الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدارس الدينية محطات تنوير راسخة في اليمن

المدارس الدينية محطات تنوير راسخة في اليمن
30 سبتمبر 2008 02:17
تعاظم دور المدارس الدينية في نشر القيم والتعاليم والعلوم الشرعية الإسلامية، وتخرج منها مجاهدون فاتحون حملوا رايات الإسلام إلى كل أصقاع المعمورة، وبرز منها العلماء الثقاة، والدعاة المخلصون الذين يعود الفضل إليهم بدخول أعداد كثيرة الى الإسلام في البلدان حديثة العهد بالدين الإسلامي الحنيف· وانتشرت المدارس الدينية في مختلف أرجاء البلاد الإسلامية ومن بينها اليمن حين برزت الحاجة إليها لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم، ودراسة علوم الفقه، والسنة النبوية، وتعليم اللغة العربية وشتى أصناف العلوم· مدارس زبيد يقول الباحث محمد بن محمد مطة إنه أنشئت فى مدينة زبيد العديد من المساجد و المدارس الدينية والتى درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم· فقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمي من بين مدن اليمن، ونشأت فيها أول مدرسة فى اليمن وكان ذلك في أواخر حكم الدولة الأيوبية 569- 626 هـ 1173-1229م· وعلى أيام الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب حيث شرع ببناء أول مدرسة فى زبيد عام 594 هـ-1197م، وسميت بالمدرسة المعزية ثم انتشرت المدارس بشكل سريع أيام الدولة الرسولية 626-858 هــ 1229- 1454م· واحتلت مدينة زبيد مركزا ثقافيا في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد أفول وتضاؤل أهمية المراكز الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي مثل بغداد، ودمشق، والقاهرة· وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها في أواخر القرن الثامن الهجري فبلغت مائتين وبضعا وثلاثين موضعا على ما ذكره الخزرجي ومن بعده ابن الديبع الشيباني وهذا العدد يشير إلى أهميتها من الناحية الفكرية في الحقبة التي تولى فيها الملك الأشرف إسماعيل الغساني ''803هـ'' أمور الدولة الرسولية· مدارس تريم تعد مدينة تريم عاصمة وادي حضرموت مركزا دينيا منذ ظهور الإسلام، وبدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري، حيث هاجر مجموعة منهم إلى الهند، وإندونيسيا، وسنغافورا والفلبين لذلك الغرض· وكان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا حيث ساعد على ذلك كثرة علمائها وزواياها العامرة بالتدريس· ومن أهم مراكزها العلمية القديمة التي لازال نشاطها مستمرا حتى اليوم ''معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم'' التي أنشئت في القرن الـسادس الهجري، و''رباط تريم العلمي'' الذي افتتح عام 1305هـ، مدرسة الشيخ باغريب وفي القرن السادس الهجري، أسست مدرسة الشيخ باغريب الواقعة في حي السحيل بمدينة تريم حضرموت، التي تعد من أقدم المدارس العلمية الإسلامية في حضرموت، فهي الحاضن الأول لطلاب العلم والمحطة الأهم في حياتهم المعرفية· ويذكر العلامة حامد بن محمد بن شهاب الدين أن المشايخ الأفاضل آل باغريب الذين لهم تاريخ عريق ببلدة تريم تصدروا التدريس في هذه المدرسة التي سميت باسمهم، وبرز منهم الإمام الشهير الصالح أبو عبدالله محمد بن عبدالله باغريب المتوفى سنة 633هـ والإمام النقيب محمد بن عبدالله باغريب المتوفى سنة 683هـ · ويرى مؤلف كتاب ''الدليل القويم في ذكر شيء من عادات تريم'' أن من أبرز من تولى التدريس في هذه المدرسة المباركة أيضاً الشيخ المعلم عمر بن عبدالله باغريب، صاحب كتاب ''الكنزية'' المتوفى سنة 1206هـ بتريم، وهو الذي عاصر الإمام الحبيب حامد بن عمر حامد باعلوي وصحبه صحبة أكيدة· وعلى مدى ثمانمائة عام (من 600هـ حتى 1426هـ) ومنذ تأسيس مدرسة الشيخ باغريب بتريم حضرموت أسهمت المدرسة في نشر المعرفة والعلم وروح الوسطية والاعتدال ومحاربة الجهل وضخ الأجيال المتنورة إلى المجتمع· المدرسة الشمسية تعتبر المدرسة الشمسية في مدينة ذمار وسط اليمن من أهم المعالم الأثرية في اليمن والتي لا تزال عامرة وتقع في حي الجراجيش بمدينة ذمار· وبحسب مصادر تاريخية، قام الإمام المتوكل ''يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد'' ببناء هذه المدرسة والذي حكم في الفترة من 912 إلى 965 هجرية (الموافق 1506 - 1557 ميلادية )· وكان المتوكل معاصرا لعامر بن عبد الوهاب الذي بنى المدرسة العامرية في رداع سنة 910 هجرية حيث بنيت المدرسة الشمسية سنة 950 هجرية · (الموافق 1544/1543 ميلادية)· وتقول المصادر ذاتها إن المدرسة الشمسية سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبنائه وهو الأمير ''شمس الدين'' ، فيما بنى المطاهير والمنارة الوالي العثماني ''محمد علي باشا'' سنة 1155 هجرية· ويوضح المؤرخ اليمني القاضي لأكوع في كتابه ''المدارس الإسلامية في اليمن'' أنه كان للمدرسة مكتبة نفيسة موقوفة· وكانت إلى بضع سنوات خلت صرحا من صروح العلم حيث كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من شتى المناطق· مدرسة الأشرفية ومن المدارس الدينية في اليمن مدرسة الأشرفية التي أمر بإنشائها السلطان إسماعيل بن العباس بن علي بن داوود بن يوسف بن علي بن رسول سنة ثلاث وثمانماية· ومن أبرز العلوم التي كانت تدرس في الاشرفية علوم الفقه، وعلوم القرآن والسنة والحديث، وعلوم اللغة العربية، وذلك حسب مصادر تاريخية· وفي هذه المدرسة وجد كم هائل من الفنون المعمارية والنقوش الإسلامية إذ يوجد بها حوالى سبعة خطوط لا يعرف الى أي من الفنون المسماة ترجع هذه الابتكارات· مدرسة العامرية ومن المدارس الدينية الشهيرة في اليمن مدرسة العامرية التي تعد من أهم المدارس اليمنية وهي آية في الفن الإسلامي ومن روائع منشآت الدولة الطاهرية، شيدها الملك صلاح الدين عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر عام 910 هجرية ( 1504 ميلادية) وذلك حسبما دون في الأشرطة الكتابية، وهو الملك الرابع لعائلة بني طاهر التي خلفت الرسوليين في اليمن في السنين الأولى من القرن السادس عشر الميلادي· وتتكون المدرسة من ثلاثة طوابق يعلوها ست قباب، وكل قبة مقامة على دعامتين وعلى كل دعامة أقيم ست عقود، كما تتميز بالزخارف الجصية التي تزين الممرات والقبب والجدران الخارجية، وقد خصص الطابق الأول ''الأرضي'' سكنا لإيواء الطلبة، أما الطابق الثاني فقد خصص للصلاة والعبادة، والطابق الثالث به مقصورة وقاعة· وفي العصر الحديث جرى ترميم المدرسة بدقة متناهية في تنفيذ الأعمال من قبل المختصين باستخدام نفس مواد البناء السابقة· وأخيرا، أعلنت مؤسسة ''أغا خان'' العالمية عن فوز مدرسة جامع العامرية التاريخي في مدينة رداع اليمنية بجائزتها للعمارة الإسلامية· وجاء فوز المدرسة العامرية كأثر تاريخي إسلامي بهذه الجائزة بناء على خصوصيتها الفنية والمعمارية التي استوعبت في أعمال ترميمها التي امتدت لأكثر من 20 عاما أكبر عدد من الحرفيين والأثريين·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©