الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين حُمرة الخجل.. وسط هذا الدجل؟!

16 أغسطس 2016 21:57
هل من علاقة بين الدجل والإرهاب؟ في ظني أنها علاقة المعنى الواحد للفظين.. فالدجل هو الإرهاب والإرهاب هو الدجل، وطريق الإرهاب يبدأ بمحطة الدجل والشعوذة. وهذا ما فعله بالضبط أولئك الذين نسميهم أو يسمون أنفسهم الإسلاميين وفي القلب منهم «الإخوان»، فقد بدأت رحلة الإرهاب بسلب عقول الناس وتغيبهم بالدجل والشعوذة والخرافات وادعاء نفر من هؤلاء أنهم الأقرب إلى الله، وأنهم يعالجون الناس بالقرآن والرقية الشرعية ويطردون الجن والشياطين من الأجساد حتى سحروا أعين البسطاء والسذج واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم. والإرهاب والدجل يتطابقان تماماً في استخدام وتوظيف الدين.. فلا يوجد دجل ولا شعوذة ولا إرهاب بلا توظيف للدين، وقد كان الدجل في الأمة العربية على مدى العقود الماضية في قمة نشاطه وازدهاره وشمل كل المجالات بلا استثناء. وكان رافداً قوياً للإرهاب، فبعد عقود طويلة من تغييب الوعي وسلب العقول وضرب القلوب في مقتل، أصبح من السهل تجنيد الناس في معسكر الإرهاب، ولم يكن شيوع الدجل والشعوذة في أمتنا أمراً عشوائياً أو بالصدفة، ولكنه كان ممنهجاً ومدروساً ومخططاً من جانب جماعة «الإخوان» التي انتهجت طريقين للسيطرة على العقول والقلوب هما إطعام الفم وتغييب العقول. وبهذا يتحقق لها مبدأ السمع والطاعة الذي يعد أحد أركانها. وليس من قبيل المصادفة أبداً أن يكون كل أو معظم المعالجين بالقرآن ومتخصصي الرقية التي يقال عنها شرعية ومفسري الأحلام ومحرري الأجساد من الجن ومفجري طوفان وبركان الفتاوى أعضاء في جماعة «الإخوان» أو مناصرين ومؤيدين لها أو متعاطفين معها.. وأن يكون منهم «إخواني» ومنهم من ينتظر.. وليس مصادفة أيضاً ألا يكون أي من هؤلاء خريج أي معهد أو أكاديمية أو جامعة دينية.. بل إن هؤلاء جميعاً عملوا عن طريق الدجل والشعوذة على سحب البساط تماماً من تحت أقدام خريجي المدارس والمعاهد الدينية في الوطن العربي وأقاموا سلطة دينية موازية عن طريق اتهام المؤسسات الدينية الرسمية بأنها تابعة للأنظمة وتضم علماء السلطة. وقد كان الدجل والشعوذة أهم أدوات «الإخوان» ومن لف لفهم من الجماعات الإرهابية في تجنيد الأغبياء وما أكثرهم في جيش الإرهاب، خصوصاً تجنيد النساء، إذ يمكن القول إن الدجل والشعوذة كانا أقرب طرق الإرهابيين إلى قلوب النساء، وهذا يفسر دخول النساء أفواجاً في نفق الإرهاب لأن المرأة يمكن قيادتها والسيطرة عليها بالدجل والكذب لا بالحقائق، وهذا يحدث في الحب والحرب والسياسة والدين إذ لا يميل النساء إلى الحقائق أبداً، ولا يمكن إقناعهن بالمنطق، بينما يمكن إقناعهن بالدجل، وهذا يفسر أن كل أو جل زبائن برامج الدجل، والشعوذة والبرامج الفضائية المسماة دينية، ودكاكين الإفتاء والخرافات من النساء «ولا تجود زراعة الدجل والشعوذة والإرهاب إلا في تربة النفاق.. والدجال والإرهابي منافقان بامتياز، فهما يكذبان في الحديث ويخلفان الوعد ويخونان الأمانة ويغدران