عن قطر للعالم كله كي يساهم في وضع حد لهذه السياسات.
عدد اليوم
