عبدربه «العقل المدبر» للفراعنة

لعب حسني عبد ربه دوراً كبيراً في تتويج الفراعنة باللقب القاري في النسخة الأخيرة في غانا واختير أفضل لاعب فيها، ولم يكن ذلك محض صدفة بل عن جدارة لأنه صانع ألعاب متميز والعقل المدبر للمنتخب المصري لكرة القدم، وفضلاً عن تفوقه في صناعة الهجمات والتمريرات الحاسمة، فإن عبدربه يمتاز بالتسديد البعيد المدى وهز الشباك لأن رصيده التهديفي بلغ 4 أهداف في غانا وضعته في المركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدف واحد خلف الكاميروني صامويل إيتو هداف البطولة. وإذا كان عبد ربه عوض غيابه عن النسخة قبل الأخيرة في مصر بسبب الإصابة وقاد الفراعنة إلى الاحتفاظ باللقب، فإنه يأمل في لقب ثان حتى يتساوى مع رفقاء دربه محمد أبوتريكة وعمرو زكي الغائبين عن النسخة الحالية بسبب الإصابة. وقال "أي لاعب يحلم بأحراز اللقب القاري، لسوء حظي تعرضت إلى الإصابة في النسخة قبل الأخيرة وحرمت من المساهمة في إنجاز زملائي بالكأس الخامسة، لكني عوضت بإحراز السادسة وكلي أمل في الظفر بالسابعة للمنتخب والثانية في سجلي الشخصي". وتابع "الشعب المصري بأكمله ينتظر التتويج في أنجولا لتضميد جراح الفشل المونديالي، عندما تساهم بنفسك في التتويج فذلك شعور استثنائي لا مثيل له". وأضاف "جئنا إلى هنا لندافع عن اللقب، وأعتقد بإننا برهنا بجلاء للمشككين في قدراتنا قبل انطلاق البطولة أننا أجدر بالدفاع عن ألوان المنتخب المصري وعن لقبه، إننا نسير في الطريق الصحيح والنجاحات التي حققناها في المباريات السابقة سترفع من معنوياتنا أمام بنين اليوم". وبدأ عبد ربه المولود في الأول من نوفمبر 1984 مسيرته الكروية مع الإسماعيلي وكان أصغر لاعب في صفوفه عندما أحرز لقب بطل الدوري المحلي موسم 2001 - 2002 وساهم عبد ربه في إحراز منتخب بلاده للشباب بطولة أمم أفريقيا عام 2003 وبالتالي التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في الإمارات حيث لفت أنظار أكبر الأندية الأوروبية أبرزها يوفنتوس الإيطالي وأرسنال الانجليزي ونانت وستراسبورج الفرنسيان غير أن فريقه الإسماعيلي رفض التخلي عن خدماته. وقاد عبدربه الإسماعيلي إلى نهائي النسخة الأولى لمسابقة دوري أبطال العرب عام 2003 وخسرها امام الصفاقسي التونسي، وفي العام التالي استدعي للمرة الأولى إلى صفوف المنتخب المصري الأول للمشاركة معه في بطولة أمم أفريقيا في تونس وكان أصغر لاعب في البطولة غير أن منتخب بلاده خرج من الدور الأول. وانضم عبد ربه إلى ستراسبورج صيف عام 2005 لمدة 5 أعوام ولعب معه 22 مباراة فقط قبل أن يتعرض إلى الإصابة التي حرمته من المشاركة قبل أسبوع واحد مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم أفريقيا عام 2006 والتي توج بطلاً لها في القاهرة. وهبط ستراسبورج إلى الدرجة الثانية نهاية موسم 2005 - 2006 فاقترح عبدربه عودته إلى فريقه الإسماعيلي لعدم تأقلمه مع أجواء الاحتراف في فرنسا، فأعاره ستراسبورج لمدة عام إلى الإسماعيلي قبل أن ينتقل إلى صفوفه بصفة نهائية مطلع الموسم الحالي بعد ضجة كبيرة بين فريقه والنادي الأهلي كونه الأخير حصل على خدماته بالاتفاق مع ستراسبورج قبل أن ينجح الإسماعيلي في حل مشاكله المادية مع النادي الفرنسي واحتفظ بلاعبه، وأعاره إلى الأهلي الإماراتي. غير أن عبدربه عاد مؤخراً للدخول في متاهات العودة إلى مصر بانتهاء عقده مع الفريق الإماراتي الصيف المقبل. وأكد مصدر مقرب من المنتخب المصري أن عبدربه مشتت التركيز في معسكر الفراعنة لأن لاعبي الأهلي والزمالك المتواجدين ضمن صفوف المنتخب في أنجولا يحاولون إقناعه بالانضمام إلى فريقيهما، مضيفاً أن هذا الأمر أخرج حسني عن تركيزه وهو الأمر الذي فطن له المدير الفني حسن شحاتة سريعاً وطلب من اللاعب عدم التفكير في العودة إلى مصر والتركيز في الملعب ومباريات البطولة التي تتكدس بسماسرة أقوى الأندية العالمية وربما يكون هناك الأفضل من ناديي العاصمة". وكشف المصدر أن "مسؤول في أحد الناديين وعد بنسبة 10 في المائة من قيمة عقد عبدربه في حال نجح في إقناعه في الدفاع عن ألوان فريقه".