بكين (وكالات) - ضرب زلزال، تراوحت قوته بين 6,6 إلى 7 درجات بمقياس ريختر أمس، إقليم سيشوان جنوب غرب الصين، مما أسفر وفق حصيلة أولية عن سقوط 165 قتيلاً ونحو 6000 جريح، إضافة إلى حدوث دمار واسع في المباني والمنازل والبنية التحتية. وأوضحت هيئة رصد الزلازل، في بيان، أن مركز الزلزال كان عند سفح هضبة التيبت في الإقليم الذي يشهد نشاطاً زلزالياً كبيراً.
وأعلنت السلطات الصينية عن إرسال أكثر من ألفي جندي إلى المناطق المتضررة للمساعدة في عمليات الإغاثة وإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض لاسيما مدينة يان، البالغ تعداد سكانها 1,5 مليون نسمة، حيث يتوقع ارتفاع عدد الضحايا، ومنطقة لوشان. لافتة إلى أن فرق الإنقاذ أنقذت 49 شخصاً. بينما قالت وزارة الشؤون المدنية إنها سوف ترسل إمدادات إغاثة تتضمن 30 ألف خيمة و50 ألف بطانية.
وفاجأ الزلزال، الذي وقع بعيد الساعة الثامنة، السكان الذين هرع بعضهم إلى الشارع بلباس النوم. وأظهرت، اللقطات الأولى، أبنية صغيرة مدمرة وأكواماً من الدمار في الشوارع. كما أظهرت صور التقطت من الجو مناطق ريفية سويت المنازل فيها بالأرض، وأخرى تبدو عليها الأضرار واضحة. وطلب الرئيس الصيني شي جينبينج بذل أقصى الجهود لمساعدة الضحايا. بينما قال رئيس الوزراء لي كه تشيانج إنه سيقوم شخصياً بمتابعة جهود الإنقاذ وعمليات الإغاثة في مدينة يان المنكوبة.
وذكر التلفزيون الحكومي أن انهيارات التربة تعرقل وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الكارثة. وقالت وكالة الصين الجديدة إن عدداً كبيراً من الابنية القديمة في منطقة لوشان انهارت أو تضررت. ورجح المعهد الأميركي للجيوفيزياء أن يكون هناك عدد كبير من الضحايا بسبب الدمار على نطاق واسع. وقدر عمق الزلزال بـ12 كلم، وهو قليل نسبياً، مما يساهم في زيادة الأضرار. وشعر بالهزة سكان شينجدو عاصمة إقليم سيشوان وحتى مدينة شونجشينج الكبيرة المجاورة التي يقطنها حوالى 33 مليون نسمة، وتصنف إداريا إقليماً.
ونقلت وكالة (شينخوا) عن رئيس الوزراء قوله “إن المهمة الأكثر إلحاحاً حالياً حسن استغلال أول 24 ساعة بعد حدوث الزلزال، وهي فترة ذهبية لإنقاذ الأرواح”. وذكرت أن 6 آلاف جندي في طريقهم أيضاً للمنطقة للمساعدة في جهود الإنقاذ. وذكر التلفزيون الرسمي أنه لا يسمح سوى لسيارات الطوارئ بدخول يان، في حين أعيد فتح مطار تشنجدو. وأشار إلى أن معظم الوفيات كانت في لوشان، حيث انقطعت إمدادات المياه والكهرباء. وذكرت “شينخوا” أنه في القرى الأقرب لمكان الزلزال، تهدمت جميع المنازل والمباني منخفضة الارتفاع، حيث تدمر 10 آلاف مسكن على الأقل، بحسب حكومة سيشوان.
وقال احد سكان شينجدو في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة إنه شعر بالهزة الأرضية لحوالي عشرين ثانية في شقته الواقعة في الطابق الثالث عشر. وأضاف أنه رأى قطع حجارة تسقط من المباني المجاورة. بينما ذكرت بوابة “سينا.كوم” أن طلاباً علقوا في مبنى جامعي انهار في يان. كما انهار مبنى يضم حضانة للأطفال في منطقة لوشان، ما أدى إلى سقوط عدد لم يحدد من الضحايا.
وروت برتريل سنويجر، وهي هولندية تقيم في شنجدو، وكانت موجودة في منزلها لدى وقوع الزلزال، “بعيد الساعة الثامنة كل شيء بدأ يهتز، وبدأت الأغراض تسقط أرضاً”. وعلى غرار جيرانها هرولت إلى الخارج. وقالت “كثير من الناس قالوا إن ذلك يذكر بـ2008”. وتصدعت المباني خارج سيشوان خصوصاً في مدينة شونجشينج. وكانت وانج المقيمة فيها استيقظت لتوها، فيما كان أفراد أسرتها الخمسة لا يزالون في السرير. وقالت “إن الخزائن بدأت ترتج. والدي بدأ الصياح، فاخذنا ما نغطي به أنفسنا، وهرولنا إلى الخارج”.
وتتالت أكثر من 260 هزة ارتدادية في المنطقة بعد وقوع الزلزال، وبلغت قوة أشدها 5,1 درجة. وكان زلزال قوي ضرب في 2008 سيشوان الذي يعد واحداً من أكثر الأقاليم اكتظاظاً بالسكان، ما أدى إلى سقوط حوالى سبعين ألف قتيل وفقدان 18 ألفاً آخرين. وكانت الصين تعرضت في 1976 لزلزال ضرب منطقة تانجشان (شمال شرق)، وأدى إلى سقوط 242 ألف قتيل رسمياً، و700 ألف، حسب مصادر أخرى.
إلى ذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لنظيره الصيني بضحايا الزلزال. وأكد استعداد روسيا لتقديم مساعدات لإزالة آثار الكارثة الطبيعية إذا تطلب الأمر ذلك. كما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن قواتها جاهزة للاستجابة ونقل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
عدد اليوم
