الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دوجما 95 ... سينما ضد السينما!

دوجما 95 ... سينما ضد السينما!
24 سبتمبر 2008 23:39
كان ذلك في الثاني والعشرين من مارس العام ،1995 وفي العاصمة باريس تحديدا، عندما اهتدى أربعة مخرجين من الدانمرك وخلال 45 دقيقة فقط لصياغة بيان سينمائي صارخ أطلقا عليه ''دوجما ''95 بمناسبة مرور مائة سنة على ولادة السينما، الهدف من هذا البيان القوي كان واضحا ومباشرا، ورغم ذلك استطاع أن يشيع حالة من الصدمة والرجّة والذهول في الوسط السينمائي العالمي· ففي صيغة احتجاجية عارمة ضد السينما التجارية أو الجماهيرية، قدم المخرج لارس فون ترير وأصدقاؤه توماس فينتربرج وكريستان ليفرنج، وسورين جاكوبسن ما يشبه المانيفستو المضاد للبشاعة والقبح والضمور الذي أصاب مواضيع واتجاهات السينما المعاصرة، في وقت كان من الأجدر على المخرجين الجدد أن يحاربوا من أجل خلاص الفن السابع وتحريره من هيمنة السينما النفعية التي تنازلت عن عقودها الأصيلة المبرمة مع الإبداع الحرّ والخيال المستقل، من أجل سينما أخرى رخيصة يتحكم فيها أرباب وأباطرة صناعة الترفيه· وصايا ومنشورات حمراء 45 دقيقة فقط كانت كافية لتوجيه لطمة فنية هائلة وتاريخية للمنتجين والنقاد والجماهير وكتاب السيناريو والمخرجين المنقادين مغناطيسيا لسينما باتت مشوهة وطارئة ومتبخرة، هذه اللطمة وصفها البعض بأنها نتاج حماس زائد ومترفع وأحادي لا يعترف بتنوع الأذواق، ولا يهبط إلى واقع السينما بمتطلباتها الإنتاجية وحجم العائدات وفكرة تدوير عجلة الصناعة السينمائية بواسطة محرك أساسي لا مناص من الاعتراف بأهميته ألا وهو: (الربح)، من جانب آخر، فإن مؤيدي حركة الدوجما وجدوا في هذا الاحتجاج الصحي - رغم شروطه الخيالية أحيانا - مسارا يمكن من خلاله العودة إلى المنابع والنظريات النقية التي تشربتها السينمائية منذ عهودها المبكرة· انطلقت شرارة (الدوجما) عندما دعي لارس فون ترير لإلقاء كلمة حول مستقبل السينما في المؤتمر العالمي الذي أقيم في العاصمة الفرنسية بمناسبة مئوية السينما، ولكن عوضا عن إلقاء كلمته قام فون ترير بتوزيع منشورات حمراء على الحضور المندهش من تصرفه، حملت هذه المنشورات وصايا حركة الدوجما، وأتت على شكل عشر قواعد هي: ؟ موقع التصوير يتم في الطبيعة الخارجية وليس في استوديوهات افتراضية أو من خلال ديكورات دخيلة· ؟ الصوت والصورة متزامنان أثناء التصوير (أي ليس هناك تسجيل لاحق للصوت في الأستوديو)، وحتى الموسيقا المخصصة للمشهد يتم بثها في الموقع وأثناء التصوير· ؟ الإضاءة يجب ان تكون طبيعية، وفي الأماكن المظلمة يتم استخدام إضاءة الكاميرا· ؟ استخدام الكاميرا المحمولة فقط· ؟ يمنع استخدام المرشحات والفلاتر للكاميرا· ؟ لا مشاهد مقحمة وعنيفة وغير واقعية، مثل مشاهد القتل واستخدام الأسلحة· ؟ لا تزييف للمكان والزمان (التصوير يجب أن يتم هنا والآن)· ؟ ليس هناك تصنيف للفيلم (رعب، أو أكشن، أو كوميديا إلخ···)· ؟ الفيلم يجب أن يكون ملونا وعلى أشرطة قياس 35 ملم· ؟ عدم ذكر اسم المخرج على شريط الأسماء· قانون العفة السينمائي بعد صدور هذا البيان بقواعده العشر الصارمة، قال بعض المتهكمين إنها قواعد أشبه بقانون العفة السينمائي!، وتشكك البعض الآخر من إمكانية الالتزام الحرفي بهذه الشروط، ولكن ما حدث بعد ذلك أن الملتزمين بالقواعد العشر، والمنتصرين لتيار الدوجما قاموا بتنفيذ ما يربو على الثلاثين فيلما حتى اليوم، أما الشرط الوحيد الذي تم تجاوزه، وإعادة النظر فيه فكان هو الشرط التاسع المتعلق بضرورة استخدام أفلام قياس 35 ملم، وذلك لتسهيل الأمر على الأفلام ذات الميزانيات المنخفضة والسماح باستخدام الكاميرات الرقمية (الديجيتال) المتخلصة من التكاليف الباهظة والمرافقة لإنتاج أفلام روائية طويلة على القياس الشائع· وكان أول المتنازلين عن هذا الشرط التاسع هو فون ترير نفسه، والذي قام أثناء تنفيذ فيلم ''الراقصة في الظلام'' باستخدام مائة كاميرا رقمية (ديجتال) وفي وقت واحد، وفي موقع واحد، وذلك لتصوير إحدى اللقطات المحورية للفيلم! ولكن الشروط الباقية ظلت محافظة على تكنيكها الفني الصارم، وكانت أولى الأفلام التي ظهرت بعد سيادة هذه الشروط على حركة الدوجما هو فيلم (الاحتفال) للمخرج فينتربيرج - الرجل الثاني في الحركة - وحاز الفيلم على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان العام ·1998 الفيلم السابق على هذه الفيلم وهو ''كسر الأمواج'' لفون ترير كان مجرد تمهيد لهذه الشروط، فهو لم يطبقها حرفيا ولكنه حمل روح وملامح (الدوجما)، وفي العام 1998 أيضا قدم فون ترير فيلم ''الحمقى'' الذي أغوى مخرجين دانمركيين آخرين للانضمام إلى (الدوجما)، وكان المخرج الفرنسي جان مارك بار هو أول مخرج غير دانماركي ينضم للحركة من خلال فيلمه ''عشاق''· مغازلة النظرية وكان واضحا من خلال الأفلام التي قدمتها الحركة، الإعلاء من قيمة النص المكتوب للفيلم، والمديح المكرر للارتجال والابتكار لصالح هذا النص، وكذلك الرفض القوي لاستخدام المؤثرات الخاصة وتطهير السينما من خدع الكمبيوتر جرافيك وغيرها من تقنيات الإبهار المقحمة والدخيلة على هذا الفن، وهذا التطهر من شوائب السينما التجارية أدى بمخرجي الدوجما إلى التركيز على السرد والحكاية وعناصر القصة التي يدور حولها الفيلم، المحور الآخر الذي ركز عليه المخرجون كان هو التمثيل واستنباط أقصى الطاقات الأدائية للممثلين، بعض النتائج الإيجابية التي أفرزتها الحركة كان واضحا من خلال ارتياح الجمهور من التسلسل الموضوعي والسلس لأحداث وثيمات ومضامين الفيلم، حيث لا تشويش تقني هنا، ولا قفز فوق واقع القصة أو تحريف لمسار الشخصيات وتحويلها إلى شخصيات خرافية وأسطورية لا يمكن قهرها· ورغم بعض الخروقات والتجاوزات التي مست الشروط العشرة للحركة ولأسباب قاهرة في أغلب الأحيان، ورغم الخفوت التدريجي لحماسة البدايات وفورة السنوات الأولى من عمرها، واتهامها بمغازلة النظريات والتطلعات المستحيلة، إلاّ أن الدوجما كحركة ثائرة وطليعية ومتمردة على