البيوت التراثية في الشارقة».. كنوز ومعالم تقاوم الزمن

تزخر مدينة الشارقة بعبق التاريخ من خلال مجموعة البيوت التراثية التي تجسد العمارة التقليدية لمجتمع الإمارات، وتحكي لكل الأجيال قصصاً وحكايات من ذلك الزمن الجميل، فعلى الرغم مما تعرضت له من تغيرات، إلا أنها حافظت على معالمها الرئيسية مما ساعد على ترميمها واعادتها للواجهة والحياة بسحرها المتميز الآخاذ لتبقى خزائن دائمة للتراث وشاهداً مستمراً للأصالة والعراقة. بعض المنازل التراثية القديمة التي توجد بالقرب من سوق العرصة، والتي مرت سنوات طويلة على بنائها اختارت أن تبقى صامدة أمام عوامل الزمن فرسالتها لاتقف عند حدود الحجر والبناء وإنما تتعدى ذلك. فالمتجول في هذه المنازل ذات الطابع القديم الأصيل ينتقل إلى زمن غير زماننا وتقدم لنا صورة موجزة عما كانت عليه الحياة، يدعمها في ذلك تحويلها إلى متاحف ليطلع عليها كل زائر. إلى جانب ذلك تعتبر هذه البيوت نمطاً من أنماط العمارة التقليدية التي تتميز ببساطة البناء وملاءمته للبيئة والمناخ، حيث شيدت بمواد بناء متوافرة محلياً مثل الأحجار البحرية والطين والجص وجذوع النخيل، وخشب الكندل وتمتاز هذه البيوت بالزخرفة الجصية البديعة التي تغطيها من الخارج والداخل إضافة إلى الزخرفة الرائعة الموجودة على الأبواب والنوافذ والأسقف والأعمدة التي تحمل التيجان. وإذا رغبنا في السفر عبر التاريخ والعودة الى الماضي البعيد، والبحث عن التراث ما علينا إلا القيام بزيارة واحدة إلى إمارة الشارقة، وبالأحرى ساحة التراث سنجد بيوتاً قديمة يفوح من بين جنباتها عبق الماضي تطل علينا من بعيد بأبراجها الدفاعية وبيوتها الشامخة في منظر بات مألوفاً لدي أبناء المنطقة، هذه البيوت الأثرية الرائعة في الهندسة المعمارية، أصبحت متلازمة مع واقع الإنسان الإماراتي على م رالعصور، هي عديدة وذات هندسة معمارية، فهذه الشواهد التراثية، إنما تدل دلالة واضحة على مدى إبداع الأجداد في مجال بناء البيوت المعمارية التي شيدوها بكل إتقان مع مهارة تصميم الأبواب والنوافذ والتي تحمل الطابع القديم، وهذه البيوت القديمة تصبح اليوم بمثابة تراث يشهد على عظمة الإنسان الإماراتي. كل من يتمعن بتلك المنازل سوف يجدها تشكيلات عمرانية تراثية تحمل مخزوناً فنياً للتفاصيل العمرانية والمكونات التي جاءت نتيجة الخبرة التي اكتسبها أجدادنا المهرة على مر العصور. وإيماناً بذلك كل من يزور الشارقة لن يفوت مشاهدة المشاهد التراثية الكثيرة التي تملأ ساحة التراث بالشارقة والتي يمتاز أحدها عن الآخر بتصميمه الفريد والذي يعكس كل منها طابعاً متميزاً من التراث والتاريخ بها العديد من الروائع التاريخية والثقافية والتراثية، مما توفر تجربة تعليمية وترفيهية ممتعة لجميع أفراد العائلة عند زيارة هذه البيوت التراثية القديمة. ولا شك أن تفرد إمارة الشارقة باحتوائها على العديد من البيوت والمشاهد التراثية المتميزة جعل منها وجهة سياحية فريدة.