بالعهود ويفجران في الخصومة. والدجل والإرهاب هما المسؤولان عن الطائفية والتمذهب في أمتنا العربية، فكل الطوائف والمذاهب والفرق والجماعات تمارس الدجل والشعوذة، وأدخلت في الإسلام ما ليس منه وجعلت الخرافات من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة.. وكل الطوائف والمذاهب والفرق والجماعات تزكّي نفسها على الله، بل مدت نفوذها إلى الآخرة وزعمت أن من يتبعها في الجنة ومن يعاديها في النار.. ولعبت لعبة الهوى والتفسير الخرافي والمزاجي للنصوص.. وقالت إن هذا من عند الله وما هو من عند الله. وقال أتباعها على الله تعالى ما لا يعلمون. واتباع هذه الجماعات ودجاليها يشبه تماماً اتباع المسيح الدجال ويضاهي الشرك بالله عز وجل. ولقد لعبت هذه الفرق الهالكة نفس لعبة اليهود، وأعني لعبة شعب الله المختار، فالمسلمون بسبب هؤلاء الدجالين والإرهابيين ينشرون في كل الدنيا أنهم شعب الله المختار الآن، ويلعبون لعبة خطيرة اسمها: إذا أسلمت فافعل ما شئت فقد غفر الله لك، وإذا اتبعت «الإخوان» أو «داعش» أو «القاعدة» فافعل ما شئت فأنت في الجنة، لأن هؤلاء هم أبناء الله وأحباؤه، وهؤلاء لن تمسهم النار إلا أياماً معدودات. وكل هذه الفرق الهالكة والمهلكة هي التي جعلت الدين مجرد تعاويذ وتمائم وقراطيس وشعارات وهتافات لا توافقها أبداً أفعال. وهي التي ألغت تماماً فكرة الأمة العربية الواحدة منذ تسلمت راية القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي من فريق القوميين العرب. وقد كانت قضية فلسطين في حالة احتضار على أيدي وحناجر القوميين، ثم أجهزت عليها تماماً أيدي وحناجر الإسلاميين الذين جعلوا الصراع عربياً عربياً وألغوا الصراع العربي الإسرائيلي - وجعلوا العداء الوهمي والدجلي لإسرائيل بوابة دخول إيران وغيرها من القوى الإقليمية إلى المنطقة العربية، فكانت قضية فلسطين وتحرير القدس قميص عثمان الذي لبسه الطامعون في هذه الأمة ومدوا نفوذهم فيها بمباركة «إخوانية» و«حوثية»، ومن كل الطوائف السُّنية والشيعية، التي اجتمعت على الدجل والشعوذة والخرافات السياسية المخلوطة بنصوص دينية، ثم كسر عُنقها لتوافق أهواء الإرهابيين والقوى التي يعملون لحسابها، وهكذا ساد الدجل والشعوذة كل المجالات السياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والدينية في أمة العرب، وتكونت فيالق وحركات ومنظمات إرهابية تحمل أسماء القضية الفلسطينية دون أن تلقي حجراً واحداً على إسرائيل، بل وتتحالف معها تحالفات استراتيجية. ورأينا فيلق القدس وأنصار بيت المقدس، وسمعنا هتاف «الإخوان»: شهداء بالملايين على القدس رايحين. وأصبحت قضية فلسطين والقدس وغزة وسيلة دجلية يتبعها «الإخوان» ومن والاهم من الفرق الهالكة السُّنية والشيعية من أجل حشد الناس في مظاهراتهم التي ترفع شعار القدس «كلمة حق يراد بها باطل». وهدف الحشد هو السلطة وامتلاك الشارع العربي، وتنفيذ أجندات الدجل والشعوذة، سواء كان الحشد سنياً أو شيعياً، فأين حُمرة الخجل وسط هذا الدجل؟! *كاتب صحفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©