أحمد مراد (القاهرة)
منشد ومطرب سوري، برع في الإنشاد الديني والموشحات والمقامات، ويعد أحد أعمدة الإنشاد الديني في مدينة حلب السورية، وقد عُرف بأنه منشد المدائح النبوية. هو المنشد والمطرب صبري مدلل، المولود سنة 1918 في حي الجلوم بمدينة حلب السورية، والذي تعلق قلبه بقراءة القرآن الكريم في السادسة من عمره، وصار مواظباً على حضور حلقة إنشاد التواشيح والابتهالات الدينية التي كان والده يصحبه إليها، وعندما اكتشف أبوه موهبته في الإنشاد وما وهبه الله تعالى من صوت عذب، قرر أن يدفعه إلى دراسة هذا الفن بشكل علمي، حيث لازم الموسيقي عمر البطش، في ثلاثينيات القرن الماضي، وتولى البطش رعايته وتدريبه، وخلال هذه الفترة كان صبري مدلل يتردد على حلقات الذكر، وفيها سمع وحفظ الموشحات والابتهالات وتأثر بأساتذة عصره، ومع مرور الوقت ذاع صيته في مدينة حلب بالكامل.
وفي سنة 1949، التحق مدلل بإذاعة حلب، وغنى عبر الأثير أغنيتين من ألحان بكري الكردي، وفي سنة 1954 التقى بالمنشد فؤاد خانطوماني، وتعاون معه في تأسيس فرقة إنشاد ديني، تخصصت في تقديم الأناشيد والتواشيح، وكان لحن «صلاة الله ذي الكرم على المختار في القدم» أول لحن تقدمه هذه الفرقة، وبعد فترة وجيزة انتشرت أعمالها في العالم العربي. وفي هذه الفترة تعرف صبري مدلل على الباحث الموسيقي البلجيكي «كريستيان بوخه» الذي قام بتسجيل أسطوانة لفرقة مدلل حملت اسم «مؤذنو حلب»، وفي وقت لاحق أصدر له مركز دراسات العالم العربي في باريس أسطوانة أخرى. وشارك صبري مدلل في العديد من المهرجانات السورية والعربية والدولية، فضلاً عن أنه أقام العديد من حفلات الإنشاد الديني في باريس وتونس وبيروت ومصر، وقدم عشرات الابتهالات والتواشيح والأغاني والألحان الدينية، ومنها: يا نبي سلام عليك، وراحت الأطيار تشدو، وحيوا الهادي بذكرى الإسراء، وأحمد يا حبيبي سلام عليك. كما غنى مدلل وفرقته، بالإضافة إلى التواشيح والأذكار، العديد من أعمال القصبجي، وسيد درويش، وزكريا أحمد، وغيرهم من كبار الملحنين، وقد كان يؤدي ذلك بأسلوبه الحلبي المميز أداءً ولفظاً، كما تميز في تلحين وغناء الكثير من قصائد الشاعر الصوفي ابن الفارض، وغيره من كبار شعراء الصوفية. وقد كتب المهتمون بالإنشاد والشأن الموسيقي الكثير من المقالات حول أسلوب صبري مدلل الغنائي، وطريقة أدائه، ومواضيع موشحاته ومقاماته.
في أواخر أيامه أصيب صبري مدلل بمرض أقعده في منزله بمدينة حلب، وبعد صراع طويل مع المرض توفي سنة 2006.
عدد اليوم
