الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اتفاقية التجارة مع الصين تحقق مكاسب اقتصادية لتايوان وسياسية لبكين

30 يونيو 2010 21:36
يتوقع معظم المحللين أن تايوان سوف تستفيد اقتصادياً بدرجة أكبر من الصين من اتفاقية التجارة التاريخية الذي جرى توقيعها أمس الأول. بيد أن البعض ومنهم معارضو الاتفاقية في تايوان، يرون أن الصين هي الفائز الأكبر على الصعيد السياسي على المدى البعيد. إن الصين تؤكد على أن اتفاقية التعاون الاقتصادي الإطارية، بعيدة كل البعد عن السياسة،مع تأكيد وسائل الإعلام الصينية الرسمية على أن الحزب الشيوعي الحاكم قدم تنازلات غير مشروطة لـ”أبناء الوطن” في تايوان. غير أن التغطية المباشرة من قبل تلفزيون الصين المركزي عكست الأهمية الرمزية لهذه الاتفاقية لدى الحزب الحاكم، الذي يحكم بر الصين منذ الإطاحة بحزب “كومنتانج” (الحزب الوطني ) المنافس عام 1949 في أعقاب الحرب الأهلية. وقال تشانج جوان هو نائب مدير معهد تايوان للدراسات، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، “هذه اتفاقية اقتصادية فحسب. وليس لها تبعات سياسية مباشرة”. وأردف تشانج “الاتفاقية تمثل خطوة مهمة، وسوف تكون بمثابة إطار شامل للتعاون اقتصادي”. كما أشاد الرئيس التايواني ما ينج جيو بالاتفاقية ووصفها بأنها “خطوة أخرى نحو السلام والرخاء”، بينما قالت وزارة الاقتصاد في حكومته إنها “سترسي أساساً قوياً لعشر سنوات ذهبية لتايوان كي تطور اقتصادها”. وقال تشانج إن كلا الطرفين سيحقق مكاسب من خلال توسيع قاعدة التجارة لديه وزيادة إجمالي الناتج المحلي. وأضاف إنه من المتوقع أن تضيف الاتفاقية لمعدل نمو اجمالي الناتج المحلي التايواني ما يعادل 1,7 نقطة مئوية و0,7 لمعدل النمو بالصين. وأشار تشانج إلى أن أكبر المكاسب التي ستحققها تايوان، على المدى الطويل، ستأتي عبر تجارة الخدمات ذلك انها أكثر تطوراً في الجزيرة مقارنة بمثيلتها في بر الصين. وقال تشنج ليزهونج نائب رئيس الرابطة الصينية من أجل العلاقات عبر مضيق تايوان والتي وقعت الاتفاقية، إن المفاوضين الصينيين لم “يضغطوا على تايوان من أجل رفع الحواجز (المفروضة) على الواردات الزراعية، ولم يطالبوا الجزيرة بفتح سوق العمالة لديها”. ونقلت وسائل الاعلام الرسمية عن تشنج قوله عقب المحادثات في تايوان في مطلع الأسبوع الحالي”لقد وافق بر الصين على السماح باستيراد المزيد من المنتجات الزراعية المعفاة من الضرائب من تايوان ومنح معاملة تفضيلية للشركات التايوانية الصغيرة كي تدخل سوق بر الصين”. وبرغم المزايا الواضحة التي حظيت بها تايوان، فإن راي دون، عميد معهد إدارة الأعمال بجامعة الصين للتكنولوجيا في تايوان، قال إنه يخشى من أن تصبح الجزيرة معتمدة بشكل كبير على الصين. وقال دون، مشيراً إلى تجربة هونج كونج بعد أن وقعت اتفاقية تجارية مع الصين، “لن تكون تايوان مجبرة على زيادة اعتمادها على الصين فحسب، بل ستحذو حذو هونج كونج في رؤية تزايد الفجوة بين الأغنياء والقراء بشكل هائل”. كانت الصين قد بدأت بناء صلات “حزبية” أحاطتها بدعاية كبيرة مع الكومنتانج، فيما كان الحزب التايواني في معسكر المعارضة، قبل أن يهزم الحزب التقدمي الديمقراطي، والذي تتهمه الصين بالسعي لنيل استقلال تايوان رسمياً. وقالت وكالة الانباء الصينية الرسمية “شينخوا” إن هو جين تاو رئيس البلاد وزعيم الحزب الشيوعي الحاكم.، والرئيس السابق لحزب كومنتانج ليان تشان تحدثا عن فكرة إبرام الاتفاقية الاقتصادية للمرة الأولى عام 2005. وقالت الوكالة “منذ ذلك الحين ..يدعو التقدميون في كلا الجانبين باستمرار إلى إبرام الاتفاقية لوضع الآليات (اللازمة) ولتطبيع العلاقات الاقتصادية”. يذكر أن الصين تنظر لتايوان باعتبارها إقليماً انفصالياً وحذرت من انها قد تلجأ للقوة لاستعادة الجزيرة، في حال تأجيل تايبيه لمفاوضات إعادة الوحدة إلى أجل غير مسمى أو إعلانها الاستقلال. ويخشى معارضو الاتفاقية التجارية من أن قادة تايوان سيواجهون، إن عاجلاً أو آجلاً، ضغوطاً لبدء المفاوضات الخاصة “بإعادة الوحدة سلمياً” مع الصين. وحشد الحزب التقدمي الديمقراطي عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة عبر شوارع العاصمة تايبيه السبت الماضي احتجاجاً على إبرام الاتفاقية
المصدر: بكين- تايبيه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©