متحف الفهيدي بدبي ملحمة تراثية وصور محفوظة في أروقة المكان

يتجلى الماضي بمفرداته وملامحه الدقيقة التي تروي لنا بعض الجوانب المهمة في تاريخ وتراث الأجداد، والأحداث التي دارت في محيطها، فنطرق بوابة الزمن القديم لنلج إليه من خلال متحف الفهيدي، وندون في أذهاننا تلك المشاهد والصور التي كسيت به جدرانه، وفق منهجية علمية مدروسة أرسى دعائمها كل من احتوى التراث وقدر قيمة هذا الإرث الثقافي، وكرس وقته وجهده لنقله إلى الأجيال المتعاقبة. هي لوحة نطل بها على الزمن البعيد، فعبر محطاتها تصور جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عبر مشاهد فنية تمثيلية. تجسد نمط العيش في الماضي، وفق نظرة الأوائل الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية، فاستقر في أذهانهم الكثير من الصور والمشاهد الحياتية التي طويت، وظلت محفوظة بين ثنايا متحف الفهيدي كإرث لكل من يرغب في أن يتعرف على نمط الحياة القديم. تأسس المتحف في قلعة الفهيدي، أحد أقدم المباني التاريخية في دبي عام 1787م التي أقيمت لتستخدم كحصن دفاعي ومقر للحكم والمدينة، ومع التوسع العمراني وزيادة أعداد السكان في المدينة، تحولت القلعة لاستخدامات متعددة، فكانت سجنا للخارجين على القانون، ومستودعا للذخائر، إلى أن أصدر الشيخ راشد بن سعيد توجيهاته بترميم القلعة، و إعدادها كمتحف وطني. يحتضن في طياته طبيعة الحياة القديمة بكافة تفاصيلها. وفي جنباته الثرية يمكن للزائر أن يعيش لحظات ممتعة من ذلك الزمن الجميل، وذلك بمجرد أن يقتحم بوابة المتحف، ويتحسس جدرانه التي تروي تفاصيل حياتية لمشاهد وصور محفوظة في أروقة المكان، وفق أساليب عرض جديدة متنوعة ومتميزة، شملت عروضا حية وتقنيات تكنولوجية مستحدثة، وتقسيمات مدروسة توضح الطبيعة الجغرافية للإمارة ما بين الساحل والواحة والصحراء، وتوضح أشكال الموروثات الثقافية في المنطقة من أساليب معيشة، ومدى التطور الحضاري في مجالات الحياة المختلفة، سواء على الصعيد الاقتصادي والعمراني، وصولاً إلى قطاعات الصحة والتعليم وتخطيط المدن، وسواها من أشكال مواكبة مظاهر التطور الثقافي والتنمية البشرية. ويمكن أن تطلع على تاريخ هذه الأرض من خلال زيارة قصيرة لمتحف الفهيدي الذي يعتبر محطة مهمة لكل زائر.