السائد السينمائي ساهمت بشكل أو بآخر في تذكير الوسط النقدي والفني والجماهيري بأصالة وجدّة وجماليات السينما، والتي باتت مفتقدة في تقاليد إنتاج الأفلام الحديثة· في العام 2005 انفرط عقد الدوجما، واتجه مؤسسو الحركة نحو مشاريع وعوالم سينمائية أخرى أقرب إلى التجريب والبحث عن مناطق جديدة في الأرض الشاسعة وغير المكتشفة للفن السابع· أصل يوناني للمصطلح يعود شعار الحركة إلى الأصل اليوناني ''دوجما'' وتعني القرار أو الرأي، ''وفي الطروحات الفلسفية تتجلى الدوغمائية في نزعات مثل الشكلانية الأخلاقية والتعصب'' وعلى هذا الأساس فإن التعريف الأخلاقي للدوجما يشمل ربطها بالنظام الثابت غير القابل للجدل والحوار وفي هذا نجدها تقترب من النص الديني المقدس، أي غير القابل للاختبار وعلى المستوى الأخلاقي هي أقرب إلى الجمود العقائدي، وهي القطيعة ''dogmatism'' والتأييد الأعمى لمذهب معين، دون إمعان نظر ودون دراسة العواقب وبدون دراسة للحالة· ولكن هذا التعريف، ورغم أنه يلامس زوايا معينة من فلسفة الحركة، غير أنه لا ينطبق حرفيا على أهداف ومنطلقات (الدوجما 95) لأنها حركة مهمومة بتحرير الإبداع السينمائي من اللبس والجمود والانصياع لشروط الإنتاج ومتطلبات السوق والذوق العام للجمهور، بغض النظر عن الشكوك والتهويمات المحيطة بإنجازات الدوجما على المستوى التطبيقي لسينما ما بعد الحداثة· قَسَمٌ لكل مخرج هناك قَسَمٌ خاص يعلنه أي مخرج ينوي تنفيذ شريط من نوعية الدوجما وبالاعتماد على قواعدها ونص القسم يقول ''أقسم كمخرج أن أتخلى عن الذوق الشخصي، فأنا لست فنانا· أقسم أن أمتنع عن أن أبدع عملا· كما أقسم بأن اللحظة هي أهم من الكل، والهدف الأعلى هو أن أخرج بالحقيقة من خلال الشخصيات وسينوجرافيا الطبيعة، وأقسم أن أفعل ذلك بكل الوسائل والاعتبارات الجمالية الممكنة''· الجزيرة المصري ينافس على جائزة الأوسكار اختارت اللجنة المستقلة التي شكلها وزير الثقافة المصري فاروق حسني فيلم ''الجزيرة'' للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد السقا ومحمود ياسين وهند صبري بالإجماع للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم غير أميركي· وقال رئيس اللجنة الكاتب محمد سلماوي إن اختيار الفيلم جاء من بين سبعة أفلام وصلت إلى المرحلة النهائية من بين 46 فيلما انطبقت عليها الشروط الخاصة بالمسابقة وأنتجت وتم عرضها خلال الفترة من أول أكتوبر 2007 وحتى الشهر الحالي· وأضاف سلماوي عقب إعلان النتيجة أن أسباب اختيار الفيلم أهمها المستوى الفني المتميز والقيم الإنسانية التي يطرحها، إضافة إلى الأداء الجيد لجميع الممثلين المشاركين فيه والمستوى التقني الواضح الذي استخدم في تصويره ومونتاجه· وضمت لجنة الاختيار المخرجين سمير سيف وإيناس الدغيدي والنقاد لويس جريس ورفيق الصبان وأحمد صالح والفنانين محمود ياسين وليلى علوي ومحمود قابيل وامتنع محمود ياسين عن التصويت لمشاركته في فيلم ''الجزيرة'' كما امتنعت ليلى علوي عن التصويت لمشاركتها في فيلم ''ألوان السما السابعة'' الذي كان ضمن الأفلام المتنافسة· وبدأ عرض ''الجزيرة'' في 18 ديسمبر واستمر عرضه أكثر من 8 أشهر حقق خلالها إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه ''؟·؟ مليون دولار تقريبا'' ويحكي سيرة خارج على القانون تحدى أحد رجال الشرطة الفاسدين وانتهت الأحداث بالقبض عليه ومحاكمته على غرار قصة ''عزت حنفي'' الملقب بإمبراطور الدخيلة· نحات إسباني يصمم جوائز مهرجان السينما الأوروبية ـ العربية يستعد النحات الأسباني أثيسكلو مانثانو فريري لتصميم التماثيل التي ستمنح كجوائز في الدورة السادسة لمهرجان أمل الدولي للسينما الأوروبية ـ العربية· وقالت مؤسسة أراجواني ـ بوينتي للثقافات، الراعية للمهرجان، إن مانثانو فريري شارك في الدورة السابقة من المهرجان وقام بتصميم جائزة أعضاء لجنة التحكيم، وهو صاحب أعمال فنية تدخل ضمن مجموعات العديد من المتاحف والمؤسسات العامة والخاصة في إقليم جاليثيا بشمال غرب أسبانيا· ويذكر أن الدورة السادسة من مهرجان أمل ستقام في مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا السياحية الدينية ذات التراث الثقافي العريق في أسبانيا خلال الفترة ما بين 25 و31 أكتوبر المقبل· وتتضمن فعاليات المهرجان عرض عشرات الأفلام العربية والأسبانية وأيضا الأفلام ذات الإنتاج الأوروبي ـ العربي المشترك· ويستهدف المهرجان تعزيز الجسور الثقافية والحضارية بين العالم العربي وأسبانيا، ويشكل أحد أشهر المهرجانات السينمائية الأوروبية بجانب مهرجاني روتردام الهولندي وبروكسل البلجيكي· وقال مدير المهرجان غالب جابر مارتينيث في معرض تقديمه للفعاليات التي ستشتمل عليها دورة العام الحالي: ''تسعى التظاهرة الثقافية لخلق فضاء للتعاون على أرض أسبانيا بين الثقافتين العربية والأسبانية، اللتين يبدو لأول وهلة أنهما متناقضتان بالرغم من كونهما شقيقتين''· وأوضح مارتينيث أن دورة المهرجان هذا العام ستقام تحت شعار ''مهرجان أمل يعيش مع الحواس''، حيث يضم المهرجان خمسة أقسام مختلفة يمثل كل منها إحدى الحواس الخمس للإنسان· وأضاف: من هذا المنطلق يعبر قسم الأفلام الطويلة والخيالية عن حاسة الإبصار ويتضمن عرض أفلام ''في انتظار بازوليني'' لداود ولاد و''سيد الأندلس'' لآلان جوميس و''تحت نفس السماء'' لسيلفيا مونت و''أحلام'' لمحمد الدراجي· ويشتمل المهرجان أيضا على قسم خاص بالسينما الوثائقية ويمثل في إطار الحواس حاسة التذوق، حيث يعرض في إطاره أفلام مثل ''طلقة حرة'' و''جهاد من أجل الحب'' و''أنا فلسطيني'' للمخرج أسامة قاشو· وقال مارتينيث: ''نعتقد أن السينما فن يتميز بخصوصية شديدة لأنه سهل على الفهم والوصول إلى الجماهير العريضة''· ويضم المهرجان في دورته هذا العام قسما للأفلام القصيرة وتعرض به أفلام من بينها ''أطفال لم تولد قط'' لديفيد باليرو سيمون و''ريشة الطائر'' لأمجد أبو العلاء و''الحدود'' لسوسن دراوزة و''عزيزي الإرهابي'' لفاطمة عبدالله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©